الثورة – يامن الجاجة:
جاء إعلان نادي الفتوة عن التعاقد مع المدافع السنغالي (مصطفى سال) وكذلك إعلان نادي الطليعة التعاقد مع المدافع النيجيري (إينوسنت جيمس) وتأكيد نادي الكرامة تعاقده مع محترف أجنبي لم يصل بعد نتيجة إجراءات السفر، ليطرح أكثر من علامة استفهام في الشارع الرياضي، وليثير استغراب متابعي الدوري الممتاز.
استغراب ومستند
الاستغراب جاء لأن اتحاد كرة القدم لم يصدر حتى الآن أي تعميم قانوني نافذ، يتيح للأندية التعاقد مع لاعبين أجانب، وبالتالي يبقى مصير هذه الصفقات غامضاً ما لم تُحسم مرجعيتها القانونية.
الأندية بدورها استندت إلى ما ورد في الفقرة (C) من المادة الثالثة في التعميم السنوي الأخير الذي صدر بمبادرة من رئيس اللجنة الاستشارية، والتي تنص على أحقية تسجيل ثلاثة لاعبين أجانب كحد أقصى (باستثناء الحارس) شريطة إيداع ثلاثة رواتب من كتلة رواتب اللاعب، أو (30%) من قيمة العقد، كضمان في حساب الاتحاد.
معضلة قانونية وخطأ
الاعتماد على هذا التعميم لا يكفي قانوناً، إذ إن مسؤول النزاهة والامتثال في اتحاد الكرة، المعتمد من الفيفا والاتحاد الآسيوي (AFC) أصدر إيضاحاً تنظيمياً رسمياً موجهاً للأمانة العامة، بناءً على شكاية موقّعة من عشرات اللاعبين، بيّنَ فيه عدم قانونية التعميم، لصدوره عن الأمانة بتوجيه من رئيس اللجنة الاستشارية الذي لا يملك ولاية قانونية لإصدار تعاميم ملزمة، وأوصى بوقف العمل به ريثما تبتّ به الجمعية العمومية، لكن هذه التوصية لم تنفذ حتى الآن بسبب الضغوط التي تُمارس، وهو ما وضع الأمانة العامة في موقف صعب، رغم أنها التزمت الشفافية، وأبقت جميع الأطراف على اطلاع، وهنا يظهر الخطأ المزدوج، أولاً بصدور التعميم بتوجيه من جهة غير مختصة (رئيس اللجنة الاستشارية) وثانياً بمحاولة فرضه عملياً رغم عدم قانونيته.
القرار النهائي وافتراض
المشهد الراهن يشير بوضوح إلى أن تعاقدات الأندية مع لاعبين أجانب قائمة على تعميم باطل من الناحية القانونية، ومن المرجّح أن يُطرح هذا البند في جدول أعمال الجمعية العمومية الاستثنائية المقررة يوم (14) أيلول القادم، إنفاذاً لتوصية مسؤول النزاهة والامتثال ليكون القرار بيد الجمعية وحدها.
لكن السؤال الآن: من سيتحمل مسؤولية عقود المحترفين في حال رفضت الجمعية العمومية هذا البند؟ وهل ستجد الأندية نفسها أمام دعاوى في محكمة التحكيم الرياضي (الكاس) كما حدث سابقاً في قضية نادي الوحدة مع مدربه الصربي دوبرا موفيتش؟ هذا الاحتمال يجعل من ملف التعاقد مع لاعبين أجانب قنبلة موقوتة ما لم يتم حسمه بشكل قانوني وشفاف.