الصحافة الإسرائيلية تعترف:جراح حرب تشرين«الغفران» لن تندمل رغم مرور تسعة وثلاثين عاماً عليها…معاريف: أسرار تثير القشعريرة..أحرونوت: السقوط في الهاوية…

ثورة أون لاين: « كل واحد منا لديه يوم الغفران خاصته، وكل من حارب هنا في حرب يوم الغفران 1973 يحمل ندبة وجرحاً خاصاً به، لأن كل المقاتلين الذين وجدوا أنفسهم داخل أتون الحرب أصيبوا بندبة وجراح لن تندمل أبداً».

بهذه الجملة استهل العميد كهلاني الذي شغل قائد كتيبة دبابات في حرب تشرين عام 1973خلال مقابلة تلفزيونية معه بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين للحرب يصف خلالها ما شاهده وعاناه وما مر به من أهوال على الجبهة السورية، ويضيف كهلاني: ولأننا الكتيبة الوحيدة التي تم استدعاؤها تلقينا تعليمات بالاستعداد للهجوم في أي اتجاه محتمل، وقبل يوم من اندلاع الحرب اتجه اللواء 7 كله إلى هضبة الجولان معززاً بكتيبة دبابات لكننا لم نرَ من مواقعنا العدو وشعرنا بأننا أقوياء وجاهزون للحرب، إلا أن الحرب اندلعت يوم الغفران بينما كان الجميع في البيت مما صعب تعبئة الاحتياط بسرعة، كما أن عشرات الطائرات السورية ألقت القذائف على كل صوب وحدب. وجدت نفسي مطروحاً على الأرض ورأسي مدفون في الرمال لحماية نفسي، متسائلاً: كيف تقوم طائراتنا بقصفنا، فلم يخطر ببالي قط أن السوريين سيجتازون الحدود دون أن تسقطهم دفاعاتنا، عندئذ اعتقدت أنني أعاني من صدمة ما بعد حرب 1967، ورغم أننا حاولنا الصمود إلا أن الإسرائيليين دفعوا الثمن بجراح عميقة لن تندمل أبداً».‏

الحرب الأكثر خطورة على الوجود الإسرائيلي‏

تعتبر حرب تشرين من أخطر الحروب التي خاضتها إسرائيل، سواء من حيث وقائعها أو إسقاطاتها، ذلك بأنها حطمت أسطورة «الجيش الذي لا يُقهر»، وجعلت المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل تواجهان واقع استحالة الركون إلى القوة العسكرية طوال الوقت، ولو أنهما لم تستخلصا العبر المطلوبة من هذا الواقع حتى الآن.‏

فمنذ أن وضعت تلك الحرب أوزارها لم يتوقف الإسرائيليون ساسة وعسكريين وكتاباً ومراكز بحث عن الحديث عن تلك الحرب ونتائجها وأبعادها وتأثيراتها السياسية والاجتماعية والنفسية على الكيان الإسرائيلي فنشرت الكثير من الدراسات والأبحاث والعديد من الكتب التي تضمنت جميعا نتائج وعبر الحرب المذكورة ورويدا رويدا بدأت تتكشف الكثير من أسرار تلك الحرب وخاصة المتعلقة بالأيام الأولى « فتوثيق الحرب وما سبقها، كما نشر منذئذ، أصلح بقدر ما التوازن المخلول. فقد كان لرجال الجيش والاستخبارات دور في عدم الاكتراث، الغرور والإهمال. وكان بينهم من كان يفضل لو أنه استقال بمبادرته؛ ولكن لا ينبغي أن يُنزع منهم أيضا دورهم في بناء الجيش وتأهيله للنجاة بتصميم وبتفانٍ من الضائقة التي علق فيها. بسبب تقرير أغرنات ثبت الانطباع وكأن القصور الأساس لحرب 1973 كان استخباريا. البحوث، وألان أيضا محاضر الشهادات أمام لجنة أغرنات، تثبت بأن أكبر الاخفاقات كان سياسيا وعسكريا واستخباريا». بحسب هآرتس‏

تحول استراتيجي‏

حرب تشرين هي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسورية بدعم عربي عسكري وسياسي واقتصادي على إسرائيل عام 1973م. بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان. تعرف الحرب باسم حرب تشرين التحريرية في سورية فيما تعرف في إسرائيل باسم حرب يوم الغفران حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الإستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، كانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى بعد شن الحرب، حيث توغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان.‏

