ثمة شيءٌ ناقص في تلك الحكاية..
خللٌ ما جعلها تتوه في تفسير الكثير من الأفعال والمواقف.. مع أنها اقتنعت أن (أجمل الأشياء ليست الكاملة، بل الصادقة).. وكأنها تطبّق فلسفة (الوابي سابي، Wabi-sabi) اليابانية التي تُعرّف بإيجاد الجمال بعدم الاكتمال.. أو حتى بالشيء الناقص أو المؤقت.. فقبلتْ النقص الكائن بحكايتهما على أنه ميزة.. فجوة يمكن ترميمها دائماً..فالترميم، ربما، لا يُعيد الشيء كما كان.. لكنه يمنحه إمكانية أكثر غنىً، للبناء من جديد.. ولهذا نظرتْ إلى (أخطاء الآخر) كبصماتٍ بشرية.
فالخطأ أو الشيء غير المألوف، سبيلٌ لاكتشاف معنى جديد.. وبالتالي تغذية التواصل بالتجديد المطلوب.
لكن..ثمة أخطاءٌ فارقة..
تماماً كما ذاك الخطأ (الفاقع) الذي جعلها تتأمل حكايتهما من منظور مغاير لِما اعتادت عليه في سيرورة الأشياء بينهما.
يمكن للخطأ أن يكون “بوصلة” تدفعك لإبصار شيء لم تدركه من قبل. ولبعض الأخطاء قدرة على أن تكون كما الضوء المائل الذي يفضح تفاصيل لا نراها من دونه.. وبعضها كالأضواء الكاشفة.. تفضح الآخر، وربما تفضحنا معه، وتفضح اهتراء الحكاية.
ومع كل انتصارها لفلسفة (الوابي- سابي) برؤية جمالية “اللا مكتمل” وقبول الأخطاء، تنبّهتْ إلى أنها لا تعني ترميم المستحيل.. وبحسب الكاتب الأميركي “ريتشارد، ر، باول” (الوابي- سابي يحتفي بكل ما هو أصيل عبر ثلاث حقائق: لا شيء يدوم، لا شيء يكتمل، ولا شيء مثالي).. ويبدو أنها اختارتْ حالياً حقيقة “لا شيء يدوم”.. واقتنعتْ أن عليها تطبيق (الوابي- سابي) على نفسها قبل الآخرين، ممتلكةً شجاعة رفض الأشياء المنمّقة.. ورؤية كل (خلل كسر، ندبة، جرح، خطأ، نقص)، دليلاً حيّاً لجمال ينبعث من أشياء ليست مثالية.. لأن الجمال الأصيل ليس بالتماسك.. بل بالقدرة على إعادة تشكيل الذات بعد كل انفصال عن ماهيتنا الأولى.