الثورة – حسين روماني:
سيكون جمهور معرض دمشق الدولي على موعد مع سهرة موسيقية خاصة مساء اليوم، تستعيد شيئاً من ذاكرة الغناء السوري المتنوع بين مدنه وأنهاره، الحفل سيتوزع على قسمين، يُقدم في كل منهما لوحة مختلفة من التراث.
البداية ستأتي مع المغنية هيا شمالي، التي ستصعد إلى المسرح حاملة في صوتها تراث حماة، المدينة التي اشتهرت بنواعيرها وأغانيها الشعبية، ستُستحضر من خلاله ما يحمله من دفء وحنين فيكون صوتها أشبه بجسر يصل بين أزقة المدينة القديمة ونهر العاصي، لتذكّر بأن الموسيقا ليست مجرد ألحان، بل هي جزء من هوية جماعية صنعتها طقوس الفرح والحزن على حد سواء.
ومن العاصي إلى الفرات، سيتابع الجمهور مع المغني إسكندر عبيد الذي سيغني من تراث البادية والسهول الشرقية، الغناء الفراتي، بما يحمله من مواويل ممتدة وإيقاعات البدو، ويعيد إلى الذاكرة صورة النهر حين يتحول إلى حكاية طويلة، وصوت الأرض التي ظلت وفية لأغنياتها رغم كل ما مرّ بها.
أما ختام الأمسية، فسيكون مع كورال توليب في أول ظهور رسمي له، حيث سيقدّم مقطوعات مستوحاة من الموشحات السورية التي وُلدت من تزاوج الأثر العربي بالتركي والأندلسي.
هذا الفن الذي نشأ ليُغنّى جماعياً سيجد مكانه الطبيعي مع أصوات الكورال، ليعيد إحياء مقامات قديمة وزخارف لحنية ما زالت قادرة على إثارة الدهشة حين تُقدَّم بروح جديدة.
سهرة ستبدو أكثر من مجرد احتفال فني، إذ ستمنح الجمهور فرصة لملامسة طبقات عميقة من الهوية السورية، بين حماة والفرات والموشحات، وكأن المعرض يفتح أبوابه للموسيقا لتروي سيرة بلد بصوته المتعدد.