الثورة – جهاد اصطيف:
في ظل أجواء من القلق والترقب، شهدت دائرة الامتحانات في مدينة حلب أمس ازدحاماً كبيراً لطلاب الشهادة الثانوية العامة بفرعيها الأدبي والعلمي، إذ جاءت تلك الحشود على خلفية تأكيد رسمي من وزارة التربية بعدم وجود دورة تكميلية العام الحالي.
خلفية قانونية وتربوية
تشير مواقع رسمية إلى أن القرار يستند إلى مرسوم صدر في كانون الأول 2023 يلغي نظام الدورتين الامتحانيتين، اعتباراً من العام الدراسي 2024-2025، ورغم ذلك يظهر أن بداية التطبيق جاءت من دون استثناءات لدفعة 2025، وهو ما فتح الباب أمام مطالبات محلية لوقف القرار أو تعديله لصالح هذه الدفعة التي عاشت ظروفاً صعبة على امتداد العام الدراسي.
شهدت دائرة الامتحانات في حلب ازدحاماً واضحاً، إذ تواجد المئات من الطلاب صباحاً، للاستفسار حول آلية إجراءات تقديم الاعتراضات، الوجوه بدا عليها القلق، وأطلقت حوارات ونقاشات بين الطلاب وأولياء الأمور مع المعنيين أمام مكاتب الدائرة.وطالب كثيرون بإعادة النظر في القرار، معتبرين أن الظروف الاستثنائية التي عاشها البلد طوال العام من تغييرات، وانقطاع في الدوام، وغياب مستمر للكادر التعليمي في مناطق عدة، تُفقد القرار منطق العدالة التربوية.
أحد الطلاب الذين كانوا متواجدين أمام دائرة الامتحانات بحلب، قال في حديث لـ “الثورة”: هذه ليست رفاهية بل حق تربوي، بعد عام اضطررنا فيه للعمل والغياب، ليس من العدل أن نُحرم من فرصة اعتدنا عليها، لذلك جئنا اليوم لنقدم اعتراض على العلامات.
وأضافت طالبة أخرى: كنا نعول على الدورة التكميلية لاستعادة حقنا بفرصة ثانية، والآن القرار جعلنا أمام امتحان واحد فقط، إما النجاح وإما إعادة السنة كاملة، وها نحن اليوم نقدم اعتراضاً متعلقين ببصيص أمل، قد يعيد لنا جزءاً ولو يسير من تعبنا طيلة العام، هذا التوتر انعكس في تصاعد الإقبال على مراكز الاعتراض والمراجعة.
بين الواقع الإداري والمطالب الشعبية
من الناحية المؤسسية، قرار إلغاء الدورة التكميلية على ما يبدو يسعى لتخفيف الأعباء الإدارية والتكاليف، ويعزز من نظام امتحاني موحد أكثر فعالية، لكنه من منظور الطلاب وأسرهم، يمثل سحباً لفرصة قد تساعد على تغيير مصيرهم.القرار كان رسمياً، لكنه يشكل اختباراً حقيقياً لقدرة الأنظمة التربوية على التكيف مع واقع دراسي غير طبيعي.بدورها، صحيفة الثورة تواصلت مع مديرية التربية والتعليم بحلب، التي أوضحت أن الازدحام أمام مديرية الامتحانات أمر واقعي، بحكم أن طلاب الثانوية خلال هذه الفترة يقدمون اعتراضاتهم للمواد التي تخصهم.وأضافت المديرية: إن مسألة الدورة التكميلية لا علاقة لها بهذا الأمر، وقد حسمته الوزارة، كون نسبة النجاح كانت عالية، أما فيما يتعلق بمدة الاعتراضات والإعلان عنها، فأكدت أن هذا الأمر يتعلق بالوزارة حصراً.
أخيراً.. في حلب ترى أعداد من الطلاب، أنهم لا يستحقون مثل هذا القرار الجائر، ليس من أجل التفوق فقط، بل من أجل استعادة أملهم بالغد.