ثمة اضطرابات تصيب الإنسان، وتوقعه في منطقة لا فعل فيها أو جدل، ولا حتى صمت أو كلام، لا مبادرة واقتراب، ولا حتى ابتعاد، وذلك نتيجة عدة عوامل وأسباب مرّ بها خلال الفترة الماضية من حياته.
تلك هي المنطقة الرمادية التي تتشكل، إما بسبب تفكيره الدائم في الماضي وتعلقه به واعتياده على نمط معين يظن فيه راحته، وهو ما يؤدي به لأشكال مختلفة من الاضطرابات النفسية التي تجعله في حالة صراع دائم، أو بسبب الخوف من المجهول الذي قد يترتب على خطواته الجديدة والمنشودة، وهو ما يدفعه للتشبث بالماضي والعودة للمربع الأول، أي لا حرب ولا سلام، ولا محاولة ولا إحجام.
تلك المنطقة تُسلط على هذا الصنف العيون، وتُكثر من حوله الأقاويل، ما يضطره لعيش الحاضر كما هو في تلك اللحظة، وتمرير الوقت من دون أي إنجاز، صامت مترقب مستمع، وفي أحسن الأحوال، قد ينطق القليل إذا طلب منه الإجابة عن سؤال.
ونتيجة للضغط النفسي واللوم والانتقاد، فجأة تشتعل بداخل هذا الشخص الرغبة في التغيير للخروج من الواقع الذي وضع نفسه فيه بسبب الخوف والخنوع، وعدم وجود المحفزات وانعدام الدوافع.
لذا.. فالماضي يجب أن نتعلم منه من دون تعلق بأحداثه، والمستقبل نخطط له من دون الخوف من مفاجآته.. فقط في هذه اللحظة سنكون على اتزان نفسي وسلام تام، وهي المساحة المناسبة التي يمكنك التحرك بها، لأنه بالنتيجة لن يدفع أحد ثمن الخلل النفسي والتردد سوى أنت، وعش اللحظة بأنك تستحضر ما فيها من إيجابيات ونعم موجودة، فهي من أعظم اللحظات التي تأخذك للتشافي من المرض وتحقق في داخلك السلام النفسي وتحجب عنك الآثار السلبية للماضي والمستقبل.