الثورة – علا محمد:
نافذةٌ تفتح على المستقبل من دمشق، إذ انطلق “صندوق التنمية السوري” ليحمل معه آمالاً كبيرة بإعادة بناء ما تهدّم، وبعث روح جديدة في مشاريع الإعمار والتنمية.. وفي هذا السياق، قدّم المهندس الاستشاري عمار قدورة لـ صحيفة الثورة رؤية متكاملة حول التحديات الهندسية وسبل معالجتها، مؤكداً أن الصندوق يشكل خطوة محورية في تحويل التحديات إلى فرص.
تحديات ومعالجات
أوضح م. قدورة أن أبرز العقبات أمام إعادة الإعمار تبدأ من حجم الأضرار المادية وتعقيدات تقييم البنية التحتية، مروراً بنقص التمويل، وصولاً إلى محدودية التكنولوجيا والخبرات الهندسية المحلية، فضلاً عن البيروقراطية التي تعيق سرعة الإنجاز، لكنه شدّد على أن الصندوق قادر على تجاوز هذه التحديات عبر توفير منح وقروض ميسّرة، وإطلاق برامج تدريب للكفاءات السورية الشابة، مع وضع معايير صارمة للجودة والرقابة.
وأشار إلى أن الصندوق سيوازن بين إعادة تأهيل المناطق المتضررة والاستثمار في مشاريع جديدة، بحيث تُعطى الأولوية للخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، بالتوازي مع دعم مشاريع ذات بعد استراتيجي يعزز التنمية المستدامة، ورأى أن التنمية الحقيقية تحتاج إلى مقاربة مزدوجة، البنية التحتية الكبرى مثل الطرقات والجسور وشبكات المياه والكهرباء، والمشاريع الخدمية الأصغر كالمستشفيات والمدارس ومراكز الخدمات. كلاهما، كما يقول، ركيزتان لا يمكن الاستغناء عن إحداهما.
فرصة للشباب وتوزيع عادل
كما شدّد م. قدورة على أهمية أن يتبنى الصندوق رؤية صديقة للبيئة، تدعم الطاقة المتجددة ومواد البناء المستدامة، وتشجع على إدخال الابتكارات الهندسية الحديثة، بما يجعل مشاريع الإعمار أكثر كفاءة ويقلل من التكلفة على المدى الطويل.
ويرى أن الصندوق يمثل فرصة لتمكين الكفاءات السورية الشابة من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب، لبناء قاعدة محلية قادرة على قيادة الإعمار، كما أكد ضرورة أن يضمن الصندوق توزيعاً عادلاً للمشاريع بين الريف والمدينة، وعدم حصر التنمية في المراكز الحضرية الكبرى.
مدن ذكية ومستقبل مستدام
وأضاف: إن ربط الصندوق بخطط المدن الذكية سيفتح آفاقاً واسعة لتوظيف التكنولوجيا في إدارة البنية التحتية والخدمات، ما يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة.
بين التحديات الهندسية والطموحات الوطنية، يبرز صندوق التنمية السوري كخطوة أولى نحو إعادة إعمار شاملة، وكما يوضح المهندس قدورة، فإن النجاح مرهون بالإدارة الرشيدة والكوادر الوطنية والرؤية الواضحة التي تجعل من كل مشروع لبنة صلبة في بناء سوريا الجديدة.