الثورة – رانيا حكمت صقر:
يلتقي الشغف بالفن والحكمة، فتولد قصائد تتسلل في الأعماق لتحكي حكايات الروح والوجد، الشاعرة زينب حسين تحفر بمداد قصائدها مسارات للإبحار في عالم الصوفية والإلهام الشعري، لتصدر ديوانها الثالث “كاف لكوني” الذي يشكل تطوراً ملهماً في تجربتها الشعرية الغنية. تروي الشاعرة زينب حسين لصحيفة الثورة بداية رحلتها مع الشعر التي انطلقت منذ طفولتها، إذ كانت تكتب الأبيات والخواطر بريشة هادئة، ثم دعمت دراستها الجامعية في قسم اللغة العربية هذه الهواية لتتعمق أكثر في عالم القصيدة وتأثيراتها.. تقول: “في كل قصيدة قرأتها وجدت أثراً يأسرني ويوسع من مدركاتي الشعرية”.
صدر أول ديوان شعري لها “و رقوا” في 2019 عن وزارة الثقافة، الهيئة العامة السورية للكتاب، تلاه ديوانها الثاني “على القلب استوى” في 2022. وبعد السفر خارج البلاد، أعلنت عن صدور ديوانها الثالث “كاف لكوني” عن دار بعل، حاملاً 43 قصيدة تنسج باقة من العشق الصوفي والروحانية.
تركز قصائد “كاف لكوني” على روح تواقة لمنبعها، تحمل قلوب المريد في رحلة بحثية صوفية نحو الذات الإلهية. الديوان هو استمرار لعشق بثته الدواوين السابقة، ومثال على نضجها الشعري الذي يعكس حالة وجدانية وروحانية عميقة.
تتنوع قصائد الديوان بين بوح المريد وحوار مع المطلق التي تفيض حباً وحناناً، وتمتاز قصيدة “بالوحي” بنهج فريد للحوار بين المريد ومحبوبه، إذ تبرز بذلك العلاقة الوثيقة مع العاشقين.. تقول:
رهن التلفت خاطري وتقربي
وتعطفي بالوحي جلّ جلالي
وفداك ألف من حنيات الحمى
لتغلّ سبع الطباق سلالي
كما عبرت قصيدة “لي ولكم” عن اختلاجات الروح وتوزيع العشق بين المعشوق ومريده، معبرة عن الرجاء والأمل في حضور المحبوب، وتقول فيها:
لي فيكم الكلم الذي استعجل
ولكن في عيوني تستفيق وتغفل
لي فيكم الحلم الذي سامرته
ولكم جواي.. في الصميم تغلغلوا
يذكر أن الشاعرة زينب حسين تعمل أستاذة مساعدة في كلية اللغات الشرقية وآدابها بجامعة نانقوه في الصين، وتعاونت مع جامعة كانتون للدراسات الأجنبية والتجارية، وحصلت على جائزة أفضل أستاذة في كلية اللغات الشرقية لعام 2024-2025، وكانت عضو هيئة تعليمية سابقاً في جامعة دمشق، المعهد العالي للغات.