ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
لا يجادل أحد في كون واشنطن الأكثر دعماً للإرهاب في العالم وهي تترك أمر تنفيذ سياساتها إلى الدول الوظيفية لتبعد عنها شبهة دعم الإرهاب، ولكنها لا تحتاج إلى إبعاد شبهة دعم الإرهاب، فالتهمة واضحة وفاضحة وعلنية مهما حاولت تجميل مواقفها وإطلاق تصريحات هنا وهناك أنها تحارب الإرهاب وتسعى إلى اجتثاثه من المنطقة.
فلو كان الأمر حقيقياً لرأينا تغيراً واستدارة تملي على الأطراف التي تعمل بإمرتها أن توقف دعم الإرهاب ولا تسمح باستمرار تسليحهم وتدفقهم وتدريبهم.
ومن المفارقة أن واشنطن التي أنفقت أموال الداعمين الخليجيين على تدريب عدد محدود من الإرهابيين أطلقت عليهم اسم «المعتدلة» وأن عدد «مدربيهم» يفوق عدد «المتدربين» الذين استطاعت أن تجندهم للقيام بهذه المهمة، فما زال الإرهاب المتمثل بالتنظيمات ذات العقيدة الوهابية مثل داعش والنصرة وسواها من أسماء تتلون وتتبدل حسب الجهة الممولة هي التنظيمات الحاضرة في ساحة الإرهاب ولا فرق بين هذه التنظيمات الإرهابية من ناحية العقيدة الوهابية التكفيرية ولا الجهات الداعمة لها، ولا يبدو أن هناك تغيراً في خرائط دعم تلك التنظيمات، الفارق الوحيد هو أن بعض الجهات الراعية لهذا التنظيم أو ذاك تبحث عن تمويل واستمرار تسليح وتشليح لدولارات النفط والغاز والضحك على لحى مشايخ الخليج وتبرير مدخرات دولهم في سبيل تحقيق المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة إلى زمن لا يبدو سقفه واضحاً حتى الآن، في غياب الرغبة السياسية لدى الراعي الأساسي للإرهاب في الذهاب باتجاه حل سياسي وتشكيل تحالف حقيقي لمكافحة الإرهاب في المنطقة والعالم.
ويبدو أن وقت دفع الأثمان قد حان أوانه، فقد بدأت الدول الوظيفية تدفع أثمان تكدس أخطاء سياساتها في تفجيرات تطال دولها ومواطنيها، ولم تعد أي دولة دعمت الإرهاب ورعته بمنأى عن استطالات الإرهاب، سواء كانت دولاً إقليمية أو غربية على حد سواء.
السابق
التالي