الثورة:
انتقد سليمان عبد الباقي، قائد تجمع “أحرار جبل العرب” في محافظة السويداء، الخطاب الأخير للشيخ حكمت الهجري، أحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية، محذراً من خطابه التحريضي وما اعتبره تبعية لمشاريع خارجية تهدد استقرار المحافظة وأمن أهلها.
وقال عبد الباقي في منشور على صفحته الشخصية إنه مستعد للبحث عن حلول تحفظ كرامة الأهالي وتعيد الحقوق إلى أصحابها بعيداً عن الطائفية والانفصال، مشيراً إلى أن شخصيات مقربة من الهجري ورّطته في مواقف خطيرة.
ولفت إلى التناقض بين تصريحات الهجري العلنية التي وصف فيها الحكومة السورية بالإرهاب ورفع شعار “لا وفاق ولا توافق”، وبين اتصالاته السرية مع الدولة.
وأضاف أن الاجتماع الأخير في مضافة الهجري ضم “عصابات خطف وتجارة مخدرات ومجرمي حرب”، معتبراً أن هذا المشهد شكّل تهديداً خطيراً لمستقبل السويداء، واتهم الهجري باستغلال الغيرة الدينية والكرامة المعروفية لتحقيق مكاسب سياسية، قائلاً إن تقارير دولية وصلته تتحدث عن حصول الهجري على أموال من الولايات المتحدة وإسرائيل لاستثمار الأحداث في المحافل الدولية، الأمر الذي يضع أهالي السويداء في مواجهة مع الدولة السورية ويعرّضهم لمخاطر الفتن والمذابح.
وشدد عبد الباقي على أن التبعية العمياء للهجري خطأ جسيم، داعياً الأهالي للتفكير بعقولهم لا بعواطفهم، واستذكار تضحياتهم في مواجهة نظام الأسد البائد. وأكد أن “أهل إدلب عاشوا بأمن وكرامة بفضل الرئيس أحمد الشرع بعد سقوط النظام، ونحن قادرون على أن نعيش بأمان إذا تجاوزنا الخطاب الطائفي”.
وطرح عبد الباقي جملة من الحلول، أبرزها إطلاق صلح عشائري يضم كل الأطراف السورية، وتعويض المتضررين وإعادة الحقوق لأبناء الطائفة والعشائر، وبسط الأمان عبر مجموعات تابعة للدولة وبإشراف وطني مباشر، ومحاسبة كل من ارتكب انتهاكات خلال الحرب.
كما أكد أن الرئيس أحمد الشرع وقيادات الدولة الجديدة جاهزون لبناء سوريا جامعة تحافظ على خصوصية كل منطقة، معتبراً أن الخطاب الطائفي لن يبني وطناً، بل سيبقي السوريين رهائن لمشاريع خارجية، وختم عبد الباقي بالدعوة إلى دور وطني للإعلام والمجتمع في مواجهة التحريض الطائفي، محذراً من أن إشعال الفتنة سيضر بالجميع.
وفي المقابل، كان الشيخ حكمت الهجري قد ألقى كلمة مصوّرة أكد فيها أن حق تقرير المصير “حق مقدس تكفله المواثيق الدولية”، وجدّد التمسك بقضية المخطوفين والمطالبة بالإفراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط.
كما دعا المجتمع الدولي إلى المساهمة في إعادة إعمار القرى المنكوبة، وشكر الولايات المتحدة والرئيس السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودول التحالف الأوروبي، إضافة إلى الأكراد والعلويين في الساحل السوري على دعمهم.
وسبق أن وجّه الشيخ ليث البلعوس، ممثل “مضافة الكرامة”، انتقادات مماثلة للهجري، مؤكداً أن الأخير أقرّ بتواصله مع الحكومة السورية حتى يوم واحد قبل دخول القوات إلى السويداء في تموز الماضي، رغم رفعه شعارات علنية رافضة لأي حوار مع دمشق.