ما أشبه اليوم بالأمس.. سورية قلب واحد في حرب تشرين التحريرية.. واليوم .. شعب تعاضد حبّاً في بلده وإيماناً بعيشه.. المشترك وتآخيه لا يمكن لأي قوة أن تلغيه…
ثورة أون لاين: هذه الأيام ونحن نستذكر انتصاراتنا في حرب تشرين التحريرية يوم الإنجاز العظيم الذي أعاد للأمة العربية هيبتها وكرامتها
,وأثبتت ولأول مرة أن العرب متوحدون وأن التضامن العربي هو مطلب الجميع في الأوقات كافة, وضرورة قومية لمواجهة التحديات الإسرائيلية, و أن حرب تشرين كانت القرار الصعب في تلك الظروف الاستثنائية .
نسأل أنفسنا سؤال العارف: ماالذي تغير؟ لماذا كلّ هذه الضغوط الخارجية على سورية، ولماذا يلتقي المتآمرون دائماً عند محاولة ضرب سورية وتفتيت عضدها ولماذا يندحرون دائماً؟
سورية التي امتلكت قرارها وامتلكت القوة الكافية للدفاع عن قرارها هي بعرفهم «نشاز المنطقة» ويجب أن تقدّم لهم الطاعة وتنحني لمشيئتهم وأمزجتهم، ولأنها لم تفعل ذلك ولن تفعل فقد فجّرت غيظهم فكانت هذه الهجمة الكونية عليها، قادهم جهلهم إلى حيث يتحطّم غرورهم كلّ مرة وساروا مقتادين بشياطينهم إلى حيث نارنا المقدسة لم ولن ترحمهم.
أما لماذا يندحرون دائماً فلأن في سورية شعبا آمن بالله سبحانه وتعالى وتعاضد حبّاً في بلده وإيماناً بعيشه المشترك وبتآخيه الذي لا يمكن لأي قوة في العالم أن تلغيه، ولأن في سورية شعبا خَبَر العدوان جيداً من كثرة ما تكالبت عليه في السابق أمم الشرّ فعرف أن خلاصه لم يكن يوماً إلا في وحدته وتماسكه ووقوفه صفّاً واحداً بوجه كل ما يُحاك له, ومواصلة الدرب ذاته وبهمة عالية لا تثنيها الصعاب والمؤامرات.
في الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب تشرين التحريرية هذا العام يتجلى الدور الوطني المميز لقواتنا المسلحة الباسلة ، ويتنامى لأبناء سورية أهمية هذا الدور في معركة أعلن فيها أعداء الخارج تدمير سورية بكل مكوناتها لكنهم خسؤوامهما تكالبوا , فهنا منبع التاريخ وهنا صخرة المجد التي تحطمت عليها المؤامرات والمخططات,وهنا محطات ومحطات لذكريات خالدات في قلوبنا, ذكريات تشرين التي نتنفس عبق انتصاراتها مع كل إشراقة صباح .
القنيطرة: جيشنا كالطود الشامخ
في وجه الأعـــداء والمتآمريـــن
القنيطرة-خالد الخالد:
تمر الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب تشرين التحريرية هذا العام لا كغيرها من الأعوام السابقة ، ويتجلى ذلك من خلال بروز الدور الوطني المميز لقواتنا المسلحة الباسلة ، حيث تبين لأبناء سورية أهمية هذا الدور في معركة أعلن فيها أعداء سورية أن هدفهم تدمير الدولة السورية بكل مكوناتها الوطنية .
السيد غسان شاهين استذكر ماقاله القائد الخالد حافظ الأسد: «إرادة الشعب لا يمكن أن تقهر والوطن فوق كل شيء وعلينا أن نستمر بالإعداد لطرد العدو من كل شبر من أرضنا المحتلة» و على وقع هذه الكلمات التي رافقت رفع العلم السوري في سماء القنيطرة المحررة قبل 38 عاماً يستعيد السوريون لحظات انتصارهم على جيش الاحتلال الإسرائيلي وإعادة القنيطرة إلى حضن الوطن الأم وهم يزدادون ثقة بقدرتهم على مواجهة ما يحاك اليوم ضد وطنهم من مؤامرات استعمارية للنيل والسيطرة على قراره المستقل تمهيداً لإلحاقه بالمشروع الغربي الصهيوني.وتعيد ذكرى حرب تشرين التحريرية بعد دحر المحتل الصهيوني تاريخاً مجيداً سطره جيشنا البطل في مواجهته لغطرسة مرتزقة و جنود العدو الإسرائيلي الذين أجبروا على الانسحاب تحت وقع ضربات قواتنا الباسلة ليشكل ذلك اليوم أروع مثال عن إيمان وقدرة رجال قواتنا المسلحة في حرب تشرين التحريرية فداء للوطن وأبنائه الذين وقفوا داعمين ومساندين لجيشهم الوطني العقائدي .
