الثورة – سيرين المصطفى
أعلنت محافظة إدلب عن استمرار أعمال ترميم وإعادة تأهيل العيادات الخارجية التابعة للمستشفى الوطني في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، في إطار مشروع متكامل لتطوير هذا الصرح الطبي الحيوي.
ويُنفّذ المشروع بالتعاون مع منظمة “يداً بيد” وتحت إشراف إدارة منطقة معرة النعمان، بهدف رفع كفاءة الخدمات الصحية وتحسين بيئة العمل بما يخدم المرضى والمراجعين.
أكدت المحافظة أن هذا المشروع يأتي استجابة لمعاناة آلاف العائدين إلى المدينة والقرى المجاورة، الذين يواجهون واقعاً صحياً متردياً بعد سنوات من الحرب والنزوح والقصف، ما جعل الوصول إلى الرعاية الطبية شبه مستحيل بالنسبة لهم ولعوائلهم. ويهدف المشروع إلى إنهاء هذه المعاناة عبر تأمين خدمات طبية شاملة على مقربة من التجمعات السكانية.في حزيران الماضي، أعلن صندوق مساعدات سوريا عن إطلاق هذا المشروع بحضور وزير الصحة الدكتور مصعب العلي، ومحافظ إدلب محمد عبد الرحمن، ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا آدم عبد المولى.
وشهد الحفل نقاشاً حول أهمية استمرار الشراكة بين المؤسسات المحلية والمنظمات الدولية لضمان استدامة الخدمات الصحية وتطوير مهارات الكوادر العاملة في هذا القطاع.مستشفى معرة النعمان الوطني خرج عن الخدمة عام 2017 إثر قصف جوي بالصواريخ استهدف مبناه ومحيطه، بعد أن كان قد تعرّض لهجوم مماثل عام 2016 أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المرضى والكادر الطبي.
ومنذ ذلك الحين ظلّ المستشفى شاهداً على الانتهاكات التي مارسها النظام المخلوع بحق المرافق المدنية والإنسانية.إعادة تأهيل هذا المستشفى تمثّل خطوة نوعية لإحياء القطاع الصحي في ريف إدلب الجنوبي، وتوفير بيئة آمنة وخدمات طبية أساسية تُمكّن الأهالي من العودة والاستقرار في مناطقهم.
كما تترجم هذه الخطوة رؤية محافظة إدلب في إعادة بناء البنى التحتية الضرورية ودعم صمود المجتمع المحلي بعد سنوات طويلة من الحرب والتهجير.