أين تهبط تصريحات أنقرة إذا أدلى بها رئيس النظام التركي من الطائرة.. فأردوغان هذه المرة وبعد قمة طهران ولقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حريص على وحدة الأراضي السورية هذه المرة بل أكثر .. هو يرمي جمرات اللعنة على الشيطان الأميركي والتحالف الدولي بأكمله، حيث يعترف بلسانه أنهم من غذوا الإرهاب في سورية في الدرجة الأولى، أما الدرجات المتبقية فهي لتصريحات أخرى أو ربما تبقى في صندوقه الأسود، ريثما يتأكد من خطه السياسي الحالي.
غابت هذه المره رشقات (العملية العسكرية) في سورية عن تصريح أردوغان، وحضرت الدبلوماسية بأعلى درجاتها في حديث السلطان عن أن العلاقة مع سورية لا تختلف عن مصر مثلاً هي في أدنى درجاتها، وأنه في طور تحديثها لدرجة أن رئيس النظام التركي وصف تفكير ما تسمى المعارضة السورية في تركيا بالضحل، وكاد يخرج في مظاهرة ضدها لو أنه لم يكن على متن طائرة.
هي ليست توبة تركية، بل هي براغماتية من أردوغان الذي قرر أن يلطف الأجواء بعد قمة طهران، وما قد يأخذه من العدوان على الشمال السوري لمحاربة قسد يمكن أن يقتلع جذوره الأميركية بإدانة واشنطن والغرب بالإرهاب والمطالبة برحيلها.
يحسب اردوغان عدد خطواته بين أميركا وروسيا ويختبر أيهما الأقرب إلى صندوق انتخاباته، ومن الواضح ان لا حلول أميركية لتأزمه في الداخل والخارج، بينما تغريه قمة طهران بما قدمته من حلول للشأن السوري الذي من الواضح أن الأكثر تأثيراً على شعبيته، لذلك لتصريحات أردوغان في الطائرة محاولة للهبوط على كرسي أنقرة مجدداً، وتبدو مطباته السياسية المؤلمة هي بتورطه في الملف السوري وتبعاته على المستوى الداخلي الإقليمي.
لذلك فإن هبوطه من العدوان للدبلوماسية قد يكون هبوطاً اضطرارياً.