من أرض الفلاح يبدأ التعافي

الثورة – علا محمد:

حين يكون الفلاح على خط الدفاع الأول في الاقتصاد الوطني، فإن أي مبادرة تُعنى به تصبح خطوة لحماية لقمة العيش وضمان الأمن الغذائي.. حملة “ريفنا بيستاهل” ليست مجرد مبادرة شعبية، بل رافعة اقتصادية إذا ما نُظمت ضمن الأطر الرسمية، وهو ما يؤكده رئيس مجلس النهضة السوري عامر ديب في حديثه لـ”الثورة”، موضحاً أن الفلاح هو اللاعب الرئيسي في بناء الوطن، ودعمه يعني دعم الاقتصاد السوري بكل مفاصله.

آلية الدعم

يبيّن الخبير ديب أن الحملة تعزز الفلاح والاقتصاد معاً عبر آليتين أساسيتين، هما المجلس الأعلى للتنمية الاقتصادية وصندوق التنمية، فالمجلس بصفته المرجعية العليا في رسم السياسات والاستراتيجيات الاقتصادية، يحدد وجهة العمل، فيما يتولى الصندوق الإشراف على جمع التبرعات وصرفها، وبحسب ديب، فإن أي أثر اقتصادي حقيقي للحملة لا بد أن يمر عبر هاتين الجهتين حصراً.

كما يرى أن الفلاح يمثل حجر الأساس في الاقتصاد السوري والعربي، كونه منتج الأمن الغذائي ومصدراً لقيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

لكن الدعم، كما يشدد، لا يعني تقديم المال مباشرة، بل تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي من جرارات وأسمدة ومياه ري ومخازن لتجميع مياه الأمطار، بما يضمن استمرارية الإنتاج وتحسين جودته.

ويوضح ديب أن تعزيز إنتاج الفلاح يسهم في تغطية السوق المحلية أولاً، ثم فتح الباب أمام التصدير عند الوصول إلى نسبة 70 بالمائة من الاكتفاء المحلي، وبهذا التوازن بين العرض والطلب، يمكن الحد من التضخم واستقرار الأسعار، ليصبح الفلاح أحد الأدوات الأساسية لمواجهة الأزمات المعيشية.

تحديات وحلول مقترحة

لم يخفَ أن الفلاح يواجه تحديات جسيمة، أبرزها الحرائق ومخلفات الحرب التي أتلفت مساحات واسعة من الأراضي، إضافة إلى أزمة المحروقات، ويقترح في هذا السياق التحول إلى الطاقة البديلة لتغطية ما يصل إلى 5p بالمئة من الحاجة، مع الاستمرار باستخدام المحروقات والأسمدة، ويحذّر من أن تراجع الإنتاج الزراعي بنسبة 60 بالمئة ينذر بتحول سوريا من دولة منتجة إلى مستهلكة، إذا لم يتم الإسراع بدعم الفلاح في أرضه ومعيشته.

دور القطاع الخاص والمجتمع الأهلي

إلى جانب دور الدولة، يؤكد الخبير ديب أهمية القطاع الخاص والمنظمات الأهلية عبر الاستثمار في الزراعة وتقديم التسهيلات للمزارعين، إضافة إلى توفير قروض إنتاجية ميسّرة تساعد الفلاحين على استثمار أراضيهم بالمحاصيل الاستراتيجية التي يحتاجها البلد، مع الإشراف على حسن استخدام هذه القروض لضمان نتائج فعلية.

ويخلص إلى أن الحملات الشعبية، ومنها “ريفنا بيستاهل”، تعزز الترابط الاقتصادي والاجتماعي، لكنها لن تحقق أثراً ملموساً ما لم تكن منظمة ومندرجة ضمن عمل مؤسسات الدولة المختصة، وفي مقدمتها المجلس الأعلى للتنمية الاقتصادية وصندوق التنمية. الحملة، برأي الخبير عامر ديب، ليست مجرد مبادرة خيرية، بل خيار استراتيجي إذا أُحسن تنظيمها، لأنها تعني أولاً وأخيراً دعم الفلاح، ودعم الفلاح هو دعم للاقتصاد الوطني بكل ما يحمله من تحديات وآمال.

آخر الأخبار
المستلزمات بالتقسيط وحسب الأولوية..  من نصف مليون إلى 700 ألف ليرة تكلفة الطالب من أرض الفلاح يبدأ التعافي السوريون يصنعون نموذجاً اقتصادياً جديداً بالصمود والتكافل المجتمعي محافظ إدلب يستقبل وزير الدفاع لبحث إزالة الألغام وتأمين عودة الأهالي ريف إدلب يتهيأ للعام الدراسي الجديد بحملات تأهيل ومتابعات ميدانية واسعة اتفاق سياسي أميركي - سوري: لإلغاء قانون قيصر وفق شروط محددة تحطيب مستمر وقرارات بلا تنفيذ.. منبج في مرمى التصحر العودة إلى المدارس.. غلاء ينهك الأهالي والتعليم يتحول إلى عبء "تقنيات التعلم الفعال".. تحصيل حياتي أفضل تشريعات الاغتصاب .. صرامة في النص تساهل في التطبيق ثلاثية بيضاء لميلان في الكالتشيو طرح الدوري الممتاز وكأس الجمهورية للبيع.. فمن يشتري؟ دمشق وواشنطن .. نحو بناء علاقات راسخة تحاكي المصالح المشتركة مزارعو الغاب بين قسوة الجفاف ونيران الحرائق  وقفة احتجاجية تطالب بإسقاط المرسوم 66 .. أصحاب الحقوق: أكبر جريمة نهب عقاري في تاريخ دمشق السياسة الخارجية السورية التفاعلية... نقطة على السطر الشيباني.. واختبار جدية التأثير الأميركي على "قسد" صفحة جديدة في مسار العلاقات السورية-الأميركية الزبداني .. تعيد النور إلى فصول مدارسها 30 مدرسة بريف دمشق تتحضر لاستقبال طلابها