وأضاف شاهين: المشهد اليوم يبدو مماثلاً فالجيش العربي السوري مسلحاً بدعم شعبي واسع يخوض معارك الدفاع عن الوطن الذي يتعرض لشكل جديد من أشكال العدوان الساعي لإسقاطه وتدميره بتخطيط غربي إسرائيلي وأياد خليجية تكفيرية تحاول تفتيته وقتل وحدته وتخريب مؤسساته وبنيته التحتية للنيل من مواقفه الوطنية والقومية التي دافعت ودعمت خيار المقاومة والتحرير
من جهته أشار دحام العلي إلى مكانة الجيش العربي السوري في نفوس المواطنين ووصولها إلى مرتبة العز والفخار لما قام به الجيش في حماية الوطن والمواطن ، وإن الجيش الذي وقف طوداً شامخاً في وجه أعداء سورية ، لا يُمكن لقوة في العالم مهما علت أن تنال من صموده وإصراره على تحقيق النصر المؤزر ليس على الأرض السورية فحسب ، بل كذلك نحو الأراضي العربية المحتلة ، من كان شعاره الشهادة أو النصر فلن يستطيع أحد في هذا الكون أن يقف في وجه انتصاره ، وإن دماء الشهداء الأبرار ستكون المنارة التي تقود الأمة إلى النصر.
وأكد العلي بأن الجيش السوري البطل سيبقى حصنها الأمين والمدافع عن تراب هذا الوطن بكل السبل ، وهو يقف عيناً ساهرة على مستقبل ومصالح الوطن ، وسيبقى العين اليقظة على حماية حدود الوطن في وجه الطامعين بخيراته ، والساعين للنيل من الدور السوري في المنطقة وعلى الساحة الدولية .
محمد العقلة أبرز تضحيات الجيش العربي السوري في حرب تشرين التحريرية من خلال تعزيز الوحدة الوطنية و تلاحمه مع أبناء الوطن في مواجهة العدو الإسرائيلي ، و أن ما تتعرض له سورية اليوم من مؤامرات تهدف إلى تحطيم آخر قلعة للصمود العربي ، منوهاً بدور الجيش العربي السوري في الدفاع عن الوطن والحفاظ على أرواح المواطنين الأبرياء وحماية الممتلكات العامة والخاصة من هجمات المجموعات الإرهابية المسلحة ، وأهمية التلاحم بين أبناء الشعب السوري والوقوف صفاً واحداً في وجه المؤامرة التي تحاول النيل من وحدتنا الوطنية .
وأكد العقلة أن سورية ستخرج من الأزمة أكثر قوة بفضل وحدة شعبها وجيشها وتلاحمهم في وجه هذه الهجمة و المضي في مسيرة الإصلاح التي ستعزز من دور سورية في مواجهة كل المخططات المشبوهة التي يحاول الأعداء فرضها على شعوب المنطقة.
بدوره أوضح زياد غازي المحمد بأنه لا يخفى على أحد الدور الوطني المميز الذي أداه الجيش العربي السوري في مواجهة الكيان الصهيوني في حرب تشرين التحريرية، العمليات النوعية التي قام بها جيشنا الباسل في قهر العدو الإسرائيلي وما يقوم به الجيش العربي السوري على الساحة السورية يومياً أكدت قدرته الفائقة على التكيف مع ظروف المعركة ، والتغلب على المجموعات الإرهابية المسلحة دون إيذاء المواطنين الأبرياء .
لذلك كانت مناشدات المواطنين في كافة المحافظات التي تصل إليها يد التخريب والقتل للجيش العربي السوري لتخليص المواطنين من غدر هؤلاء الخونة .
أما نزيه حسون فقد تناول مواقف قادة الكيان الصهيوني واعترافاتهم بقدرة رجال جيشنا العربي السوري البواسل على قهرهم و هزيمتهم ، حيث قال موشيه دايان وزير الحرب الإسرائيلي خلال حرب تشرين: «إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وإن ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون، وأظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها وأدى كل ذلك إلي تغيير عقلية القادة الإسرائيليين ، إن الحرب قد أظهرت أننا لسنا الأقوى».
و أضاف حسون: أنه في حوار لإذاعة إسرائيلية في 10/4/2009، اتهم المؤرخ العسكري الإسرائيلي أوري ميلشتاين وسائل الإعلام الإسرائيلية بتلفيق قصص انتصار إسرائيل في حرب تشرين حيث يؤكد أنه في اللحظة التي نواجه فيها مقاتلين شرسين و يقصد هنا ( المقاتلين السوريين ) ، و يتمتعون بالإصرار والعناد وعلى استعداد للتضحية بأرواحهم للإيقاع بالفيل الضخم ، فإننا لا نقدر على المواجهة ، خاصة أننا نشأنا في ظل ثقافة الصراخ والبكاء المستمر، وهي ثقافة لا تتناسب مع هذا النوع من الحروب الذي قد يشهد وفود آلاف من المقاومين الأبطال لتنفيذ عمليات ضخمة في العمق الإسرائيلي « فهذه الشهادة من العدو تثبت قدرة رجال جيشنا الباسل على استعدادهم للتضحية بأرواحهم في سبيل الوطن والدفاع عن حياضه و عن كل حبة تراب على امتداد كامل التراب السوري .
