الكلمة الطيبة تصنع الفارق.. كيف يغيّر التقدير الصادق بيئة العمل؟

 

الثورة – سمر حمامة:

في زمنٍ يتسابق فيه الناس على الإنجاز وتحقيق الأهداف، يغفل الكثيرون عن أبسط أداة لتحفيز الآخرين ودفعهم نحو التميز وهي الكلمة الطيبة. فالتقدير الصادق لا يحتاج إلى ميزانية ضخمة ولا إلى خطط معقدة، بل يكفي أن يرى كل فرد أن جهوده مرئية وأن عمله محل تقدير، فهل يكفي الراتب وحده لصناعة بيئة عمل إيجابية؟ أم أن المدح والاعتراف بالجهد هما الشرارة الحقيقية لنهضة الأفراد والمؤسسات؟

في جولة رصد لـ”الثورة” للاطلاع على آراء بعض الموظفين والعاملين في قطاعات مختلفة، تبيّن أن التقدير له أثر لا يوازيه أي حافز مادي. وهذا ما أشارت إليه رنا أحمد- موظفة، وقالت: “عندما يوجّه لي مديري عبارة شكر بسيطة بعد إنجاز مهمة، أشعر أن يومي تغيّر بالكامل، الراتب مهم طبعاً، لكنه لا يترك نفس الأثر الذي يتركه التقدير، الكلمة الصادقة تجعلني أرغب في تقديم المزيد، حتى من دون أن يُطلب مني ذلك.”

فيما بين المعلم سامر عبد الرحمن، أنه في المدرسة، تعلم أن الطلاب يحتاجون إلى التشجيع قبل العقاب، الأمر نفسه ينطبق على بيئة العمل، الموظف الذي يسمع كلمة ثناء على جهده سيبدع أكثر، فيما الذي يتعرض للنقد فقط سيشعر بالإحباط وربما يفقد حماسه، التقدير هو سر صناعة جيل من العاملين المخلصين.

سعاد. م- رئيس قسم في إحدى المؤسسات العامة، تقول: أدير فريقاً يضم عشرة موظفين، وكنت أظن أن الانضباط والصرامة هما الطريق الوحيد لتحقيق النتائج، لكنني لاحظت أن المدح والتقدير يضاعفان الإنتاجية أكثر من أي نظام متابعة، اليوم، أحرص على أن أخصص بضع دقائق كل أسبوع لأثني على جهود الفريق، وقد انعكس ذلك بشكل واضح على الأداء.

ولفهم الأثر النفسي للتقدير، التقينا مع المرشدة النفسية ايناس السعيد، التي أوضحت أن التقدير الصادق يُنشّط مناطق في الدماغ مرتبطة بالمكافأة، ما يجعل الشخص يشعر بالرضا والإنجاز، هذا الشعور يولّد طاقة إيجابية تدفعه لمزيد من الإبداع، والأهم أن التقدير يعزّز الانتماء للمكان، ويُخفّض مستويات التوتر والاحتراق النفسي. وأضافت: المؤسسات التي تعتمد سياسة الاعتراف بالجهود تلاحظ انخفاضاً في معدلات الاستقالة وزيادة ملحوظة في جودة العمل، فالتقدير ليس رفاهية، بل ضرورة تربوية ومهنية تعيد للإنسان شعوره بالقيمة، في بيئة العمل، لا تحتاج الكلمة الطيبة إلى وقت طويل أو جهد كبير، لكنها تترك أثراً لا يُمحى.

وفيما تتسابق المؤسسات على زيادة الأجور وتقديم المكافآت المادية، يبقى التقدير الصادق هو الاستثمار الأذكى في رأس المال البشري، فلننظر حولنا أكثر، ونلتقط أجمل ما في زملائنا، كي نمنحهم وقوداً معنوياً يغيّر مسار يومهم، وربما مسار حياتهم بالكامل.

آخر الأخبار
جهود مستمرة لتحسين البنية الخدمية وفتح الطرق في ريف إدلب التنمر ضد الطلاب في المدارس.. تأثيراته النفسية والاجتماعية والأكاديمية الشؤون المدنية تواصل تطوير خدماتها في حلب وريفها حياة الركاب في مهبّ الريح.. تدهور واقع النقل العام في حلب الفروج يحلّق بأسعاره.. مطالب ملحة لدعم القطاع قبل فوات الآوان تفعيل خدمة "غير محكوم" في مراكز خدمة المواطن بدمشق أسعار المحروقات تثقل كاهل المواطن وتعمّق الأعباء المعيشية "رحمة بلا حدود".. تؤهل آلاف المقاعد و9 مدارس في درعا غياب المنظومة المصرفية الاستثمارية يعطل نمو الاقتصاد احتياجات ملحة لدعم قطاع سيدات الأعمال.. لتمكين اقتصادي حقيقي التدريب الفندقي.. من التعليم الافتراضي إلى سوق العمل من دمشق.. ريادة النقل الرقمي تسرد قصص نجاح ملهمة الكلمة الطيبة تصنع الفارق.. كيف يغيّر التقدير الصادق بيئة العمل؟ اختراع سوري..جهاز يعالج الخيوط بحبر الغرافين الناقل للكهرباء "حبة دوا".. مبادرة إنسانية تنقذ آلاف المرضى لقاح الحصبة.. الوقاية خير من العلاج بين الركام والنقل.. فرص الاقتصاد الضائعة بين الأنقاض! الجرح الذي لا يُرى.. أزمة الصحة النفسية في سوريا بعد الحرب مديرة تضرب الطلاب بعنف والوزارة تستفيق بعد انتشار فيديو الفضيحة! أهالٍ من معرة حرمة يرممون شبكات الصرف الصحي