الثورة – أحمد صلال – باريس:
صدرت رواية “عجوز الباتينيول” للكاتب الفرنسي إميل غابوريو، بترجمة مدين حرامي، ضمن مشروع دار جدار لنشر الأدب العربي والعالمي بصيغته الورقية والرقمية، في الإسكندرية – مالمو.
تُعد “عجوز الباتينيول” واحدة من أبرز الروايات الفرنسية التي التقطت جوهر الصراع الإنساني في زمن الحرب، إذ رصدت بعين إنسانية دقيقة ما يفعله الاحتلال والحصار في النفوس، وكيف تنكشف المعادن الحقيقية للبشر في لحظات القسوة والامتحان.
منذ صدورها في القرن التاسع عشر، حظيت الرواية باهتمام نقدي واسع، وأصبحت مرجعاً في الأدب الواقعي الفرنسي، وصدرت لها ترجمات عديدة.
تروي الرواية قصة رجل مسن يُدعى “باتينيول” يعيش حياة بسيطة، قبل أن يجد نفسه فجأة في قلب الأحداث العاصفة مع الاحتلال والحصار، إذ يكتشف القارئ من خلاله قدرة الإنسان العادي على التحول إلى رمز للمقاومة والصمود، في سردية مشحونة بالعاطفة والصدق الفني، الرواية تسلط الضوء على مفاهيم الحرية والكرامة والشجاعة، وتطرح أسئلة عميقة حول الاختيار الأخلاقي في مواجهة العنف والتجبر.
كتب النقاد: “عجوز الباتينيول نص صغير لكنه شديد الكثافة، يُجسد روح الشعب الفرنسي في لحظة مصيرية”، ووصف آخرون الرواية بأنها “تحفة واقعية وإنسانية”، لأنها التقطت جوهر مقاومة الإنسان البسيط للظلم والهيمنة.
اليوم، وبعد أكثر من قرن على صدورها، لا تزال الرواية تُقرأ بنفس الشغف، وتُستعاد كنص كلاسيكي جسّد معنى المقاومة والإنسانية في وجه المحن، مقدمة تجربة قراءة آسرة ومؤثرة.
الجدير بالذكر أن دار جدار تعتمد آلية نشر مزدوجة ومبتكرة في العالم العربي، من خلال توزيع نسخ رقمية مجانية من إصداراتها مطابقة للنسخ الورقية، والمتاحة عبر منصة لولو بريس للطباعة عند الطلب.
إميل غابوريو.. روائي فرنسي (1832-1873)، يُعتبر من أوائل كتاب الرواية البوليسية الفرنسية، جمع بين الحس الواقعي والتحقيق الأدبي، ومن أبرز أعماله “قضية ليروج”، “جريمة أورسيني”، و”عجوز الباتينيول”.
مدين حرامي.. مترجم سوري يحمل ماجستير في اللسانيات التطبيقية – تعليم اللغة الفرنسية للأجانب من جامعة رين الثانية – فرنسا (2005- 2007)، ودبلوم الدراسات الأدبية (2002- 2004)، وإجازة في الأدب الفرنسي (1998- 2002) من جامعة حلب.