الفنان ميساك باغبودريان لـ “الثورة”:الموسيقا تزين الوقت.. و”دار أوبرا دمشق” في مرحلة البناء والغناء

الثورة: رنا بدري سلوم

 

ما إن تدخل هذه التحفة المعماريّة، حتى تشعر وكأنك في قلعة صلدة، شبابيكها وشرفاتها تذكرك بدمشق الحانية ومشربيّاتها، تلك العمارة تستلهم روح المدينة العتيقة، تطل دار الأوبرا على أجمل وأشهر ساحات دمشق، ساحة الأمويين وسيفه الدمشقي الذي يبهرك علوّه وفنه وألوانه وهويته البصرية الجديدة.

إنه التشكيل السوري المعاصر الذي يترك أثره في القلب والروح، هو برمته تحفة فنية تشكيلية آسرة، وإن كان للفن صورة فإن” الموسيقا تزين الوقت.. كما يزين فن الرسم المكان”، تلك السيمفونيات التي عزفت في دار الأوبرا ليكتمل الجمال.

واليوم يؤلمك مشهد الزجاج المكسر في الدار الذي لا يزال معلقاً على ارتفاع شاهق، والشبابيك والدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على دمشق، رافقنا مدير الدار الفنان ميساك باغبودريان بجولة فيه، مشيراً إلى الدمار الذي خلّفه عدوان الكيان وآثاره المدمرة على الدار الذي يستقطب بعالمه الساحر الكثير من الفنانين وآخرين يحلمون أن يقفوا على مسرح الأوبرا، يعزفون يغنون يحلقون يأسرهم كل هذا الجمال، بدءاً من سجاده الأحمر إلى ما يستطيب للحاضر أن يعيش جواً فنياً حالماً.

ما دعا الكثير إلى مد أصابع الاتهام، إلى إدارة الدار السابقة، وتطبيع الفكرة التي تقول لا يغني إلا ذو واسطة ومحسوبيات!

نقلنا هموم وشجون الفنانين والموسيقيين، إلى إدارة الدار، في تصريح شفاف وحديث عفوي مع مدير الدار الفنان باغبودريان ابن دمشق العتيقة المتأصلة فيه، والتي لامسناها من خلال حديثه وانتمائه لدمشق هويتها الثقافية الفنية العريقة فكان لصحيفة الثورة اللقاء التالي: الفن هو تعبير إبداعي عن المشاعر والأفكار، بينما الإدارة هي عملية تنظيم وتنسيق الموارد لتحقيق الأهداف، هي فكرة وافقنا بها الفنان ميساك الذي بدأ مسيرته الفنية عام 1994 وهو قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، ما دعاه إلى تأجيل المهمة الإدارية سنوات طوال، وهو اليوم يكمل عامه الأول في إدارته لدار أوبرا دمشق.

وكما بين لنا أن ولادة سوريا الجديدة كان لها الأثر الأكبر في تغيير الاسم من دار الأسد سابقاً إلى ” دار أوبرا دمشق”، فكما أوضح أن الرؤى المستقبلية قيد التخطيط في ظل حكومة ونهج جديدين يطمحان للحرية المسؤولة في تقديم فن رفيع المستوى، يكون فيه باب الانفتاح الإعلامي والعربي والعالمي على مصراعيه، وهو ما يلعب دوراً كبيراً في التثاقف الموسيقي إضافة لانعكاس رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا في المجال الموسيقي وما يتطلبه من أدوات ووسائل.

على سجاده الأحمر مضت فترة وجيزة من الزمن، وقف على مسرح دار الأوبرا بعض الفنانين الشعبيين، ما أثار موجات النقد والغضب بسبب رداءة صوت الفنان وعدم حفظه السلم الموسيقي حتى يوضح ميساك أنه في مصر تم منع “فناني المهرجانات” من الغناء على مسارح دور الأوبرا، وتخصيص الحفلات الشعبية والجماهيرية لهم.

وعن التخصص الأكاديمي الذي يقف عائقاً أمام المشاركين على مسرح الدار، يقول: ليس لأننا نطالب بشهادة متخصصة، بقدر ما هي امتلاك المؤدي الغنائي أو الموسيقي قدرات صوتية وموسيقية وفنية عالية، كي تحافظ الدار على تقديم رسالتها الثقافية واحترام الذوق الرفيع للجمهور أسوة بدور الأوبرا العالمية، ولقد تم رفض بعض الأسماء الفنية التي لا ترقى لهذا المستوى الذي من الواجب أن نحافظ عليه .

وعند التطرق إلى أنواع الآلات الموسيقية التي تبهرنا على تلك الخشبة، بين لنا مدير الدار أن آلة “الأورغ” هي من الآلات هناك تحافظ على وجودها على مسارح الدار وخاصة عندما تقوم بتقليد وبشكل مشوه أصوات آلات موسيقية أصيلة يوجد عازفين لها، وبالتالي يمكننا استقدام هؤلاء العازفين بدل من الاعتماد على آلة الأورغ.