دمشق: نصر وتلاحم
وقـــــوة وعزيمــــــة
دمشق: سامي الصائغ
لقد شهدت أيام حرب تشرين أن الحياة كانت أكثر هدوءاً وسكينة وأقل مشكلات وأكثر تعاوناً وألفة بين الناس، وقد سادت مشاعر الحماس والاعتزاز وأبدى كثيرون رغبتهم في الالتحاق بالجبهة وتطوع كثيرون وبخاصة السيدات لخدمة المستشفيات وعيادة الجرحى بغية الوقوف صفاً ثانياً وراء قواتنا المسلحة ومؤازرتهم فتشكلت لجان شعبية منها الجيش الشعبي وسبيبة الثورة تجول بين الناس لمساعدتهم وتشجيعهم وإبعاد الخوف عن أطفالهم. وممن التقتهم الثورة لتحدثنا عن ذكريات حرب تشرين كانت المتطوعة:
مطيعة حسان دير عطاني والتي بدأت تجاعيد الزمن ترسم ملامحها على وجهها المفعم بالحيوية والنشاط وقالت: كنت أذهب من تلقاء نفسي أنا وصديقاتي إلى المستشفيات ونصل إلى أقرب نقطة تتمركز فيها قواتنا المسلحة ونقوم بعرض خدماتها وتضميد جراح من حققوا لنا النصر سواء كانت خدمات طبية أو تقديم الطعام وتشجيعهم بأننا صف واحد خلفكم فكانت أياما وكما قال القائد الخالد حافظ الأسد «إن الشدائد هي محك الشعوب وامتحان لأصالتها وكملما ازدادت الأزمة شدة كلما ظهر المعدن الصافي وتأكدت الأصالة الراسخة واليوم مع ذكريات النصر وتشرين القادم في كل حين سوف نثبت للعالم أجمع أننا يا سورية شعبا يريد النصر والحياة والحرية والكرامة مع جيشنا البطل وقائده الفذ وسنقضي على كل رموز الفتنة والخزي والعر وسنسحق كل المتواطئين والمتآمرين بهمة وتلاحم شعبنا العظيم والذي انتصر بتشرين بإذن الله سوف يكون منتصراً اليوم بهزيمة من أرادوا بسورية شراً ولكن سيكون حيزاً إلى الأبد.
بدوره المواطن يوسف راجي العواد قال: كنا وقتها طلابا في الثانوية العامة وقاموا بتوزيع السلاح علينا ووقفنا صفاً ثانياً رديفاً لقواتنا المسلحة على الجبهة الداخلية وكنا نشاهد طائرات العدو تتساقط وبأعداد كبيرة ونقوم بملاحقة طياري العدو وتسليمهم إلى قواتنا المسلحة ترجمة لما نسمعه في الاذاعة عندما يقول المذيع في نهاية البيان العسكري الرجاء من الأخوة المواطنين أن يكونوا عوناً لقواتهم المسلحة والقبض على الطيارين الاسرائيليين وتسليمهم إلى أقرب مخفر للشرطة، فكانت هذه الحالة تبعث فينا روح الاندفاع والنصر والعزة والفخار بوطننا الغالي فالنصر الذي تحقق في تشرين سوف يتحقق اليوم بالقضاء على كل أشكال الارهاب فالمؤامرة إلى زوال لأن أوراقها تكشفت وبهمة شعبنا وتلاحمه ومؤازرته لقواتنا المسلحة سيكون تشريناً آخر ترفرف فوقه رايات النصر والفخار والعزة لسوريتنا الحبيبة.