والأهم من ذلك كله أن حرب تشرين لم تهز الثقة بالمجتمع وبالمشروع الصهيوني عامة وإنما إن حرب يوم الغفران (السادس من تشرين 1973) كوت الوعي الإسرائيلي، وأنه بعد 39 سنة من الحرب تأبى الصعوبات الجمة التي رافقت هذه الحرب الضروس أن تحتضر، مشيرة إلى أن المفاجأة الناجمة عن اندلاع الحرب والثمن الباهظ الذي حصدته – أكثر من 2600 قتيل، وآلاف الجرحى، ومئات الأسرى والشعور بالفشل الذريع – كوت الوعي الإسرائيلي وتركت أثراً بالغاً في المجتمع الإسرائيلي.و أن الكثير من الشخصيات البارزة في القيادة السياسية والجيش قد رحلت عن عالمنا هذا، لكن الخلافات لم تفارق صفحات التاريخ، مشيراً إلى أن نتائج الحرب مازالت كاوية وحارقة مثلما كانت في 6 أكتوبر 1973 و2 أبريل 1974 وهو تاريخ نشر نتائج تقرير لجنة أغرانات التي حققت في الحرب». على حد قول المحلل العسكري لهآرتس‏

أسرار تكشف لأول مرة‏

بالرغم مما صدر في إسرائيل من دراسات وكتب ومحاضر تضمنتها تقارير لجنة أغرانات التي حققت في أخطاء وإخفاقات تلك الحرب من وجهة النظر الإسرائيلية والتي كشفت الكثير من الإخفاقات الإسرائيلية على المستويات السياسية والعسكرية والاستخبارية وما إلى ذلك من إخفاقات بات يعرفها الجميع وكذلك أهم الكتب التي كشفت الكثير من جوانب الحرب مثل كتاب «زلزال اوكتوبر»لمراسل هآرتس العسكري زئيف شيف في حينه، وكتاب «حرب القيامه «لرئيس الكيان السابق والخبير العسكري حاييم هرتسوغ، والكتاب المشهور « المحدال، أي التقصير» لمجموعة من المراسلين العسكريين والذي عرى قادة الكيان السياسيين وكشف المزيد من غرورهم وكذلك تسبب في سقوط العديد من القادة العسكريين الميدانيين وفي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.إضافة إلى مانشر من مئات الأبحاث والدراسات حول جوانب عديدة من فشل وقصور العقلية الإسرائيلية في تلك الحرب.‏

علاوة على ذلك كله فقد أخذت المزيد من أسرار الحرب تظهر الى العيان، فعلى سبيل المثال، أجازت الرقابة العسكرية في الكيان الإسرائيلي في بداية شهر تشرين الأول 2010 نشر ثمانية محاضر من أرشيف الدولة تتضمن توثيقًا لجلسات المداولات التي عقدتها رئيسة الحكومة الإسرائيلية الأسبق غولدا مئير خلال الأيام الأربعة الأولى من حرب تشرين « حرب الغفران» هذه المحاضر، تتيح إطلالة على الجهوزية العسكرية والدبلوماسية للحكومة الإسرائيلية عشية قيام الجيشين المصري والسوري بشن هجماتهما.‏

وبموجب هذه المحاضر فإن وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه دايان اقترح القيام باستدعاء أشخاص إلى جيش الاحتياط على الرغم من اجتيازهم السن القانونية المحددة لهذه الخدمة العسكرية، ودعا إلى تجنيد شبان يهود من خارج إسرائيل، في حين اقترح الوزير يغئال ألون أن يخضع الفتية الإسرائيليون في أعمار 17- 18 عامًا إلى تدريبات عسكرية بحسب احتياجات الجيش، بحيث لا يكونون لدى بلوغهم سن التجنيد بحاجة إلى تدريب جدّي. وبما أن ذلك هو أمر سريّ وخطر، فإنه طلب إبقاء هذا الأمر طي الكتمان الشديد، ذلك «بأنه يجب أن نأخذ في الحسبان أن هذا تدريب مبكر لفتية لم يبلغوا السن القانونية.‏

كما أن دايان اقترح القيام بشن هجمات شرسة على مواقع في عمق الأراضي السورية وخصوصًا في قلب العاصمة دمشق وحولها بصورة غير مسبوقة، حتى لو كلّف الأمر التعرّض لحياة السكان المدنيين وتعريض مدينة تل أبيب إلى هجمات مضادة، وذلك بهدف إخراج سورية من الحرب. وقد أكد رئيس هيئة الأركان العامة دافيد إلعازار أن وضع إسرائيل في الحرب سيكون أفضل إذا ما أصبح وضع السوريين صعبًا، وأن مهاجمة دمشق ستكون حيوية لكسر شوكة سورية، أمّا غولدا مئير فإنها أبدت اهتمامًا كبيرًا باقتراح دايان بشكل يوحي بأنها كانت ميّالة إلى قبوله. من ناحية أخرى فإن هذه المحاضر تظهر كيف أن القيادة الإسرائيلية في ذلك الوقت علقت آمالاً كبيرة على قرب حلول فصل الشتاء، لاعتقادها بأنه سيساعدها قليلاً على مواجهة العمليات القتالية ولا سيما في الجبهة السورية.‏

