الثورة :
عقد وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني ونظيره التركي هاكان فيدان مؤتمراً صحفياً في العاصمة التركية أنقرة، استعرضا خلاله مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، وأبرز القضايا الإقليمية التي تمثل أولوية في المرحلة الحالية.
وأوضح فيدان أن علاقات سوريا مع دول المنطقة، ومنها تركيا، شهدت تقدماً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة رغم محاولات بعض الأطراف عرقلتها، مؤكداً أن الجانبين يعملان على معالجة التحديات الراهنة عبر تعزيز التعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصاد، بما يساهم في توفير بيئة ملائمة لعودة اللاجئين.
ولفت الوزير التركي إلى أن إسرائيل تسعى لزعزعة استقرار سوريا وخلق أجواء من الفوضى، وهو ما تعتبره أنقرة مرفوضاً لما يحمله من تداعيات على أمن المنطقة بأسرها.. وجدد تأكيد دعم تركيا لاستقلال سوريا ووحدة أراضيها، وحرصها على إقامة شراكة إستراتيجية تعود بالنفع على الشعب السوري بكل مكوناته.
من جانبه، شدد الشيباني على أن سوريا تعيش مرحلة حساسة بعد سنوات الحرب التي تسببت بدمار واسع ومعاناة كبيرة، وأن البلاد تواجه اليوم تحديات خارجية لا تقل خطورة، في مقدمتها التدخلات والاعتداءات الإسرائيلية ومحاولات فرض واقع تقسيمي.
وبين أن الحكومة السورية تمكنت من تحقيق خطوات ملموسة في إرساء الاستقرار وتقديم الخدمات رغم الصعوبات، مؤكداً استعداد دمشق للتعاون مع كل طرف يحترم وحدة البلاد وسيادتها.. وكشف عن مباحثات مع تركيا شملت التعاون السياسي والتنسيق الأمني، إضافة إلى دعم العودة التدريجية للمهجرين السوريين.
وأكد الشيباني أن السويداء جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري، وأن ما شهدته المحافظة من أحداث كان نتيجة تدخلات إسرائيلية هدفت لإثارة الفتنة الطائفية، وشدد على التزام الدولة بمحاسبة كل من تورط في انتهاكات، داعياً إلى تغليب لغة الحكمة لتجاوز الأزمة.. كما اعتبر أن المؤتمر الأخير في الحسكة لا يمثل الشعب السوري، وأنه تضمن تجاوزات لاتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة.
واختتم فيدان بتأكيد الموقف التركي الداعي إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وصون حقوق جميع المكونات، مشدداً على أن ذلك لا يمكن أن يتحقق بالقوة أو عبر فرض الأمر الواقع.
جاء المؤتمر الصحفي المشترك بين وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني ونظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة ضمن حراك دبلوماسي مكثف تشهده سوريا منذ أشهر، هدفه تثبيت مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد البائد وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.
توقيت المؤتمر له دلالة سياسية، إذ جاء بعد اجتماع ثلاثي في عمّان ضم سوريا والأردن والولايات المتحدة لمناقشة أزمة الجنوب السوري، وفي ظل ضغوط أمنية وسياسية تتعلق بملف السويداء وملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد).