الثورة – منهل إبراهيم:
بينما تحرص سوريا على التهدئة وبلوغ الوسائل الدبلوماسية والحوار والتفاوض تحت سقف القانون الدولي وسيادة الدول، يضرب الاحتلال الإسرائيلي بعرض الحائط بكل التفاهمات ويحاول إغلاق أبواب الحوار واغتيال أي مسار للتفاوض الأمني، عبر عنجهيته وتوغلاته السافرة في الأراضي السورية.
ويستغل جيش الاحتلال الإسرائيلي سياسته المخادعة وذرائعه في التوغل في الأراضي السورية لتغذية سياسة “دق الأسافين” والتفرقة التي يستخدمها في الجنوب السوري تحت يافطة وعناوين مضللة وذرائع إنسانية مزعومة.
وقد علقت في وقت سابق مجلة فورين بوليسي الأميركية على سياسة دق الأسافين الإسرائيلية التي ينتهجها الاحتلال في مناطق احتلاله، وقالت المجلة: إن سياسة دق الأسافين سياسة خطيرة في قاموس إسرائيل ستقضي على السلام والأمن في المنطقة.
فعلى غرار انتهاكاتها الاستفزازية السابقة، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي بحسب مصادر محلية توغلاً جديداً بقوة مؤلفة من 10 مركبات في قرية عين زيوان بريف القنيطرة، وقامت بعمليات تفتيش واعتقال، كما توغلت القوات المعادية أمس الأحد واقتحمت بلدتي صيصون وسرية جملة بريف درعا الغربي، بنحو 18 آلية عسكرية وقامت بعمليات تفتيش في الأحياء السكنية ومنازل المواطنين، بينما انتشرت آليات أخرى في محيط بلدة سرية جملة القريبة من خط فصل القوات مع الجولان السوري المحتل.
وتزامن التوغل مع تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية في أجواء المنطقة، وسط حالة من القلق والتوتر بين الأهالي، الذين تحدث بعضهم عن استجوابات ميدانية واعتقالات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عمليات الدهم والتفتيش.
من جانبها رفضت الحكومة السورية جميع الخروقات والتوغلات، وعدت الوجود الإسرائيلي في الأرض السورية احتلالاً وتعدياً وقحاً لسيادة سوريا يجب أن ينتهي، وهذه حقيقة تحفظها القوانين الدولية، بغض النظر عن المفاوضات الأمنية المستمرة لإنهاء الحالة الشاذة والعربدة التي يمارسها الاحتلال على الثرى السوري.
وقال السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية، يوم الجمعة الماضي: “إن سوريا تخوض حالياً مفاوضات للتوصل إلى اتفاق أمني حتى تعود إسرائيل لاتفاقية فض الاشتباك عام 1974، وإلى ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر/كانون الأول”، بيد أن الاحتلال الإسرائيلي يثبت في كل توغل أنه لا ينوي الوصول بهذه المفاوضات إلى خواتيم تفضي إلى اتفاق أمني، يخرج الاحتلال من الأراضي السورية التي سيطر عليها عقب سقوط النظام المخلوع.
وأدانت دمشق الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا والتوغلات المتكررة في القنيطرة و درعا وريف دمشق، مؤكدة أنها تعرقل جهود تحقيق الاستقرار وتمثل انتهاكاً للقانون الدولي، واتفاق فض الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974.