سقوط النظرة المستخفة بالآخر‏

في المقابل فإن هذه المحاضر تكشف عن أن القيادة الإسرائيلية كانت مستخفة إلى درجة كبيرة بالقدرة العسكرية الموجودة لدى الجيوش العربية، وتُبيّن أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في ذلك الوقت إيلي زاعيـرا ظل حتى صبيحة يوم الغفران (أي قبل اندلاع الحرب ببضع ساعات) يتبنى تقديرًا فحواه أن الرئيس المصري السابق أنور السادات لن يتجرأ على شنّ حرب على إسرائيل، إلا أن رئيسة الحكومة قررت استدعاء مئتي ألف جندي من تشكيلات الاحتياط تحسبًا لاندلاع الحرب. وفي وقت لاحق قامت مئير مع قيادة المؤسسة الأمنية ببذل جهود هائلة للحصول على مساعدات عسكرية كبيرة من الولايات المتحدة تشمل أربعين طائرة مقاتلة من طراز فانتوم وأربعمئة دبابة. كما أن مئير درست إمكان عقد لقاء سري في غضون أربع وعشرين ساعة مع الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون من دون تبليغ الحكومة الإسرائيلية، وذلك بهدف إقناعه بتقديم مساعدات كبيرة إلى إسرائيل خلال الحرب، بحجة أنها «تخوضها ضد السوفييت وهم « أعداؤه الألداء».‏

وبطبيعة الحال فإن التفصيلات التي تتضمنها هذه المحاضر مهمة للغاية، غير أن ما لا يقل أهمية عنها هو أنها تشف عن الأفكار التنميطية التي كانت معششة في رؤوس القادة الإسرائيليين في ذلك الوقت وانعكست ببريق أخّاذ في معظم أقوالهم وتقويماتهم. ويبقى في طليعة ذلك الفكرة المخاتلة التي تقول «إن اليهود منتصرون دائمًا» وإن «العرب لن يغيّروا عقليتهم المهزومة»، وقد انعكست على نحو سافر في «اعتراف» دايان الذي جاء فيه بالحرف ما يلي: «لم أقدر كفاية قوة العدو، ووزنه القتالي، وقد بالغت في تقدير قواتنا وقدرتها على الصمود. العرب يقاتلون بشكل أفضل بكثير من السابق». وسرعان ما رسم دايان «سيناريو يوم القيامة» بقوله: إن «العرب لن يوقفوا الحرب، إذا أوقفوها ووافقوا على وقف إطلاق نار، فإنهم قد يفتحون النار مجددًا، الحرب هي إذاً على أرض إسرائيل. لقد وصلوا معنا إلى حرب على أرض إسرائيل. إذا انسحبنا من هضبة الجولان، فإن هذا لن يحلّ شيئًا». وردّت مئير «هذه هي الجولة الثانية منذ 1948»، وأضافت: «لا يوجد أي سبب يمنعهم من الاستمرار، وليس الآن فقط. لقد تذوقوا طعم الدم»، فأكد دايان «يريدون احتلال إسرائيل، والقضاء على اليهود»!‏

ووفقًا للمحاضر فإن دايان اعترف بأنه ارتكب أخطاء كثيرة في تقديراته، ويعتبر كل خطأ منها حرجًا للغاية، مثل قوله «كان لديّ شعور بأننا سنقضي عليهم في أثناء العبور. كان لدينا تقدير يستند إلى الحرب السابقة، ولم يكن هذا التقدير صحيحا. كان لدينا ولدى الآخرين تقدير غير سليم بشأن ما سيحدث في أثناء محاولة العبور». كما أنه اقترح عدم إخلاء المصابين من صفوف الجيش الإسرائيلي في مناطق القتال التي لا يمكن الوصول إليها، قائلاً: في الأماكن التي يمكن إخلاؤها، سنخليها. في الأماكن التي لا يمكن إخلاؤها، نترك الجرحى. ومن يصل، يصل. إذا قرروا الاستسلام، فليستسلموا. يجب أن نقول لهم: «لا نستطيع الوصول إليكم. حاولوا اختراق الحصار أو استسلموا»!.من ناحية أخرى فإن اقتراحاته لتدارك الوضع، وخصوصًا اقتراحه بالانسحاب إلى خط الممرات في سيناء، لم تثر انطباعًا إيجابيًا لدى رئيس هيئة الأركان العامة الذي وصفها بأنها أشبه بالتفكير الذي يحمل إسقاطاً للرغبات.‏

