الثورة – عبير علي:
تعود مهنة رتي السجاد اليدوي لتبهر الأنظار من جديد في معرض دمشق الدولي، يجسدها الحرفي الحلبي عمر الرواس، الذي يحمل راية هذه الحرفة العريقة في مشاركته الرابعة، ويُعبر عن تفاؤله بالقول: “نحن هنا في المعرض لجعل العالم يكتشف جمال حرفة تراثية تمتد جذورها إلى قلب سوريا، وتحديداً حلب الشهباء.. نروي قصة شغف وعطاء، رغم التحديات التي كادت تُهدد بالاندثار.
نأمل أن يعرف الجيل الجديد سحرها”.
لا تقتصر مشاركته على تقديم قطع سجاد حلبي وسوري فاخر فقط، بل يحمل أيضاً إرثاً عريقاً ينقله بإبداع ودقة على نوله الخشبي التقليدي، وبأنامل متمرسة تراكمت خبراتها عبر السنين، يقوم الرواس بإعادة إحياء سجاد قديم “أكل عليه الدهر وشرب”.
وفي هذه الرحلة الفنية، يمزج بين خيوط من بُسط قديمة وأخرى جديدة، مكوناً مزيجاً يعكس تلاقي الأصالة والحداثة، وكأنه يخيط جراح الزمن بأمل الغد.. تحمل أعماله في طياتها صبره وخبرته في مواجهة النسيان، مما يعكس سعيه الدؤوب للحفاظ على تراث يعتز به الجميع، ويسعى لإعادة إحياء السجاد التقليدي مع لمسات عصرية تناسب ذوق المستهلكين اليوم، فحرفته ليست مجرد مهنة، بل فن يروي قصة تاريخية وثقافية غنية.
كل قطعة تخرج من يده تحمل لمسة فنية فريدة، وتعبّر بوضوح عن هوية مدينة حلب، ومن خلال مشاركته في المعرض يسعى إلى ترك بصمة لا تُنسى، لتذكر الجميع بقيمة الحرف اليدوية والتراث الأصيل في عالم سريع التغيير.