ثمة عبارات ونصائح تملأ صفحات الفيس والمواقع الإلكترونية، وقرأنا بعضها أو غالبيتها في الكتب، وسمعنا عنها في جلساتنا مع الآخرين وحواراتنا معهم، لكن البعض طبعاً وليس الكل، يقرأ كثيراً، يفهم قليلاً، ولا يعتبر أبداً، ولا حتى لديه الاستعداد أن يتعلم من أخطاء الآخرين، مع أنها دروس مجانية، ولا تكلفه شيئاً.
“عودوا إلى أنفسكم وحاسبوها”، قبل أن تُحاسبوا، ما يعني أن لو كل شخص تأمل في سلوكه وأفعاله وقيّمها، وعرف أين أخطأ أو أصاب، لما وقع بأي مشكلة، وما وضع نفسه أو بيته أو عائلته، أو ربما محيطه بأي موقف حرج، كبيراً كان أم صغيراً، وفوق ذلك تجنب أي إحراج، وجنب غيره أي عواقب لا تحمد عقباها.
وهذا لا ينطبق فقط على الناس العاديين، بل يندرج على من هم مصدر ثقة الآخرين، ومن هم في مواقع المسؤولية والمفوضين من قبل مجتمعهم وأناسهم.
لماذا لا يحاسب المرء نفسه، على أي تقصير أو أخطاء ارتكبها، ولما لا يعترف بها، أو يعود عنها، ويحمي نفسه وغيره من كارثة هنا أو مصيبة هناك، لأن هذا الفعل يهدف إلى تحقيق التوبة والإصلاح الذاتي، والسعي نحو الكمال والتقرب إلى الله أولاً، لأن الاعتراف بالخطأ من ناحية أولى فضيلة، ومن ناحية ثانية يجعل الشخص كبيراً في عيون الآخرين.
عودوا إلى أنفسكم وحاسبوها، لأن مجرد التفكير العميق في الذات، والتأمل في الأفعال والسلوكيات، والبحث عن مواطن القوة والضعف يدفعنا نحو التصالح مع الآخرين، ويدفع للمحبة والوئام ونبذ كل ما ينغص الحياة ويكدرها.