من جهته المواطن جميل أبو ياسر قال: إن النصر الذي تحقق بتشرين سوف يتحقق بتشرين آخر اليوم بتلاحم وقوة وعزيمة بواسل جيشنا البطل فمن استطاع أن يثبت للعالم قوته وعزيمته سيثبت اليوم لكل قوى التآمر والطغيان إن جيشا قائده بشار الأسد سيقود وطنه الى طريق العزة والفخار والشعب السوري أقوى من كل المؤامرات وعصي على الشدائد، وما قاله القائد الخالد بحرب تشرين ينطبق على يومنا هذا «إننا نعشق الحرية ونريدها لنا ولغيرنا وندافع اليوم كي ينعم شعبنا بحريته» فمن يراهن على المثلث التركي السعودي القطري على إسقاط سورية سيكون خاسراً لا محال وكما انتصرنا في تشرين نصرنا قادم اليوم بعونه تعالى
السويداء: عزيمة الرجال ترسم لوحة الكرامة
السويداء – رفيق الكفيري
عندما نستنهض ذاكرة التاريخ ونقلب في صفحاته تروي لنا ملاحم البطولة والفداء التي سطرها جيشنا العربي السوري الباسل في حرب تشرين التحريرية عام 1973 والتي قادها قائد التشرينين تشرين التصحيح وتشرين التحرير القائد الخالد حافظ الأسد، الذين عاشوا وعاصروا حرب تشرين التحريرية، مازالوا يحملون الذكريات الجميلة والصور الرائعة من اللحمة الوطنية التي تميز بها شعبنا الأبي في سورية ووقوفه خلف قواتنا المسلحة الباسلة وهي تحقق الانتصارات على قوات العدو الصهيوني في الجولان وجبل الشيخ وغيرها من أراضينا المحتلة:
يقول د. فايز عز الدين رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء الذي كان وقتها رئيساً للجنة التبرع بالدم في السويداء من خلال مسؤوليته كعضو في قيادة فرع السويداء لاتحاد شبيبة الثورة: إن ذكرى حرب تشرين لها علامتها البارزة في التاريخ السوري الحديث حيث كان السوريون والعرب الشرفاء ينظرون إلى أهمية الحرب ضد إسرائيل لتكون رداً على النكسة التي حصلت للدول العربية المحيطة بإسرائيل في عام 1967 هذه النكسة التي صدمت الفكر والوجدان العربيين وكادت تخلق في العقل العربي حالة من اليأس ولكن مشروع المقاومة في مكنون الشعب العربي دفع الجانبين في سورية ومصر للتفكير بقرار هجوم عربي تسترد فيه الأمة العربية الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد الخامس من حزيران كما نستعيد الروح المعنوية العالية التي كانت ما قبل عدوان حزيران وحين بدأت الحرب عام 1973 كان الشعب في سورية قد تحضر تماماً وتمت تعبئة قواه الوطنية منذ أن قامت الحركة التصحيحية في السادس عشر من تشرين الثاني عام 197٠ فخاضت الجماهير الحرب خلف القوات المسلحة بكامل أطرها الشعبية التي تشكلت فالأحزاب السياسية وعلى رأسها حزب البعث العربي الاشتراكي والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية والأطر الاجتماعية والدينية كانت جبهة واحدة تمثل قوة الشعب المتحالف والمتكاتف وراء جيشه البطل الذي يهاجم كيان العدو والروح الوطنية في سورية ومصر أفرزت أعلى نسبة من القيم الوطنية العليا قيمة التحالف والوحدة الوطنية وقيمة الالتزام بدولة القانون.
وأضاف عز الدين في تلك الفترة كنا ندعو الشباب للتبرع بالدم في المستشفيات ولا نستطيع أن نضبط اندفاعهم ولا يستطيع المشفى أيضاً أن يوفر الظروف المناسبة لسحب الدم لكثرة عدد المتبرعين لذلك كنا نقول لهم دعوا هذا الدم في شرايينكم باعتبار أننا مستعدون لبذله في أي لحظة وهنا نسجل لشباب الوطن القيم الوطنية العليا حيث كان كل من يتبرع بالدم جاهزاً ليلتحق بمهمة أخرى ولاسيما كل ما يحتاجه الجيش من دعم لوجستي يصل إلى الجبهة ثم كان الشباب في داخل المدن عيناً ساهرة على كل شيء وجنوداً لا يمكن أن يتهاونوا في كل ما يشعر أنه لا يدعم هذه الحرب التحريرية وكنا نشعر في كل مؤسسات المحافظة ولاسيما عندما نشيع الشهداء أو حين نشعر بالغارات الإسرائيلية أن الجميع جاهزون لتطبيق مقولة القائد الخالد حافظ الأسد (الشهادة أو النصر والشهادة أولاً لأنها طريق النصر) وختم عز الدين قائلاً: في مقارنة تاريخية لحدث تشرين وما يحدث اليوم على أرض سورية من هذا التحالف الدولي الصهيوني عليها من أجل تدمير الوطن والدولة تتوضح لنا صورة الحالة التي كنا عليها في حرب تشرين وما أحوجنا إليها الآن.
المهندس سليمان الخطيب قال: إن حرب تشرين التحريرية التي نستعيد ذكرياتها في عامها الـ 39 صنعتها عزيمة الرجال الذين رسموا بدمائهم الزكية لوحة المجد والكرامة لتزين صدر الوطن ووسام شرف تتناقله الأجيال القادمة وأضاف: لقد كنت في تلك الفترة طالباً في إحدى مدارس هذا الوطن الحبيب وانطلاقاً من حرص جميع أبناء الوطن على المشاركة في حمايته والدفاع عنه تم تعبئتنا ضمن لجان شعبية في قرية عرى وأوكلت إلينا مهام القيام بمناوبات وجولات حراسة ليلية داخل القرية وذلك للمساهمة في حماية أمن الوطن والذود عنه والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وكم كنا نسعد ونفرح عندما نسمع بانتصارات جيشنا العربي السوري الباسل على قوات العدو الصهيوني وخاصة تساقط طائراته بفعل دفاعاتنا الجوية ونسورنا البواسل ولفت الخطيب إلى أن أسواق المحافظة أيام الحرب أغرقت بكل أنواع البضائع والسلع وبشكل غير مألوف وبما يفوق حاجة الاستهلاك وبأسعار عادية والأفران لم تتوقف للحظة عن العمل والفلاح في أرضه والعامل في معمله والناس جميعاً توحدت همومهم في هم استعادة كرامة الوطن وأضاف: إن ما يجري حالياً من مؤامرة كونية على هذا الوطن الغالي تخطط لها أميركا وإسرائيل والغرب وأدواتها تركيا وعربان الخليج من آل سعود وآل ثاني والمرتزقة والمتآمرون على الوطن في الداخل يتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً لدحر هذه المؤامرة كما يتطلب تكاتف جميع فئات الشعب وتعبئة طاقاته وتوحيد جهوده بما يتميز به من لحمة وطنية رائعة ونسيج اجتماعي متعدد ومتآلف لصد هذا العدوان حتى يعود الوطن سليماً معافى وينعم أبناؤه بالأمن والأمان.
