الثورة – راما نسريني:
في مشهد يتكرر بشكل يومي، تتكدس أكوام القمامة في أحياء وشوارع مدينة حلب، في تهديد واضح للصحة العامة، وبين صرخات الأهالي وتحديات البلدية، تستمر الأزمة في انتظار حلول جذرية.
قلة الحاويات
“لا يوجد حاويات للقمامة إلا في الشوارع الرئيسة للحي، ما يضطرني لنقل القمامة لمسافة تصل لنحو 500 متر، حتى أصل لأقرب حاوية من منزلي”.. يقول المواطن القاطن في حي الشعار محمد بادنجكي لـ”الثورة”، مشيراً إلى أن قلة الحاويات في الحي تؤدي لسرعة امتلائها، وبالتالي يجد المواطن نفسه مجبراً أن يترك النفايات على جانبي الحاوية، ما يهدد بانتشار الأمراض مع تفشي الروائح الكريهة، الأمر الذي يسبب أذى نفسياً وصحياً لسكان الحي.
ويبين أنه فضلاً عن قلة الحاويات، فالموجود منها قديم جداً، وفي معظم الأحيان تكون مهترئة وشبه محطمة، ما يؤدي لانتشار الروائح الكريهة في الشوارع.
نقص في المعدّات
رئيس مجلس مدينة حلب محمد علي العزيز، أكد أن البلدية تعاني بالفعل من نقص في الحاويات والآليات والضاغطات، ما يعوق العمل ويجعله أكثر تعقيداً.
وعن ظاهرة “النبّاشين” الذين ينبشون القمامة بحثاً عما يمكن بيعه والاستفادة منه، نفى رئيس المجلس وجود خطة من البلدية للحد من هذا الظاهرة، لافتاً إلى أن تكدس الأوساخ لأيام هو ما يجذب النباشين إليه، لذا فإن عمل البلدية يقتصر على جمع النفايات باكراً والحرص على عدم تكدسها لأيام، الأمر الذي يؤدي بالضرورة للتقليل من هذه الظاهرة.
“لا أستطيع القيام بكل هذا العمل وحدي، لأن المنطقة الموكلة إلي واسعة جداً، وتحتاج لعاملين أو أكثر”، يقول العامل في بلدية حلب أبو أحمد، مشيراً لمعاناة الموظفين في المجال من ضخامة العمل الموكل إليهم، والمسؤولية الملقاة على عاتقهم من قبل البلديات.
ولفت إلى أن الأهالي يزيدون من صعوبة العمل عبر رمي النفايات في غير الأماكن المخصصة لها مضيفاً: أرى ذلك يومياً بأم عيني، إلقاء لأكياس القمامة من الشرفات أو رمي قشور البزر في الحدائق أو الأماكن العامة، أو من نوافذ السيارات، كل هذا يصعّب علينا مهمتنا التي تحمل في طياتها ما يكفي من المشقة والتعب.
الأهالي يتحملون المسؤولية
يبدو أن إعلان مجلس مدينة حلب في وقت سابق، عن حاجته لتوظيف عمال نظافة براتب 100 دولار شهرياً، لم يلقَ إقبالاً، ولا يزال هناك نقص كبير في هذا القطاع، وهو ما أكده رئيس مجلس المدينة في حديثه لـ “الثورة”، إذ أشار إلى أن نقص اليد العاملة في هذا المجال واحد من أكبر التحديات والمشكلات التي تواجهها البلدية في الوقت الحالي، محمّلاً الأهالي جزءاً كبيراً من المسؤولية، بسبب عدم التزامهم بأوقات رمي القمامة المخصصة، والرمي العشوائي وغيرها من الظواهر التي تجعل عملية جمع القمامة أكثر تعقيداً وصعوبة.
جهود شعبية
في إطار العمل المجتمعي، تم تنظيم حملات شعبية عدة للمساهمة في ترحيل الأوساخ المتراكمة على جوانب الطرقات وفي الشوارع الفرعية للأحياء الشعبية على وجه الخصوص، لما تعانيه تلك الأحياء من ضعف في الخدمات والبنية التحتية، نتيجة ما تعرضت له من قصف وحشي فترة حكم النظام البائد، ومن أبرز تلك الحملات “الوفاء لحلب” التي ساهمت بشكل كبير ومنظم في تنظيف الشوارع في أحياء تفتقر لأبسط الإمكانيات كـ “المشهد وصلاح الدين والسكري” وغيرها.