الثورة – عبد الحميد غانم:
في ظل المرحلة الحالية التي تتجه فيها سوريا نحو إعادة الإعمار، تبرز مجموعة من الشركات السورية الصناعية المشاركة في فعاليات معرض “بناء سوريا الدولي- سيريا بيلد”، كأحد أبرز اللاعبين المحليين المدعومين بخبرة تصنيعية وتوجه تصديري قوي.
وأكد مهند قباقيبو- مدير في إحدى الشركات العاملة في مواد البناء- في حديثه لـ”الثورة”، أن منتجاتها من الأنابيب والمواد الإنشائية لا تلبي فقط احتياجات السوق المحلي، بل تنافس بجودتها وأسعارها في الأسواق العالمية، مستفيدة من مزايا محلية كوفرة الأيدي العاملة وقرب مصادر المواد الأولية.
تنظيم متكامل
وكشف قباقيبو عن مجموعة واسعة من المنتجات تقدمها الشركة، وتشمل: منتجات التغليف، فقد تخصصت في صناعة “أكياس النسيج البلاستيكي أو أكياس الرافية” المصنوعة من مادة البولي بروبيلين، إضافة إلى أكياس البولي إيثلين وأكياس التسوق بكل الأنواع والمقاسات، مع إمكانية التصنيع حسب الطلب، وأبرز منتج في هذه الفئة هو “كيس الصمام” ذو التصميم العملي.
وكذلك منتجات البنى التحتية، إذ تنتج المجموعة “أنابيب مياه الشرب، أنابيب الصرف الصحي” من مادة “هاي دينستي بولي ايتلين” عالية الكثافة، إضافة إلى “أنابيب الرياف الزجاجي” التي تستخدم في المشاريع الضخمة لمواصفاتها العالية وقدرتها على تحمّل الضغوط والحرارة والظروف الجوية.
ولفت قباقيبو إلى أن الشركة تنتج ألواح ألمنيوم كومبوند (الاسي بي)، وبإنجاز محلي، مؤكداً أن شركته هي “الشركة الوحيدة بسوريا التي تصنع ألواح ألمنيوم كومبوند”، والتي تستخدم في الواجهات الخارجية واللافتات.
ميزة تنافسية
وأشار إلى أن استراتيجية شركته تعتمد على منافسة المنتجات العالمية من خلال محورين أساسيين، الأول الجودة العالية، ويتم تصنيع منتجات “بأعلى جودة” لدرجة جعلتها معتمدة على التصدير للأسواق الخارجية.
والثاني السعر التنافسي، بفضل توفر المواد الأولية (البولي إيثلين والبولي بروبيلين) من مصادر قريبة وتوفر الأيدي العاملة، أصبحت تكلفة الإنتاج في سوريا منافسة، بحسب قباقيبو.
وذكر بشكل قاطع: “اليوم أنا منافس بأسعار الصين”، ما يضعهم في موقع مميز أمام المستوردين المحليين.
ولتعزيز حضورها الإقليمي، أوضح قباقيبو أن شركته لها فروع في كل من مصر والمملكة العربية السعودية، ما يمكنها من تغطية السوق بشكل استراتيجي، فهناك الفرع السعودي: يغطي أسواق منطقة الخليج، والفرع المصري: يغطي أسواق شمال إفريقيا.
هذا الانتشار الجغرافي بحسب المسؤول، لا يسهل عمليات التصدير فحسب، بل يعزز من مكانة المجموعة كشركة إقليمية.
منصة تصديرية
وأكد أن نشاطات شركته تظهر صورة مشرقة للصناعة السورية القادرة على النهوض والتكيف مع متطلبات مرحلة إعادة الإعمار، وبقدرتها على تقديم جودة عالية تنافس المنتج العالمي، وسعر محلي ينافس الواردات الصينية، وانتشار إقليمي يدعم الصادرات.
وأشار أن الشركة تضع نفسها كرافد أساسي لاقتصاد البلاد في مرحلة البناء، مؤكداً أن نجاح هذه النموذج الصناعي ليس فقط في تعزيز الاكتفاء الذاتي، بل في تحويل سوريا إلى منصة تصديرية للمنتجات الصناعية المتطورة.
تميز بالجودة والمنافسة
قصة أخرى من قصص نجاح الشركات السورية الطموحة لدخول السوق السورية، ففي خطوة لدعم مرحلة إعادة الإعمار، كشف ثراء مجاهد- المدير التنفيذي في شركة سورية- سعودية المتخصصة في معدات البناء- عن استراتيجية توسعية طموحة تستهدف السوق السوري خلال الأشهر القادمة.
وأشار إلى أن الشركة التي تشارك في “المعرض الدولي السوري للبناء- سيريا بيلد” تعتزّم أن تصبح “المورد الأول” في السوق، مع التركيز على توفير معدات البناء الشاملة والخرسانة الجاهزة، مستفيدة من تميزها في الجودة والأسعار التنافسية.
وفقاً لتصريحات مجاهد، تُعوّل الشركة على ركيزتين أساسيتين للتفوق في السوق: أولها جودة عالية، فقد وصف منتجات شركته بأنها “تمتاز بجودة عالية”، ما يمكنها من منافسة المنتجات الأوروبية والأميركية، وكذلك بسعر تنافسي، إذ أكد أن أسعار الشركة “منافس للمنتجات الأوروبية والأميركية”، ما يمنحها ميزة نسبية في سوق حساس للسعر مثل السوق السوري.
من الرافعات إلى الخرسانة
وحدد المدير التنفيذي نطاق المنتجات والخدمات التي تخطط “داماس” لتقديمها، والذي يشمل طيفاً واسعاً من معدات البناء الضرورية لأي عملية إنشائية كبرى.
وذكر على وجه التحديد: “رافعات، مستشانري بومس، وجبالات، وكل شيء يحتاجه البناء والإعمار”، مؤكداً على التوجه لتقديم حلول متكاملة.
إلى جانب المعدات، كشف مجاهد عن محور استراتيجي آخر، وهو دخول سوق الخرسانة الجاهزة (البيتون)، موضحاً أن الشركة ستركز على البيتون نظراً للحاجة الماسة إليه في مرحلة إعادة الإعمار.
ولم تخفِ الشركة طموحها الكبير في أن تحتل موقع الصدارة، إذ استخدم المدير التنفيذي مصطلح “ثاني الصينية” موضحاً أنه يعني “الأول على الصينية”، في إشارة واضحة إلى طموحها لتصبح الشركة الرائدة والمفضلة في قطاعها بالسوق.
ديناميكية جديدة
وبحسب مجاهد، تُظهر هذه الشركة قدرتها على المنافسة والمساهمة بشكل فاعل في السوق السوري الناشئ، مع دخول لاعبين جدد بهذه الطموحات والقدرات الإنتاجية، وقال: من المتوقع أن يشهد قطاع البناء والإعمار في سوريا ديناميكية جديدة، تتسم بمنافسة أعلى وتنوع أكبر في الخيارات للمستثمرين والشركات الإنشائية، ما قد يسهم في تسريع وتيرة مشروعات إعادة الإعمار، لذلك فالنجاح مرهون بتحويل هذه الخطط الطموحة إلى واقع ملموس على الأرض في التوقيتات المعلنة.