السيد طرودي دواره وصف تلك اللحظات العظيمة عندما تحلق ومجموعة من رفاقه حول المذياع ليستمعوا إلى البيان الأول الصادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة (من إذاعة دمشق) يعلن نبأ تصدي القوات العربية السورية المسلحة الباسلة بكل صنوف أسلحتها في البر والبحر والجو للعدو الصهيوني وينقل بنفس الوقت الكلمة التاريخية للقائد الخالد حافظ الأسد حيث قال فيها: (لسنا هواة قتل وتدمير، وإنما ندفع عن أنفسنا القتل والتدمير، لسنا معتدين ولم نكن قط معتدين ولكننا لا نزال ندفع عن أنفسنا العدوان، نحن لا نريد الموت لأحد وإنما ندفع الموت عن شعبنا، إننا نعشق الحرية ونريدها لنا ولغيرنا وندافع اليوم لكي ينعم شعبنا بالحرية، نحن دعاة سلام ونعمل من أجل السلام لشعبنا ولكل شعوب العالم، وندافع اليوم من أجل أن نعيش بسلام).
وقال: كم كنت سعيداً وأنا أرى في عيون الأطفال بريق الأمل وهم يصعدون على أسطح المنازل والشرفات مع الأهل لمشاهدة الطائرات الصهيونية وهي تتهاوى بفعل ضربات قواتنا المسلحة الباسلة وجموع جماهير الشعب بكل فئاته تنطلق إلى المشافي لإسعاف المصابين ونقل الجرحى والتبرع بالدم وهم يهزجون للوطن ولقائد الوطن وفي أيام الحرب كنا نحمي المقرات والمؤسسات الحكومية والمواد التموينية كانت متوافرة بكثرة والكل يعمل بيد واحدة وقلب واحد لدعم قواتنا المسلحة الباسلة وأضاف دواره: ما أشبه اليوم بالبارحة عندما نرى جماهير شعبنا الأبي في سورية وهم يتابعون أخبار انتصارات جيشنا الباسل وهو يوجه الضربات للمجموعات الإرهابية المسلحة ويطهرون أرض الوطن من رجسهم وأفعالهم الخسيسة، إنهم نفس تلك الوجوه فالعدو واحد وإن اختلف الزمان والمكان وكما انتصرنا في تشرين سننتصر اليوم على أعداء الوطن بوحدتنا الوطنية والتفاف جماهير شعبنا حول قائدها وبهمة وعزيمة جيشنا الباسل.
ريف دمشق: ذكرى لا تنسى
ريف دمشق: وليد محيثاوي
استطاع أبناء سورية على امتداد مساحات الوطن بوحدتهم وتكاتفهم وعقيدتهم الوطنية وأن يحطموا اسطورته التي حولها جنودنا البواسل الى وهم، كيف لا ومن شهد حرب تشرين التحريرية لا تغيب عن ذاكرته مشاهد تهاوي طائرات العدو، حيث كان الأطفال والكبار يركضون لرؤيتها وهي محطمة، ويصفقون وهم يشاهدون طياري العدو وقد وقعوا في الأسر.
ابناء محافظة ريف دمشق في غوطتها يؤكدون أن معنويات السوريين ارتفعت في حرب تشرين وأصبحت أكثر اصراراً على دحر المحتل الاسرائيلي، من كل شبر من تراب هذا الوطن.
-السيد رياض ابو شاش من ابناء الغوطة الشرقية: كنا مع افراد العائلة ننصت للمذياع الذي كان له قيمة كبيرة عند والدي الذي يستيقظ منذ الصباح الباكر ليتابع ما يصدره جيشنا البطل من بيانات وانتصارات على العدو الغاشم، ولا استطيع ان أنسى مشاهد الفرح والزغاديد حين كنا نقف على اسطح المنازل لمشاهدة طائرات العدو وهي تتساقط محترقة.
وأشار أبو شاش الى أن سورية اليوم تعيش مؤامرة كبرى حيث تكالبت قوى الشر عليها للنيل من وحدتها وسيادة قرارها، وها هم رجال جيشنا الباسل يسطرون ملاحم البطولة في دحر المجموعات المسلحة والمرتزقة التي ارادت ان تعيث في بلادنا خراباً فعاش جيشنا الباسل.
