الثورة – رانيا حكمت صقر:
بعد غياب دام أربعة عشر عاماً، عادت فرقة إنانا للمسرح الراقص لتفتتح فعاليات الدورة الجديدة لمعرض دمشق الدولي، حاملة رسالة قوية تعكس روح سوريا الجديدة التي تجمع كل أبنائها في فسيفساء رائعة من الفن والثقافة والوحدة الوطنية.
وفي تصريح لصحيفة الثورة أكد مدير الفرقة ومخرج حفل الافتتاح جهاد مفلح، أن هذه المشاركة تمثل استعادة للذاكرة الفنية السورية في مكان نشأة الفرقة وأول حضورها الفاعل منذ 25 عاماً.. إذ تأسست فرقة إنانا للمسرح الراقص في سوريا منذ ربع قرن، وكانت أولى مشاركاتها في معرض دمشق الدولي في بداياتها، واستمرت في تقديم فعاليات فنية ضمن أيام المعرض لمدة عشر سنوات متتالية.
وبعد غياب دام 14 عاماً، عادت الفرقة لتثبت أن روح الفن السوري صامدة، وأنها كانت لسنوات تمثل سوريا خارج الوطن بكل فخر.
وأوضح مفلح أن لهذه العودة العديد من الرسائل المهمة، أولها أن فرقة إنانا، رغم الغياب، ظلت مشعل تمثيل سوريا فنياً وثقافياً عالمياً، والرسالة الثانية أهمية وحدة جميع أبناء الوطن السوري من ثقافة وفن واستثمار، عبر كل طوائفهم ومشاربهم، أما الرسالة الثالثة، فقد جسّدتها قدرة سوريا بعد التحرير، رغم الظروف الصعبة التي مر بها المعرض، على تنظيم حدث عالمي وفني كبير بعد ثمانية أشهر فقط من التحرير.
وأشار إلى التحديات التي واجهها معرض دمشق الدولي، إذ كان بحاجة لمدة عام كامل من التحضير في وضع يعاني من صعوبات كبيرة، لكنه استعاد حضوره مع الدعم الحكومي وإدارة المعرض التي نجحت في ترميمه خلال أربعة أشهر فقط.
وفي وصفه لحفل الافتتاح، أكد مفلح حرصه بأن يعكس العرض واقع وطموحات كل السوريين، إذ بدأ بصوت الشهيد “الساروت” الذي يحمل رسالة الثورة المستمرة، مع ضوء رمزي يعبر عن وضوح الرؤية الوطنية.
مرّ العرض بالمناطق السورية جميعها “الساحلية، الوسطى، الشمالية، الجنوبية”، مصحوباً بإلقاء شعراء لكل منطقة، في رمز لوحدة سوريا وتمسك أبنائها بوطنهم مهما اختلفت المناطق الجغرافية.
ولفت إلى أن العمل يعبر عن هموم الشارع السوري وهدفه ترميم وطن يتطلع إلى سوريا الجديدة، وهو ما لاقى استحسان الحضور من أبناء الداخل والمغتربين، مشيدين بالحرفية والاحترافية التي تميزت بها الفرقة في تقديم هذا العمل الذي يليق بالجمهور.
شارك في العرض أكثر من 200 فنان وراقص ومهندس وتقني من داخل سوريا وخارجها، ما يعكس دقة التنظيم والتنوع الفني للعمل، كما أشار إلى أنه سيشرف على فرق أخرى ضمن فعاليات المعرض، معبراً عن شكره العميق للحكومة، ووزيري الثقافة والسياحة على دعمهم الثابت.
