ثورة أون لاين- خالد الأشهب
مع كل أزمة أو محنة تنشأ في منطقتنا العربية تتجه الأنظار فوراً إلى «الكبار»! ليس لبيان الرأي فحسب، بل ولتقرير الوقائع الجديدة والمستجدة، فقد تعلقت الأنظار العربية بأميركا والاتحاد السوفييتي أيام الحرب الباردة، وبأميركا وحدها بعد الانهيار السوفييتي، واليوم تنشطر ثانية بين أميركا وروسيا!
حتى أن نظرية جيوسياسية باسم «ملء الفراغ» نشأت وتوطدت وصارت علماً من علوم السياسة، يدرسها المستجدون ويتداولها المتقدمون، وغدت قاعدة للتفكير عند كل حاذق وقدير في كيفية إدارة المنطقة العربية من خارجها!
ملخص النظرية يوحي أن ثمة فراغاً في المنطقة العربية، وثمة من ينبغي له أن يملأ الفراغ من بين القوى العظمى العابرة للمحيطات والقارات، ومضمونها غير المعلن أن سكان المنطقة العربية ودولها أعجز من أن يديروها، وأقل من أن يمتلكوا حرية قرارهم وشرعية سيادته، وأحوج إلى من يهديهم سواء السبيل..؟
مجدداً، يتصاعد الحديث اليوم عن فراغ جديد ناشىء عما يشبه الانهاك السياسي الأميركي، إلا أن الحديث يدور عن فراغ مزمن.. كما القدر، وعن ضرورة أن يملأه أحد ما.
ما كنت لأظن يوماً أن ثمة فراغاً حقيقياً في المنطقة العربية حتى رأيت أنياب بعضها في لحم بعضها الآخر يوم سالت دماؤنا غزيرة منذ أربع سنوات؟
مئات الحجاج يعتبرهم ناطق رسمي سعودي «مفقودين» في بقعة من عشرات الأمتار يحيط بها الآلاف من رجال الأمن والمشافي وكاميرات المراقبة… ثمة فراغ فعلاً وينبغي ملؤه!!
المصدر-عن صحيفة الثورة