1-السيد أبو عصام السمن قال: كانت حرب تشرين التحريرية، حرب تقرير مصير، واستعادة كرامة السوري بعد حرب الاستنزاف والنكسة، فكانت ارادة جيشنا البطل أن تعيد ليس للسوري فقط بل لكل عربي كرامته وعزته، فعشنا انتصارات تلك الملحمة البطولية، وكانت اغنية «سورية يا حبيبتي اعدت لي كرامتي اعدت لي هويتي»
الأغنية التي تلهج بها حناجر السوريين،واليوم ومع اشتداد المؤامرة وبروز أنياب من ارادوا تمزيق هذا الوطن يستعيد جيشنا الباسل ملاحم انتصاراته في قتل المجموعات المسلحة التي يمولها عربان النفط والخليج، فها هم ابناء الوطن الشرفاء يتكاتفون مع الجيش لحماية الوطن.
من جهته السيد محمود السيد عمر بيّن ان حرب تشرين التحريرية من أكبر الانجازات والانتصارات في التاريخ العربي الحديث فقد اظهرت قدرة وشجاعة جيشنا البطل في الدفاع عن ارضه وتسجيل الانتصارات وها هو جيشنا الباسل يواجه اليوم عصابات الاجرام والقتل والمرتزقة وكان لهم بالمرصاد لحماية استقلال البلاد وسيادتها.
طرطوس: يوم للفخار يولد فينا
من جديد وما أشبه اليوم بالأمس!
طرطوس-غانم محمد:
عندما نتحدث كسوريين عن حبّنا الكبير لبلدنا يعتقد الآخرون أننا ننكر عليهم حبّهم لبلدانهم وهذا غير صحيح ولكن نركّز على الأسباب التي فجّرت فينا كل هذا الحبّ لبلدنا وليفعلوا هم ما يشاؤون فنحن لا نعترف بالصبح إلا إذا توضّأ بياسمين الشام وألقى التحية على حلب وغرف من قمح الجزيرة لونه ومن شمم حوران اسمه وسكب مشاعره في بحر اللاذقية.
على هذه البديهيات، وعلى وقع انقشاع الأزمة التي عكّرت صفونا ُنحيي بكل فخار وعزّة ذكرى حرب تشرين التحريرية حين انطلق بواسل جيشنا العربي السوري بحراً وبراً وفي السماء يضعون حدّاً لغطرسة من اعتقد أن قوته لا تُقهر متناسياً أن الله عزّ وجلّ في علاه يعطي القوة لمن يخلص له الإيمان ويجعله قصده وغايته.
كنّا أثناء حرب تشرين والكلام هنا للعم «أبو حيدر – 92 سنة» ننظر إلى السماء بكل فخر وعزّة نفس ونحن نشاهد الطائرات الإسرائيلية تتهاوى كالذباب، سقطت فوق بحر طرطوس عدة طائرات حتى أن ابني احتفظ ولسنوات طويلة بقطعة من حطام طائرة إسرائيلية لكن ما ميّز تلك الأيام أن الضيعة كلها كانت تدور على أهالي المقاتلين في الحرب لتسأل إن كانوا بحاجة أي شيء لتقديم المساعدة لهم.
من جهته السيد « أبو محمود» الذي شارك بحرب تشرين التحريرية باختصاص مدفعية فقال: كانت وستبقى أيام حرب تشرين التحريرية مفخرة لكل العرب لقد انتصر فيها شعبنا وجيشنا بالإرادة والتصميم على إنهاء أسطورة الجيش الذي كان يدّعي أنه لا يقهر، تركتُ في الحرب خلفي زوجتي وأمي الضريرة ولكن لم ينقصهما أي شيء فقد كان الشعب السوري كله أسرة واحدة وهذا هو سر النصر في تشرين، والآن يعيد الشعب السوري الحكاية نفسها والمشهد بأجمل منه وهو يتكاتف ويتعاضد بوجه هذه الهجمة الإرهابية على بلدنا وسننتصر بإذن الله كما انتصرنا في حرب تشرين.
السيد أبو حسان الذي كان يؤدي خدمة العلم أثناء حرب تشرين يتذكّر تلك الأيام بالكثير من الفخر والاعتزاز ويؤكد أن ما ساعد الشعب السوري وجيشه الباسل على النصر في تشرين هو التلاحم الوثيق بينهما حيث كان الناس يفسحون المجال للعسكريين في الأفران وفي الباصات وفي كل مكان تقديراً منهم لدور الجيش العربي السوري في حماية سورية والدفاع عنها واليوم يعبّر الشعب السوري عن وعيه الكبير وعن تلاحمه مع الجيش الباسل والنصر سيكون قريباً من عند الله سبحانه وتعالى.
هذه هي سورية بالأمس واليوم وغداً، ستبقى أسرة واحدة مهما حاول الأعداء تفتيت شملها لأنهم لن يقدروا على تغيير ما زرعه الله في هذا الشعب الطيّب الذي يتحد مع جيشه وقائده لحماية سورية والدفاع عن أمنها وأمانها وسيادتها فطوبى لكل الشهداء الذين كتبوا مجد سورية بدمائهم وتضحياتهم والله يحمي جيشنا الباسل في هذه الحرب الكونية الجديدة وللمتآمرين نقول: هيهات منّا الهزيمة.
