تطفو على سطح المطالبات المجتمعية اليوم، أولوية معالجة معاناة المتقاعدين في الحصول على رواتبهم الشهرية، وهي قضية إنسانية تؤرق المجتمع السوري عموماً، لما تشكّله من عذاب مرير، يتكبده الآباء والأمهات الذين قضوا سنوات طويلة من أعمارهم في خدمة مؤسسات وطنهم.
والمتقاعدون اليوم أحوج ما يكون لنيل أبسط حقوقهم المادية، وفق آلية تحفظ كرامتهم، وترأف بوهن شيخوختهم.
ذلك أن آلية استلام الرواتب تتم عبرطوابيرالانتظار الطويل، إذ شهدت الأيام الماضية حالات إغماء لمُسنِّين، يعانون المرض والضعف، وهم مجبرون على الانتظار تحت وطأة الحرارة أمام صرافات تحكمها إجراءات صمّاء، تحتاج إلى الإنسانية، التي تحول من دون معاناة 754994 متقاعداً في سوريا، واتخاذ خطوات حكومية بسيطة، توفر عناء الوقوف لساعات طويلة، على قارعة الطرقات، أمام تلك الصرافات التي قد تتوقف فجأة، لانقطاع التيارالكهربائي، أو عطل في المولدة، أو خلل في الصراف يخرجه عن الخدمة، أو نفاد الكتلة المالية فيه، لتعود تلك الجموع من المسنين الذين أنهكتهم ضغوطات الحياة الطاحنة، في اليوم التالي لذات المعاناة، مع نفس الاحتمالات التي تتكررعادة.
ومن بعد جهد جهيد لا يتاح لهم إلا قبض جزء من كفاف الراتب، وذلك بحسب السقف المحدد أسبوعياً، فيضطرون لمعاودة الوقوف في الطوابير مجدداً الأسابيع التالية، بنفس مراحل الانتظار ومشقّة التنقل وتكاليفها المادية، لاستكمال ما تبقى من رواتبهم، ما يستدعي إيجاد حلول جذرية، تتصدر أولويات العمل الحكومي، احتراماً لمن خدموا الوطن في سنوات عطائهم، وتبنياً لإجراءات تأمينية، نطل من خلالها على المستقبل بعين الأمان، والرضا نحو شيخوختنا جميعاً، ذلك أنه من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة.