الثورة – رنا بدري سلوم:
تشدك رائحة الأزمنة العتيقة والمنتجات الطبيعية، في محاولة عصرنة التراث لمنتجات حلبية، هي رسالة جمالية في تلك المنتجات المعروضة التي تحمل حكاية حلب الشهباء، لا تحملها وحسب.. بقدر ما تصدر للعالم تراث وثقافة أقدم المدن السورية، تبدع في حفاظها على رائحة الزمان القديم والمكان الأثري.
في أروقة معرض دمشق الدولي يلفت نظرك العقاب المشغول بالخشب، وناعورة حماة الخشبية، وصابون الغار، وزيت الزيتون، والمنتجات العطرية بأنواعها، التي شغلتها أيادٍ ماهرة، عمرها بإنتاج تلك الحرف اليدوية والعطرية سبعة عشر عاماً من مشروع “تفاصيل”.
غنوة عاشور وزوجها عبد الرحمن أسسا فكرة المشروع يربطان منتجاتهما كتوثيق للأحداث، بفرحها وحزنها، وهما صدّرا اليوم رسمة خارطة سوريا كتبا عليها “من سوريا إلى العالم” احتفاء بمعرض دمشق الدولي، فهما واكبا التطورات السياسية منذ أن أعلنت سوريا حريتها، فصنعا لوغو الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، وأسماء الوزارات وتراث المحافظات السورية كافة، وهما اليوم يعرضان لوغو وزارتي الثقافة والسياحة اللتين ترعيان مشاركتهما.
وفي لقاء غنوة وهي ترتب المنتجات على الرصيف، تقول: سعيدة بالمشاركة في المعرض بعد أن كان الأمر في غاية الصعوبة، والصعوبة الأكبر كانت في الحصول على المواد الأولية لمنتجاتنا، وقد حصلنا عليها بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا بسهولة ويسر، إضافة إلى السماح بتداول الدولار في البيع والشراء ما يعكس جواً إيجابياً مشجعاً لتوسيع مشروعنا والمشاريع متناهية الصغر دولياً وعالمياً.
ولفتت عاشور إلى أن أجواء المعرض تبقى في ذاكرة الزائر بأيقونة أو لوحة أو كتاب وهو ما نحاول أن نبقي ذاكرة سوريا وتراثها وأصالتها في منتجاتنا المعروضة اليوم على أرض معرض دمشق الدولي.