الثورة- منهل إبراهيم:
كانت الأردن من السباقين من بين دول عديدة عربية وإقليمية أكدت دعمها لسوريا في حفظ سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها وتحقيق تطلعات شعبها في الحرية والتنمية والنهوض.
وعندما تم تشكيل الحكومة السورية في أواخر آذار الماضي، سارعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، بالترحيب بإعلانها، معربة عن أملها في أن تلبي هذه الحكومة تطلعات الشعب السوري، ليعيش بحرية ومساواة وكرامة وسلام بعد سنوات طويلة من المعاناة.
وأكدت حكومة الأردن حرص المملكة على تعميق التعاون مع سوريا الجديدة في مختلف المجالات، مشيرة إلى أن هذا التعاون يعكس عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط البلدين الشقيقين.
ويؤكد الأردن ضرورة بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والإسناد المتبادل والثقة، ومعالجة كل القضايا بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وجدد الأردن مراراً التأكيد على موقف عمان الثابت في دعم إعادة بناء سوريا على الأسس التي تحفظ أمنها ووحدتها واستقرارها، مشدداً على أن المملكة ستواصل دعم كل ما من شأنه الإسهام في تمكين السوريين من العبور نحو مرحلة جديدة تلبي آمالهم في الحرية والأمان والتنمية.
وفي سياق الدعم الأردني المتواصل للشعب السوري، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أمس، أن المملكة ستستضيف غداً الثلاثاء اجتماعاً ثلاثياً رفيع المستوى يضم الأردن وسوريا والولايات المتحدة للبحث في دعم دمشق.
وبحسب بيان الوزارة، يهدف الاجتماع إلى “بحث الأوضاع في سوريا وسبل دعم عملية إعادة بنائها على أسس تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها، وتلبي طموحات الشعب السوري الشقيق وتحفظ حقوق جميع مكوناته”. وسيشارك في الاجتماع وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، والسفير الأميركي لدى تركيا المبعوث الخاص لسوريا توماس باراك، بالإضافة إلى ممثلين عن المؤسسات المعنية في الدول الثلاث. وعلى هامش الاجتماع الثلاثي، من المقرر أن يجري نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، محادثات ثنائية منفصلة مع كل من الوزير الشيباني والسفير باراك.
وتعليقاً على هذا الحدث المرتقب والذي لاقى اهتماماً كبيراً في الأوساط الإعلامية والسياسية الغربية، أكدت شبكة الأخبار الأوروبية “يورونيوز” أن المبعوث الأميركي باراك يدعم توجهات الحكومة السورية، وأشاد بها في مناسبات عدة، لافتة إلى قول باراك في تموز الماضي: إن “المجتمع الدولي، الذي راقب بتفاؤل سعي الحكومة السورية للانتقال من إرث من الألم إلى مستقبل مُشرق، ساندناها إلى حدٍ كبير”.
ويأتي اللقاء المزمع عقده في العاصمة الأردنية غداً الثلاثاء استكمالاً للمباحثات التي استضافتها عمان في 19 تموز الماضي، والتي ركزت على تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء وإيجاد حل للأزمة، التي تحاول الحكومة السورية جاهدة بلوغ حلول على أساس المصلحة الوطنية.
وكان البيان الصادر عن لقاء 19 تموز أكد أن المباحثات الثلاثية “تناولت الأوضاع في سوريا، وجهود تثبيت وقف إطلاق النار حول محافظة السويداء، حقناً للدم السوري، وحفاظاً على سلامة المواطنين”.
واتفق الوزيران الشيباني والصفدي والسفير باراك على خطوات مهمة تستهدف دعم سوريا في تنفيذ الاتفاق، بما يضمن أمن واستقرار سوريا، ويحمي المدنيين، ويضمن بسط سيادة الدولة وسيادة القانون على كل الأرض السورية.
وفي آذار المنصرم، اجتمعت دول جوار سوريا في الأردن وبحثت الأوضاع فيها بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على سقوط نظام الأسد المخلوع، وتناول اللقاء، الذي ضم حينها سوريا والأردن وتركيا والعراق ولبنان، “سبل إسناد الشعب السوري في جهوده لإعادة بناء وطنه على الأسس التي تضمن وحدته وسيادته وأمنه واستقراره، وتخليصه من الإرهاب، كما تضمن ظروف العودة الطوعية للاجئين، وتحفظ حقوق جميع أبنائه”، بحسب البيان الصادر حينها.