الثورة – عبير علي:
في عالم الفن حيث تتشابك الألوان مع المشاعر، يبرز اسم سليمان محمد حمود، طالب الطب البشري في جامعة الأندلس، فمنذ نعومة أظفاره، أظهر موهبة فنية استثنائية، وبدأ يروي قصصاً تعكس واقع المجتمع من خلال كل لوحة يرسمها، بأسلوب فريد يجسد من خلاله آلامنا وآمالنا، ما يخلق جسراً بين الفن والوعي الاجتماعي.
في حديثه لصحيفة الثورة يستعيد سليمان ذكرياته ليحدثنا عن اللحظة الفارقة التي أمسك فيها القلم للمرة الأولى، بدأت رحلته كفنان في الثالثة من عمره، ولم يتردد في تطوير موهبته من خلال رسومات القصص التي كانت تُروى له من قبل الأهل، مبيناً أن رحلته مع الرسم انطلقت كهواية بدأ يُنميها؛ محققاً تقدماً ملحوظاً في كل مرحلة عمرية، يقول: “كلما تقدم بي العمر، نضجت مهاراتي، واستمرت رغبتي في التعلم”.
لم تتوقف إبداعاته عند حدود رسم الشخصيات الكرتونية التي كان يشاهدها على التلفاز، بل تعدتها لتصل إلى عالم فني متنوع، إذ انخرط في فن البورتريه، وبدأ بإضفاء لمسته الخاصة، إذ مزج الوجوه بعناصر من الطبيعة كأوراق الشجر، والفراشات، والأغصان، مضيفاً ملامح من الواقع على لوحاته، مثل الأعلام والجرائد التي تحمل دلالات عميقة.
ومع تطور أسلوبه، بدأ يُعبر عن القضايا الاجتماعية التي تخص المجتمعات، مثل “العنف ضد المرأة، عمالة الأطفال، التدخين في سن مبكرة”، إلى جانب الكوارث الطبيعية كالأوبئة والزلازل والحرائق، مشيراً إلى أن خاماته المفضلة هي الفحم والرصاص، اللذان يمنحانه القدرة على إبراز الواقعية في تفاصيل رسوماته.
شعر سليمان بضرورة مشاركة فنه مع الآخرين، فابتكر حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لعرض لوحاته للجمهور، يقول: “أن أكون فناناً وتلامس لوحاتي قلوب الناس، هو أحد أحلامي التي أطمح لتحقيقها إلى جانب نجاحي في دراستي”.
يختم حديثه طامحاً نحو مستقبل يزخر بالإبداع، عازماً على ترك بصمته كفنان متألق تجمعه علاقة عميقة مع مجتمعه من خلال فنه، كاشفاً عن أحلام كبيرة في دمج الدراسة الفنية مع الأبعاد الإنسانية التي تعكس تجارب الحياة.