الثورة – هبه علي:
ضمن فعاليات منتدى ريادة الأعمال في رقميات النقل السوري، الذي يقام برعاية وزارة النقل وبالتعاون مع شركة “YallaGo” والذي انطلق أمس في فندق البوابات السبع، التقى الحضور بثلاثة من رواد الأعمال السوريين الذين نجحوا في تحويل أفكارهم إلى مشاريع رقمية رائدة في قطاع النقل، وقد شارك هؤلاء المؤسسون قصص نجاح شركاتهم بهدف إلهام الشباب السوري على دخول عالم الابتكار الرقمي وريادة الأعمال.
حركة تسهيل حياة
استهل خالد مصطفى، الشريك المؤسس لتطبيق “YallaGo”، حديثه بفلسفة شركته التي تنطلق من مبدأ: “أينما وجدت الحياة وجدت الحركة، ويجب أن يوجد ما يسهلها”، مستلهماً من تجارب شركات النقل العالمية، ورأى حاجة ماسة لخدمات تسهيل حركة المواطنين السوريين، خاصة بعد عام 2018 مع تزايد التواصل، وبين أن الشركة انطلقت من مكتب صغير في دمشق، وتوسعت لتضم اليوم 120 موظفاً، بعد أن كان السوق فارغاً رغم وجود تحديات أولية وشكوك حتى من داخل فريقه حول جدوى طلب سيارات الأجرة إلكترونياً.
عائدون بابتكار
يروي مهند شاكر سمعان، المدير العام لتطبيق “Movo”، قصة تأسيس شركته بالتعاون مع صديقه رامي الناصر، اتخذ الشريكان قراراً جريئاً بالعودة من المغترب إلى سوريا عام 2020 لتأسيس “Movo”، الذي بدأ بتقديم خدمة التوصيل المجاني، وهي فكرة قديمة تم تطبيقها بتفصيل مبتكر آنذاك.
تطور التطبيق من خدمات بسيطة إلى منصة شاملة تدعم الدفع الإلكتروني المحلي والعالمي، بهدف ربط المغتربين بأهلهم في سوريا.
أما مالك كنعان، المدير العام لتطبيق “تفضل”، فقدم قصة مختلفة، إذ لم تكن لديه خبرة في مجال المعلوماتية، في عام 2019، كان يعمل موزعاً لرصيد سيريتل وMTN، وسعى لتطوير تطبيق ينظم عمله، وهو ما واجه صعوبات كبيرة قبل الحصول على أول ترخيص سوري لتطبيق يخدم نقاط البيع عام 2022. اكتسب كنعان- حسب قوله، خبرة تقنية من هذه التجربة، ولاحظ نجاح تطبيقات أخرى مثل “YallaGo”. هذا ألهم فكرة تأسيس تطبيق لخدمات الركاب، الذي بدأ من مكتب صغير لا يتجاوز 10 أمتار مربعة، واستطاع تحقيق النجاح والاستمرار في سوق شديد المنافسة بـ”محبة وإخوة” بين المنافسين.
مستقبل رقمي واعد
وفي تصريح خاص لـ”الثورة”، أكد خالد مصطفى على الأهمية الكبرى لهذه الملتقيات التي “تجمع القطاع الخاص مع القطاع العام، لأنها خطوة لم نكن نشهدها سابقاً”، واعتبر أن هذا الملتقى، وإطلاق “ملتقى موف الأول”، يمثل “الخطوة الثانية باتجاه المستقبل الرقمي”، إذ كانت “الخطوة الأولى هي الانفتاح الحكومي وطلبهم”.
وعبر عن تفاؤله الكبير، متمنياً أن لا تقتصر الرقمنة على قطاع النقل فحسب، بل “تتعداها لتشمل كل القطاعات، المالي والصحي والجوازات..”، مشيراً إلى أن المواطنين في الخارج يعتمدون كلياً على الخدمات الرقمية من دون الحاجة لزيارة المؤسسات التقليدية، وهذا ما يأمله أن يطبق ليكون خطوة إيجابية نحو مستقبل سوريا الرقمي.