الثورة – جهاد الزعبي:
تعتبر زراعة البطاطا في محافظة درعا من الزراعات الاستراتيجية بعد البندورة، إذ تساهم في توفير فرص عمل لعدد كبير من العائلات، ورفد السوق المحلية بكميات مناسبة من المادة، وتصدير الفائض.
غلاء البذار والأسمدة
تعتبر درعا من أهم المحافظات في كثافة وجودة إنتاج هذا المحصول، إلا أن المزارعين يواجهون حالياً تحديات كبيرة، تتعلق بغلاء مستلزمات الإنتاج من البذار والأسمدة والمبيدات وتوفر مياه الري.
رئيس غرفة زراعة درعا أنيس المفعلاني بين لـ”الثورة”، أن إنتاج البطاطا خلال الموسم الحالي جيد مقارنة مع المساحة المزروعة، بالرغم من عدم وجود دعم للمزارعين من صناديق وزارة الزراعة، مشيراً إلى أهمية طرح بذار البطاطا بأسعار منافسة تتوافق مع الأسعار في دول الجوار.
وطالب بضرورة اتخاذ عدد من الإجراءات لدعم مزارعي البطاطا، ومنع استيرادها في ذروة الإنتاج، وإطلاق مشروع دعم للمزارعين من صناديق وزارة الزراعة، لافتاً إلى معاناة المزارعين في مجال شح المياه، وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج واليد العاملة وأجور النقل، وهناك ضرورة لتنظيم أسواق الهال، ووضع آلية لتسويق المنتجات بأسعار تتناسب مع تكاليف الإنتاج.
بالأرقام
المزارع محمد الجندي، من نوى، أكد أن مناطق إنتاج البطاطا تتركز في “نوى، وطفس، وإنخل، وإزرع، وداعل”، إذ يصل إنتاج المحافظة حسب التقديرات الأولية إلى أكثر من 62 ألف طن للعروتين الخريفية والربيعية.
وبين المزارع نسيم الربداوي، من طفس، أن إنتاج البطاطا هذا العام جيد، ولكنه لم يصل إلى درجة الممتاز، لأسباب تتعلق بالعوامل الجوية وغلاء مستلزمات الإنتاج وشح مياه الري.
وأشار المزارع محمد الريابي، من إنخل، إلى تحديات واجهتهم في هذا الموسم، تتعلق بغلاء الأدوية الزراعية والمبيدات والأسمدة، وقلة كميات البذار الموزعة عن طريق فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار مقارنة مع المساحة المزروعة، مطالباً بزيادة كميات البذار وساعات الكهرباء المخصصة للآبار الزراعية، ودعم مستلزمات الإنتاج بما يؤمن تغطية التكاليف مع هامش ربح للمزارع.
إنتاج وفير
رئيس دائرة الاقتصاد والتخطيط الزراعي في مديرية زراعة درعا المهندس حسن الأحمد في تصريح مماثل، قال: إن محصول البطاطا في محافظة درعا يحتل المرتبة الثانية بزراعة الخضراوات بعد البندورة من حيث مساحة الأراضي المزروعة.
وأوضح أن المساحة المخططة لزراعة محصول البطاطا للعروة الربيعية، بلغت في هذا الموسم 1150 هكتاراً، تم تنفيذ 1557 هكتاراً، بزيادة بلغت 407 هكتارات، مشيراً إلى أن إنتاج هذا الموسم بلغ نحو 62 ألف طن، وهو أقل من المعدل لكل المحاصيل، بما فيها البطاطا والبندورة، بسبب ظروف الجفاف وانخفاض المساحات المزروعة مقارنة مع الأعوام السابقة، حيث كان يصل إنتاج المحافظة في مواسم الخير وتوفر مياه الري نحو 100 ألف طن.
من جانبه، لفت المهندس الزراعي حسين قطمه إلى أن خبرات المهندسين الزراعيين في محافظة درعا، أصبحت جيدة جداً بعد دخول شركات خاصة، يتم من خلالها توفير أصناف عدة من البذار المستورد المحسن والأسمدة والأدوية الزراعية، وتساعد تلك الشركات المهندسين والمزارعين في إيجاد الحلول للمشكلات الفنية التي تواجههم، وخصوصاً الآفات الزراعية، وانتقاء الأصناف المناسبة لظروف المحافظة، وتقديم عمليات الخدمة بصورة علمية .
مطالبات بالدعم
مزارعو البطاطا طالبوا الجهات المعنية بدعمهم عبر صندوق الدعم الزراعي، وتوفير البذار والأسمدة والأدوية بأسعار مناسبة، وخاصة أن أسعار البذار أعلى من أسعار الدول المجاورة، حيث يبلغ ثمن طن البذار أكثر من ثلاثة ملايين ليرة، بالإضافة لفتح المجال لتصدير الفائض وإنشاء معامل لتصنيع البطاطا.