درعا: استحضار المعاني والدلالات
درعا- زيد المقداد
حرب تشرين التحريرية نستعيد من خلالها أيام العزة والفخار، ونستذكر فيها بطولات جيشنا الباسل الذي أعاد النصر الحقيقي لروح الأمة في وقت عز فيه الانتصار وسعى المتخادلون لزرع ثقافة الخنوع والاستسلام في النفوس التي أبت إلا أن تضحي في سبيل رفعة وسمو هذا الوطن، فحرب تشرين برهنت بالدليل القاطع على قوة الشعب في لحظة استحقاق وطن وقومي وأكدت في نفس الوقت على عظمة هذه الأمة وقدراتنا الخلاقة في الصمود والعطاء والتضحية، لأنها كانت البداية لانطلاق عمل عربي موحد يضع الأمة في مكانها الصحيح ويدخلها بوابة العصر والحضور القومي والعالمي، وبفضل تلك الحرب اهتزت ثقة اسرائيل بقوتنا العسكرية وأخذ العالم يعرف بفضلها القوة العربية، فما كان أن وجد الحق العربي لنفسه مكاناً في العديد من القرارات الدولية.
وفي هذه الحرب تجلت حكمة القائد الخالد حافظ الأسد في القدرة الموضوعية التي أدار بها الحرب وأسفرت عن نتائج بالغة الأهمية في بناء الثقة إذ قال: لم تحرر الأرض ولكننا حررنا ما هو الأساس وما لابد من تحريره أولاً، حررنا إرادتنا من كل قيد، حررنا إرادتنا من أجل حياة شريفة وكريمة، حررنا نفوسنا من الخوف والتردد ومن عقدة الذنب والقصور طالما أنها في السابق ومنذ قيام اسرائيل لم نحارب كما يجب أن نحارب. وبحكمته المتألقة ونظرته الثاقبة خاطب رجال القوات المسلحة الباسلة بأكثر الكلمات تعبيراً وأقربها الى القلوب لشحن طاقاتهم في ساحات المعركة قائلاً: إنكم أبناء أمة عرفت على مدى التاريخ بمواقف الرجولة والفداء، وأبناء أمة حملت رسالة النور والإيمان إلى أصقاع الأرض.. إن ضمير أمتنا ينادينا وأرواح شهدائنا تستحثنا أن نتمثل معاني اليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت).
الحسم المشرّف
التقت الثورة العديد من رجال قواتنا المسلحة الذين خاضوا حرب تشرين نذكر منهم عبد الرؤوف المقداد-فادي الصالح- غازي موسى القسام- ومحسن عبد القادر حيث قالوا: لم تكن الحرب بالحسبان ولكن من خلال تدريبنا المستمر والمتواصل في الليل والنهار وشعورنا بأن شيئاً ما سيحصل وبدأنا نتناقل فيما بيننا أحاديث الحرب في حال وقوعها وماذا سنفعل ولم تمض أيام قليلة حتى بدأت الحرب وقاتلنا بكل شجاعة وبسالة وأثبتنا قدرة قتالية كبيرة في ساحات الميدان إيماناً منا بعودة الحق وتحرير الأرض حيث فاجأنا العدو على جبهتين كبيرتين أحس العدو خلالها أن زلزالاً ما قد أصابه لأننا حاصرناه في القطاع الأوسط والشمالي الغربي لمدة 90 يوماً بعد خروج الجيش المصري من جبهات القتال حينئذ أصبحنا وحدنا نقاتل على كافة الجهات الأمر الذي زاد منا إصرارنا على دحر العدو وتكبيده أكبر الخسائر لأن معنوياتنا كانت عالية ومرتفعة جداً بسبب إيماننا بعدالة الحرب التي نخوضها لتحرير الأرض والإنسان.
وأضافوا قائلين: لقد كنا من أوائل المقاتلين في صفوف الجيش العربي الباسل الذي دخل مدينة القنيطرة ورأينا بأم أعيننا ما تركه الجبناء الصهاينة من جثث لمرتزقتهم متفسخة ومحروقة سحقت تحت أقدام أبطالنا البواسل في هذه الأثناء قمنا بدفنهم بمقابر جماعية إيماناً منا بقدسية الإنسان واحترام القيم والمبادىء الإنسانية التي نصت عليها الشرائع السماوية واتفاقيات جنيف المتعلقة بالحروب.
أسطورة الوهم
وأضافو أن حرب تشرين التحريرية عززت في نفوسنا اللحمة الوطنية والمحبة والتآخي وبدأنا نتسابق على نيل الشهادة فداءً لأرضنا وكرامتنا وبالمقابل أثبتنا قدرة كبيرة على فهم واستخدام السلاح الذي لعب دوراً كبيراً في حسم المعركة ففي الأيام الأولى من الحرب استطعنا إسقاط (96) طائرة حربية للعدو وكسر اسطورة التفوق الجوي المزعوم وجيش اسرائيل الذي لا يقهر الأمر الذي عزز الثقة في نفوسنا وأدخل العدو في حالة جنون وإرباك لم يشهدها من قبل، وأصاب الذعر الحكومة الإسرائيلية وانهارت أعصاب القيادة العسكرية وراجعت مقولة طالما عملت اسرائيل على تسويقها في الرأي العام العالمي، إن كيان اسرائيل ووجودها في خطر وذلك بهدف طمس دوافع وجوهر وهدف الصراع والحرب وكأنه لايوجد احتلال اسرائيلي غاصب استباح الأرض والعرض والمقدسات.
