ثورة اون لاين: لم تعد الجعبة تتسع لحشر المزيد من أسماء المؤتمرات واللقاءات المنعقدة تحت تسميات ماأنزل الله بها من سلطان وتتخذ من بلاغه التضليل عناوين تسميات
وشعارات تارة مؤتمر لمساعدة السوريين، وتارة أخرى أصدقاء سورية، أو الشعب السوري، والغريب في الأمر أن كل هذا الحراك ، وهذا العداء اللامحدود للشعب السوري يأتي تحت يافطة ( أصدقاء سورية)… وكأن صداقة سورية تعني فيما تعنيه أن تشعل أرضها بالنار والخراب وأن تدعم الارهاب الذي لم يترك مؤسسة عامة أو خاصة إلا وطالها…
هل صداقة الشعب السوري أن تمنع عنه الماء والهواء والدواء ورغيف الخبز، ومصادر الطاقة ..!
إذا كانت هذه هي الصداقة في المواثيق والمبادىء الانسانية فحقاً هم أصدقاء من الطراز الرفيع وإذا لم تكن كذلك، فلها – الصداقة – المنعقدة بشكل دوري ، لها تسميات كثيرة تنطوي تحت معنى واحد ، فهي زعرنة عالمية ، بلطجة عالمية ، قرصنة، انتهازية من الطراز الرفيع ، وتضليل مابعده «تضليل..» جهلة العالم يجتمعون في باريس للمرة الثانية بعد مؤتمرهم في تونس واسطنبول ، واحد منهم يجلدنا بخطاب ناري مفرداته لهب سمّ ، كلينتون شقراء الانسانية فجأة استفاق ضميرها علينا، وطائرات بلادها بلا طيار تغتال كل يوم عشرات الأبرياء في باكستان وأفغانستان .
وصعلوك آخر لم يكن يجد حتى بقايا عظم يقزقزه يضع نفسه في مصاف الدول العظمى ، ويتحدث وكأنه (نيرون) العصر وذاك الذي يدعو إلى الفصل السابع ناسياً أو متناسياً أن مايجري في سورية من دعم للمسلحين بالمال والسلاح قد تجاوز الفصل السابع بعشرات المرّات …
صدق من قال: إن مايحدث في سورية سوف يغير وجه العالم نعم سيغيره نحو الأفضل والأحسن والتوازن، ولكن ثمة طريقاً طويلاً كتب علينا أن نعبره لأن جهلاء هذا العالم أكثر من حكمائه ، أكثر من عقلائه.. وقدر سورية أن تكون كذلك خشبة خلاص…
ألم تمنح الإنسانية أول أبجدية وتخلصها من جهلها..؟! ألم تعط للانسانية معناها..؟!
الإنسانية المقهورة والمغتصبة في عواصمهم حين تسترد مكانتها سوف تحاسبهم على مافعلوه هنا وهناك، ستسألهم كيف استطاع بضعة أعراب أن يديروا دفة التوجه الغربي..؟ كيف استطاع التضليل العالمي أن يشوه وجه الحقيقة والإنسانية ويبدل الرايات لتصبح راية القراصنة والجهلاء هي الأعلى ولو إلى حين..
أسئلة فرضها المشهد السوري كما عجّل بالمتغيرات العالمية وقد حان وقت الحصاد .
ديب علي حسن