ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
ولأن التكفير يعني الوهابية على الأقل، فإن زلزلة عروش آل سعود باعتبارهم بيئة سياسية ومالية داعمة وممولة لكل اصطفافات التكفير والتكفيريين.. لا يعني بالضرورة زلزلة الوهابية واجتثاثها حتماً، فآل سعود يقومون على الوهابية ولا تقوم هي على عروشهم، ومن ألف باء مواجهة إعلام التكفير وأبواقه…
مواجهة المصادر الفكرية والمعرفية التي يشتق التكفير منها حججه وذرائعه.. وبعضها بلغ من العمر عتياً يصل إلى أكثر من ألف سنة!
ولأن وهابية الأعناق المحزوزة والغرائز المنفلتة لم تسقط من سماء ولا خرجت من باطن أرض، بل من سلف مكتوب ومدون وذي شرعية تاريخية متقادمة، فإن مواجهة التكفير إنما هي أكثر من شطب منقول وإلغاء بدعة وإغلاق مؤسسة، وهي أقل من إعلان كفر وإعلاء إلحاد.. إنها الطبيب الجراح يستأصل أولاً، بيده هو، ما تكور في جسده من ورم خبيث قبل أجساد الآخرين.
الوهابية التكفيرية ليست إعلاماً وأبواقاً وتقنيات فقط، ولا هي تمويل وتسليح وتحريض فحسب، بل بنية فكرية ثقافية منقولة متوارثة، تمد التكفيري وتغذيه روحياً بالحجة والدليل والبرهان.. قبل أن تسلحه وتملأ جيوبه وتستثير غرائزه.. فاسألوه عما قرأ منها وعمن سمع من دعاتها أولاً؟
جراحة مؤلمة.. لكن، لا بد منها إذا شئتم علاجاً لا تسكيناً، فضعوا مباضعها في الأيدي الصح.. ولا تعولوا على «مشروع تكفيري» أن يعالج تكفيرياً ..فثمة برزخ من شعرة بين الاثنين!!
عن صحيفة الثورة