ثورة أون لاين :
لا تسألوا رجب أردوغان عما يفعله اليوم وعما يمكن أن يقدم على فعله غداً أو بعد غد، ولا تحللوا وتدرسوا وتمحصوا تصريحاته الشبيهة بالإعلانات التلفزيونية المتكررة في أوقات الذروة في المشاهدة، فالرجل لن يفيده شيء لو ربح أميركا والسعودية وقطر وداعش.. وخسر تركيا!
فإما أن يظل متبرقعاً بالديمقراطية ويذهب إلى انتخابات مبكرة.. مرعبة، أو أن يدخل بتركيا كلها في مجاهيل سياسية وأمنية لا يعرف هو نهايات لها!
المأزق، هو أن يعرف المرء جميع الحلول لمشكلاته ويعجز عن ضمان واحد منها، وأن يعرف جميع الأخطار المحيطة به ويعجز عن تفادي واحد منها أيضاً؟
فإذا ذهب أردوغان إلى الانتخابات.. وسيذهب، فإنه يحتاج إلى التخفي بقبعة البطولة القومية عبر تصنيف داعش والعمال الكردستاني إرهابيين.. ثم قصف الثاني فقط، وعبر بهلوانيات المناطق الآمنة أو مناطق الحظر الجوي في شمال سورية ثم تسول أميركا وحلفها لتنفيذها، وعبر المزايدة ولو برخص في مسألة اللاجئين السوريين!
وإذا حاول أردوغان تهميش استحقاقات الانتخابات السابقة أو تفادي الانتخابات المبكرة أو تأجيلها على الأقل.. فإنه يحتاج إلى حالة طوارىء تدخله في ما يعلم، لكنها أيضاً ستخرجه إلى ما لا يعلم.. والويل لمن يعرف كيف يدخل ثم لا يجد باباً ليخرج؟
غالباً، الطلقات الخلبية أكثر ضجيجاً من الحقيقية، ومشكلات أردوغان التي دخلها برجليه حيث يداه أوكتا وفوه نفخ تحتاج أعواماً للبحث في حلولها .. فيما هو على الحافة يدور.. وقعر الحفرة قريب!!
خالد الأشهب