الثورة – عبير علي:
لوحاتها أشبه بمرآة تعكس روحاً تمزج بين الجمال والتحدي، بين الهدوء الداخلي والضجيج الخارجي.
الفنانة ميس مصطفى، التي اعتادت التحدث بلغة الألوان بدلاً من الكلمات، تجد في لوحاتها ملاذاً للتعبير عن عوالمها التيلا يمكن أن تسبر أغوارها إلا عبر الريشة والألوان.
في تصريحها لصحيفة “الثورة”، شرحت مصطفى كيف تمثّل لوحاتها صراعاً داخلياً يتوازى مع التحديات الخارجية التي واجهتها في السنوات الأخيرة، تقول: “الفن لغتي الخاصة، هو الوسيلة التي أتكلم بها حينما يصمت العالم من حولي”.
في أولى لوحاتها، التي حملت عنوان “الطبيعة المطلّة على البحر”، جسدت الأمل في بداية عام جديد، وجعلت من البحر في لوحتها بوابة للفرح.
تداخُلات الأزرق الذي استخدمته في اللوحة أشبه بموسيقا هادئة تنساب عبر الأفق، تعبيراً عن التوازن الداخلي الذي تسعى إليه دائماً.
تقول: “هذه اللوحة كانت تعبيراً عن الأمل في التغيير، في السلام الداخلي الذي أبحث عنه بين زحمة الأحداث والضغوط اليومية”.
أما لوحة “الولادة من الموت” فتناولت معاناتها الشخصية وتجربتها المريرة في السنوات الأخيرة.
تقول مصطفى: “هذه اللوحة تمثّل تجربة شخصية مؤلمة، شهدتُ خسارة العديد من أصدقائي وأطفالهم في ظروف قاسية.
ورغم الألم، فقد خرجت من تلك المحنة بمعجزة إلهية”، مجسدة صرخة امرأة تُحارب الألم وتبحث عن الأمل وسط الخراب بالألوان الحارة كالأحمر والبرتقالي.
وفي لوحتها “الطفل المطل على نافذة” اختارت الطفل كرمز للبراءة والنقاء في عالم يعاني من التشويش والاضطراب.
“الطفل في لوحتي رمز لكلّ منا، فهو الشخص الذي يحتفظ في داخله بجمال البراءة والطهارة التي نفتقدها في كثير من الأحيان”.
تحيط بالطفل في اللوحة الأسماك التي تمثل العطاء والخير، وكأنها تقول :إن العطاء هو السبيل للخروج من غموض الحياة. وتضيف: “الطفولة تعلمنا الرحمة، والبراءة، والقدرة على الحبّ دون حسابات.
هم معلمونا الذين نحتاجهم اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
عرضت الفنانة ميس مصطفى لوحاتها ضمن معرض حمل عنوان :”معرض الفن التشكيلي” أقيم في السابع عشر من الشهر الحالي بقصر الثقافة في بانياس، وامتد ليومين تعرف الزوار من خلاله على لوحاتها المليئة بعوالم الصراع الداخلي والأمل والألم والطفولة.