نتائج مشرفة
ولقد برهنت حرب تشرين التحريرية على تضحية المقاتل السوري وشجاعته وحسه الوطني والقرمي ضد أي خطر يواجهه، وتفانيه في تأدية الواجب واستبساله في ساحات القتال وقدرته على تحقيق النصر في ميادين السلاح والفداء، وأعادت حالة التوازن في شحصية المواطن العربي فمن انكسار ويأس وهزيمة الى التفاؤل والأمل والثقة بالنفس وكما برهنت على استعادة زمام المبادرة والذات الوطنية المكللة بإمكانية النصر والتحرير.
كما وكان النصر حليفنا لإيماننا بعدالة قضيتنا حيث تمكن الجيش العربي السوري من تحرير مدينة القنيطرة ورفع العلم السوري فوق هضابها وسهولها بعد أن لفظت المحتلين الصهاينة، ولا يمكن أن ننسى أن حرب تشرين كانت وما زالت محطة هامة في التاريخ العربي لها أبعادها الوطنية والقومية لأنها حرب العزة والكرامة والتحرير.
من نصر الى آخر
منذ أكثر من عام ونصف يواجه جيشنا الباسل حرباً كونية لا بل قد تكون أشبه بحرب عالمية ثالثة مصغرة تدور رحاها في السورية ضد قوى الغدر والإجرام المتمثلة بالولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل بالإضافة الى دول الغرب بدعم كامل من بعض إمارات الخليج ومشيخاته التي تحولت إلى دول متصهينة تكفيرية هدفها إضعاف سورية شعبا وقيادة وجيشاً، حيث جندت أموالها وفضائياتها ومشايخها ودور عبادتها للنيل من قدرات الجيش العربي السوري الذي وقف وما زال في وجه العدو الصهيوني وكل القوى الغاشمة في العالم التي تحاول جاهدة السيطرة على مقدراتنا وتراثنا وهويتنا الوطنية التي نفخر بها وتعتز، بالإضافة الى المحاولات المحمومة لضرب قلب العروبة النابض وتخليها عن محور المقاومة لفرض إرادة الاستسلام والخنوع ولكن بصمود جيشنا الباسل الذي حطم اسطورة الصهاينة في تشرين يعاود اليوم من جديد لسحق المرتزقة والمأجورين الذين جندتهم مشيخات النفط من أجل التخلي عن فلسطين ودب الفوضى والدمار في ربوع وطننا الجميل ونشر فكرهم التكفيري الدموي الذي لا يمت إلى الإسلام بصلة.
المواطن علي الحسن قال: استطاعت القوات السورية الوصول إلى مشارف بحيرة طبرية، وقامت بتدمير جميع التحصينات الكبيرة التي أقامتها الجيش الإسرائيلي على مدى سنوات عديدة مؤكداً أن هذه الحرب أعادت للإنسان العربي عزته وكرامته.
ويستذكر الحاج محمد خير أيام الحرب المجيدة قائلاً: كانت المعارك على جهة الجولان ومنذ الأيام الأولى للحرب حققنا انتصاراً كاسحاً من خلال اختراق معظم تحصينات العدو الاسرائيلي وتحطيم دفاعاته، وأثبتت قوة الجيش العربي السوري وقدرته في التأثير على مسار الأحداث وتحويل الهزيمة إلى نصر من خلال تماسك جميع أطياف المجتمع السوري، مشيراً إلى سقوط أكثر من /100/ طائرة اسرائيلية معادية منذ اليوم الأول للحرب، وهذا أدى إلى حالة إحباط شديدة لدى الاسرائيليين وأنهم غير قادرين على حماية أنفسهم.
-أبو محمد أوضح بدوره أن حرب تشرين التحريرية المجيدة بددت الخوف واليأس والهزيمة في نفوسنا، وحولته الى قوة وعزيمة ونصر من خلال بطولات وملاحم الرجال الذين قدموا أرواحهم ودماءهم دفاعاً عن كرامة المواطن العربي وحريته، وستبقى هذه الذكرى ماثلة وحية في قلوب وذاكرة جماهير الأمة العربية .
أهم ما حققته حرب تشرين التحريرية التضامن العربي في مثل هذه الظروف والتي تمثلت بالمشاركة على كافة المستويات من الدول العربية، بالإضافة إلى تماسك الجبهة الداخلية في سورية وهذا كان عاملاً هاماً في تحقيق النصر من خلال وحدة الجيش والشعب في أفضل مظاهرها وصورها.؟
المصدر: جريدة الثورة