الثورة :
دخلت قافلة إنسانية جديدة إلى مدينة بصرى الشام بريف درعا، تمهيداً لنقلها إلى محافظة السويداء، في إطار جهود إغاثية متواصلة يشرف عليها الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع الحكومة ، وتحت رقابة مباشرة من الأمم المتحدة، وذلك في ظلّ تفاقم الأزمة الإنسانية جنوب البلاد.
مساعدات شاملة تضم مواد غذائية وطبية ومشتقات نفطية وضمّت القافلة 47 شاحنة محمّلة بكميات كبيرة من المواد الغذائية والطبية واللوجستية، بينها 6 شاحنات مقدّمة من وزارة الكهرباء وصهاريج محروقات، في خطوة تهدف إلى دعم الخدمات الأساسية وتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المحليين.
وتأتي هذه القافلة استكمالاً لأربع قوافل سابقة دخلت عبر نفس المسار لتقديم الدعم للمناطق المتضررة في المحافظة.
تأكيدات رسمية على انسيابية المساعدات ونفي مزاعم الحصار سبق أن أكد محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور في تصريحات لوكالة “سانا” أن دخول القوافل يتم بشكل يومي عبر طريق بصرى الشام، دون أي عوائق أمنية أو لوجستية، مشدداً على أن المنظمات الإنسانية قادرة على الوصول الآمن إلى جميع المناطق المحتاجة، وكشف عن وصول قافلة جديدة خلال الساعات القادمة، تحمل 200 طن من الطحين ومساعدات إضافية، ضمن خطّة حكومية لتعزيز الإمدادات الأساسية.
من جانبه، شدد وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى على ضرورة تحييد الملف الإنساني عن أي أجندات سياسية، ورفض استغلال معاناة المدنيين لأغراض انفصالية أو فئوية، مديناً “التصرفات المتهورة” التي تسعى، حسب وصفه، إلى ترويج مزاعم كاذبة حول “حصار السويداء”، مؤكداً أن البيانات الرسمية تنفي ذلك بشكل قاطع.
تحذيرات أممية من الوضع المتدهور أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 176 ألف شخص نزحوا مؤخراً من جنوبي سوريا نتيجة تصاعد التوتر الأمني وتردي الأوضاع الإنسانية، ووصفت المفوضية الوضع في المنطقة بـ”الخطير”، داعية إلى تكثيف المساعدات والجهود الدولية لتخفيف آثار الأزمة.
في السياق نفسه، شددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أن محافظة السويداء تمرّ بمرحلة إنسانية حرجة، في ظلّ ازدياد عدد النازحين والضغط الكبير على القطاع الصحي.
وأوضحت اللجنة أن المساعدات الأخيرة شملت معدات طبية جرى توزيعها على عدد من مستشفيات المحافظة لدعم قدرتها على الاستجابة، في وقت تشير فيه التقديرات إلى وجود ما بين 2000 و3000 نازح في محيط مدينة شهبا وحدها.
دعوات رسمية لتعزيز التنسيق مع المنظمات الدولية في إطار التحرك الرسمي، وجهت وزارة الخارجية السورية نداءً عاجلاً إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية العاملة في دمشق، دعتها فيه إلى تكثيف التدخل الإغاثي في محافظة السويداء، ولا سيما في قطاعات الغذاء، والصحة، والتعليم، والمياه، والحماية، والدعم النفسي.
وجاء هذا النداء في مذكرة رسمية صادرة عن إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية في الوزارة، أكدت فيها على أهمية التنسيق مع الجهات السورية المختصة لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، مشيرة إلى استمرار التقييمات المحلية التي تهدف إلى مواكبة تطورات الأزمة ووضع أولويات الاستجابة.
قراءة في دلالة التطورات تؤشر التحركات الإنسانية المتسارعة إلى إدراك حكومي ودولي ببلوغ الأوضاع في السويداء مرحلة خطرة تهدد بتفاقم الكارثة، لا سيما مع تصاعد النزوح ونقص الخدمات الحيوية، كما تعكس القوافل المنتظمة وتكثيف التعاون الدولي إرادة واضحة لاحتواء الأزمة ومنع انهيار البنية المجتمعية في المنطقة.