كشف المستور لإخفاقات الأجهزة الأمنية‏

اعتاد الكثير من المسؤولين السياسيين والعسكر في الكيان الإسرائيلي على إرجاع الانتصار في هذه الحرب إلى عنصر المفاجأة فقط. ولكن يبدو أن ثمة من لديه قول آخر في هذه القضية التي تبدو متجددة رغم قدمها، وأهميتها رغم ما يعتقده البعض من عكس ذلك. فقد صدر في إسرائيل في العام الماضي، كتاب جديد بعنوان «جنون بلا غفران» لمسؤولَين سابقين من الموساد الإسرائيلي، يسعى إلى تأكيد منطق جديد في مسار إحداث حرب تشرين، عبر القول بأن هزيمة إسرائيل في هذه الحرب، كانت بسبب جنون القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية آنذاك، وليس بسبب المفاجأة. ولهذا الكتاب أهمية تكمن في أنه أول كتاب عن حرب تشرين يكتبه مسؤولون سابقون في الموساد، فالمؤلفان هما ديفيد أربيل (69 سنة) الذي كان رئيس التوجيه، وبعد ذلك ممثلا للموساد في أوروبا والولايات المتحدة؛ وأوري نئمان (66 سنة) الذي كان رئيس قسم الأبحاث في الموساد.‏

يعتمد الكتاب في استشهاداته، على بروتوكولات الجلسات التي عقدت في الأيام السابقة للحرب وعلى تقارير استخبارية وضعت على مكتب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين آنذاك. ويقوم الكتاب في جوهره على كشف النقاب عن سبعة إنذارات مهمة كانت قد وصلت إلى إسرائيل ووزير دفاعها موشيه ديان ورئيسة حكومتها جولدا مائير، والتي كانت كافية لإشعال أضواء حمراء من قبل ظهيرة تشرين بفترة زمنية مناسبة. فالكتاب يؤكد أن الإنذارات بوقوع الحرب كانت غزيرة، وجاء أغلبها من مصادر موثوقة، وبالتالي لا مجال للحديث عن «المفاجأة»، خلافا للرأي السائد بأن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) لم توفر الإنذار المطلوب. على حد قول المؤلفين كل قضية المفاجأة تلك كانت فرية ابتدعت في وقت لاحق لتمكين قادة إسرائيل من الهروب من تهمة الفشل والتقصير التي كانت تلاحقهم جميعا!‏

يقول أوري نئمان: «المفاجأة هي ورقة التوت التي جاءت لحجب الحقيقة، بعد أن تبين لصانعي القرار في تل أبيب أن الأمور سارت بصورة مغايرة عما توقعوه، قرروا تعليق الفشل على شماعة المفاجأة، التي لم يكن متاحا لها أن تحدث بسبب كثرة الإنذارات».‏

ويشدد الكتاب على أن من خُدع فعلا هو الجمهور الإسرائيلي وأشخاص كثيرون في مناصب مركزية مهمة، بما في ذلك صفوف الجيش الإسرائيلي. عبر القول بأنه لم تكن كل حكومة إسرائيل راغبة في هذه الحرب، وأن أغلب أعضاء الحكومة الإسرائيلية لم يكونوا يعلمون شيئا عما يدور بـ «المطبخ» الذي كان يشارك فيه ديان وجولدا ويسرائيل جليلي، وأحيانا كان «يجآل ألون» أيضا يشارك في جلسات المطبخ وطاقم اختصاصي من وزارة الدفاع ورئيس هيئة الأركان ورئيس «أمان» وغيرهم من المساعدين المختلفين. ويعلق «نئمان» ساخراً بقوله: «لقد جلسوا في المطبخ وقاموا بطهي مستقبلنا، كان هناك قرار في هذه الجلسات يتصور أن الحرب يمكن أن تكون جيدة لإسرائيل. وقد سار هذا الفريق السياسي الأمني نحو الحرب بعيون يقظة تماما عالمين بأنهم سيدفعون الثمن، ولكنهم اعتقدوا أن الثمن لن يكون باهظا، وأن دفعه جدير من أجل الهدف الموضوع لها وهو تحقيق إسرائيل لمزيد من الإنجازات والثروات التي تستوجب خوض المخاطرة».‏

وفي حديث له مع صحيفة هآرتس قال أوري نئمان انه يتهم القيادة الإسرائيلية آنذاك بالتخطيط الخاطئ والأحلام الكبيرة التي تفوق قدرات إسرائيل وإمكانياتها، حيث اعتقد المخططون أنه عندما يعبر المصريون القناة لن تكون هناك مشكلة في ضربهم، وكان الوهم الإسرائيلي قائما على أن الجيش النظامي الإسرائيلي سيقوم بإيقاف التقدم ومن ثم يتم استدعاء الاحتياط فتنتقل القوات الإسرائيلية إلى الطرف الآخر، وتفرض إسرائيل شرقاً أوسط جديداً مع حدود جديدة!.‏

ويوضح المؤلفان أنهما يقومان من خلال كتابهما بإكمال عمل لجنة «أغرانت» التي قامت بالتحقيق في ملابسات الهزيمة التي تعرض لها الإسرائيليون في حرب تشرين، لتحديد المسؤولين عنها، وبإغلاق ما تركته مفتوحا عندما لم تحدد المذنب المركزي ولم تقدمه للمحاكمة. فيقولان عن ذلك: «تهربت لجنة أغرانت من تقديم المذنبين للمحاكمة، وهذا الأمر أبقى جرح حرب تشرين نازفاً.‏

تعليقات وتحليلات الصحف الإسرائيلية تناولت هي الأخرى هذه المناسبة بكثير من النقد الجارح لكل المؤسسات التي ساهت في خلق ما اسمته يديعوت أحرونوت «السقوط المحتمل في الهاوية وكتبت الصحيفة تقول: «في هذه الأيام الفظيعة تُعاودنا الذكرى المُرة لحرب يوم الغفران وتضرب من كان هناك. في السنة التاسعة والثلاثين بعد الحرب جعلتنا الرقابة نحظى بالنظر الخاطف لمحاضر جلسات لجنة أغرانت. وتنحصر الشهادات التي كُشف عنها في المفاجأة الكبرى وهي كيف خدعتنا مصر وكيف لم نستعمل «الخبر الذهبي» لجاسوس أبلغنا عن موعد الهجوم القريب..‏

وكتب يهودا بن مئير في هارتس يقول:«أُصيب الجمهور في إسرائيل بزعزعة وبحق بسبب الكشوف التي أثارتها في الأسبوع الماضي الشهادات التي أُدلى بها أمام لجنة أغزانت عما سبق حرب يوم الغفران. وتصور الشهادات صورة قاسية لسكون وتجاهل من المستوى المدني والأمني، وغفلة عن كل التحذيرات مما كان يوشك ان يحدث. ويمكن أن نتفهم الدهشة التي أصابت الجمهور بإزاء الكسوف وعلاج القادة الفاشل الذين كانوا يحظون في ذلك الزمان بثقة كبيرة جداً من الشعب – وهو كسوف سبّب مأساة فظيعة وزعزع أساطين الدولة.‏

أما ليلاخ شوفال فكتب في اسرائل اليوم:«ليس سرا أنه سبق حرب يوم الغفران قصور استخباري خطير، ولكن في كل مرة يسمح فيها أرشيف الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع بنشر مزيد من التفاصيل عن الحرب، لا يمكن للمرء ألا يبقى مفغور الفاه في ضوء سلوك القيادة الإسرائيلية. هكذا كان أمس أيضا حين سُمح بنشر الشهادات التي أدلى بها الى لجنة اغرانت وزير الخارجية حينذاك، أبا ايبان، قائد المنطقة الجنوبية شموئيل غونين (غورديش)، قائد المنطقة الشمالية، اسحق حوفي، مساعد رئيس الموساد، ألفرد عيني والسكرتير العسكري لرئيسة الوزراء اسحق ليئور. في الشهادات التي سُمح بنشرها أمس يبدو أن القصور الأكبر نشأ حول الأخطار المركز والمصدق عن قرب الحرب والذي نقله المرة تلو الأخرى عميل الموساد الكبير، أشرف مروان، ولكن بشكل مذهل سقط بمواظبة بين الكراسي.‏

 

المصدر: ثورة أون لاين- عن الثورة -إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

آخر الأخبار
جودة طبيعية من دون غش.. منتجات الريف تصل المدن لدعم الصناعة السورية.. صفر رسوم للمواد الأولية أرخبيل طرطوس.. وجهات سياحية تنتظر الاهتمام والاستثمار مركزان جديدان لخدمة المواطن في نوى وبصرى درعا.. تنظيم 14 ضبطاً تموينياً اللاذقية: تشكيل غرفة عمليات مشتركة للسيطرة على حريق ربيعة الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير! حمص.. 166 عملية في مستشفى العيون الجراحي أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا