ثورة أون لاين- خالد الأشهب:
حتى الآن، يبدو اللعب السياسي الأميركي الغربي بثنائية «الإرهاب – الإسلام» بالتحريض والتوظيف مسلياً، من حيث إدارة المشهد كاملاً بالريموت كونترول المخابراتي دون سفك نقطة دم واحدة ودون إنفاق دولار واحد، ومربحاً مفيداً من حيث إغراق المنطقة بالسلاح ومتطلبات الحرب
، ويبدو أن اللعبة الرأسمالية المتوحشة هنا تؤتي أكلها جيداً فالربح يكون مضاعفاً مع الاحتفاظ بثمن التكلفة!
طوال عقود من سني ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كان المنتمون إلى الأيديولوجيا الماركسية عامة ومناصروها والمشتقون منها… ومهما تناثروا بين قارات العالم وبلدانه ومجتمعاته، كانوا إرهابيين تحت العدسة الأميركية الغربية.. وحتى داخل أميركا «المكارثية» وكانت الماركسية باباً مفتوحاً باتجاهين.. حيث يمكنك ان تغادر من حيث دخلت، لكن:
إسلام اليوم ليس هو ماركسية القرن الماضي، فالماركسية أيديولوجيا فيما الإسلام عقيدة، وإذا جاز التماثل بين مفهومي الأيديولوجيا والعقيدة، من حيث التعريف والبناء الهيكلي في أي زمان ومكان فإنهما هاهنا لا يتماثلان ولن يتماثلا أبداً.. ورغم أنف الذين لا يزالون يتساءلون ببلاهة عن الفرق بينهما!!
أجل، هذه ليست تلك، والإسلام ليس أيديولوجيا، وأظن أن أميركا والغرب لا يدركان الفارق بينهما جيداً، وأظن أيضاً أن عمى الربح الرأسمالي الفاحش لا يزال يساوي بينهما في العين الأميركية الغربية.. يزيد في هذا العمى سهولة الاستخدام الغربي للإسلام كحامل للإرهاب؟
أعتقد أن النفق الذي دخلته أميركا والغرب على أمل المرور الآمن والقريب.. ورغم جني الأرباح الطائلة من عائدات العبور.. لن ينتهي إلى ضوء في نهايته؟؟