مؤكداً باغبودريان على أهمية المحتوى المقدم ورسالته الفنية الواضحة وتمكن المشارك في أداء دوره على أكمل وجه، قائلا نحن لا نتعارض مع أسماء الأشخاص بقدر ما نهتم ونقيم المحتوى المقدم منهم بتقديمهم رسالة موسيقية مؤثرة في أذهان الحضور.

وعن الفعاليات الثقافية والموسيقية يبين ميساك أن صالة دار الأوبرا مفتوحة أمام النشاطات والفعاليات الثقافية وهو ما تقوم به الدار بعد عودة نشاطاتها، مبيناً أنه خوفاً على الحضور وزوار الدار أجلت الفعاليات الفنية ريثما يعود الأمن والأمان وترميم آثار العدوان قدر المستطاع، موضحاً أن وزارة الثقافة وإدارة الدار تراعي الأوضاع المترتبة عليها البلاد مراعاة لمشاعر السوريين أينما كانوا وفي كل المحافظات، وهو ما دعى إلى إيقاف الدار لبعض النشاطات الفنية المترتبة.

بالنهاية الفن رسالة إنسانية عابرة للحدود، جامعة مانحة المحبة والسلام.

بدايات الألق

وقفنا أمام مرآة ميساك باغبودريان الموسيقي، الذي دفعه أهله في صغره للبحث عما يشغل وقته، فكان التقدم للمعهد العربي للموسيقا” معهد صلحي الوادي حاليا” وتم قبوله بعد إجراء فحص قبول بسيط إلى حد ما، وبدأ الدراسة بإشراف الأستاذ خضر جنيد والسيّدة سنثيا الوادي، وبعد سنة التحق بما كان يُدعى “معهد شبيبة الأسد للموسيقا”، الذي كان حينها تحت إشراف بليغ سويد.

شقّ الفنان ميساك طريقه لدراسة الموسيقا بشكل أكاديمي، متخلّياً عن دراسته الجامعية في سبيل التفرّغ تماماً، عن قرار التفرّغ للموسيقا قال: في بداية التسعينات، تحديداً في شهر كانون الأول تم افتتاح المعهد العالي للموسيقا، كان ذلك العام، أول عام لي في الجامعة، حيث دفعتني ميولي العلمية وتعلّقي بالرياضيات لدخول هندسة الكهرباء، قمت بدراسة الهندسة بموازاة الدراسة في المعهد، ورغم ميولي العلمية وحبّي للهندسة الكهربائية، إلّا أن كفّة الميزان بدأت ترجح لصالح الموسيقا، وخصوصاً بعد أن أصبح التقصير واضحاً لصالح المعهد وأصبح التعب الجسدي والنفسي بمتابعة الأمرين لا يُحتمل، فكان قراري بترك الهندسة نهائياً في سنتي الثالثة، حينها كنت في السنة الخامسة من المعهد.

تخرّج من المعهد العاليّ للموسيقا عام 1995 باختصاص بيانو وقيادة أوركسترا.ليعمل بعدها كمدرّس لمادة التّوزيع الأوركستراليّ بالإضافة إلى عملي كمساعد لقائد الفرقة السيمفونيّة. وأتم ميساك دراسته في قيادة الأوركسترا في إيطاليا في معهد فلورنس الحكوميّ “تأليف وقيادة أوركسترا” مع الأستاذ ماورو كاردي واليساندرو بينزاوتي وأكاديمية هانس سواروسكي بميلانو لقادة الأوركسترا مع الأستاذ يوليوس كالمار “مدرّس في أكاديميّة هامبورغ وفيينا” بالإضافة إلى عدّة دورات تخصّصيّة قصيرة مع ميخائيل بيك “ألمانيا” ودوريل باشكو “رومانيا”و كارل سانت كلير”الولايات المتحدة الأمريكية” وريكاردو موتي إيطاليا ويورما بانولا فلندا”.

آخر الأخبار
جميع الشركات أكملت تجهيز مواقعها.. معرض دمشق سيكون نموذجاً وطنياً مميزاً.. وترتيبات مبهرة بحفل الافت... الرئيس الشرع يستقبل وفداً من الكونغرس الأميركي لبحث ملفات الأمن ورفع العقوبات رسالة معرض دمشق الدولي بدورته الجديدة.. الانفتاح والشراكة مع العالم دمشق ترحب وتعتبر رفع العقوبات الأميركية تحولاً نوعياً يمهّد لمسار تعاون جديد تعزيز التعاون في مجال الطوارئ والكوارث بين سوريا والعراق معرض دمشق الدولي.. بوابات اقتصادية وآمال مشروعة لانفتاح أكبر "الرقابة المالية":  فساد "ممنهج" بتريليونات الليرات استهدف معيشة السوريين مباشرة جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر