ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
لدى العقل السياسي العربي عامة مشكلة حقيقية مع المفاهيم المستوردة أو المعربة على نحو خطأ كمفهوم الثورة على سبيل المثال،
والذي فهمه الكثيرون منا على هيئة صور سينمائية تريك في مشاهدها سلاحاً يتطاير بين الأيدي والمتاريس وغضباً يحرق ويخرب كل ما يرمز للدولة ومؤسساتها، وموجات من الرعاع تملأ الشوارع والساحات تصيح وتستريح !
رغم كل الرموز والسيناريوهات «الثورية» من هذا الطراز، والتي اجتاحت شوارع العديد من بلداننا العربية وتلافيف الأدمغة في مجتمعاتنا، إلا أنها لم توصل بلداً واحداً أو مجتمعاً منها إلى الثورة بما تعنيه من تغيير إيجابي لحياة الناس!
الخيالات والتصورات الساذجة التي رسمها بعض الصحفيين والكتاب العرب يوم أمس لتداعيات واحتمالات الدعوة إلى التظاهر وملء الشوارع في مملكة آل سعود، والتي تناقلها تويتر على نحو واسع ليلة أول أمس، تؤشر إلى ذلك العقل السياسي الساذج الذي أخذته الحماسة أو ربما الغباء إلى تصور أن السعوديين بعد توسيع دائرة تقشفهم وتراجع مناسيب استهلاكهم.. يمكن أن يذهبوا بهذه البساطة إلى حيث توهم ذلك العقل أنه ثورة؟
هل لا يزال ثمة من يتوهم حقاً أن أهل نجد والحجاز يمكن أن يخرجوا إلى الشارع في ثورة، بل هل في نجد والحجاز من يمكن أن يخرج إلى الشارع… إلا كما خرج أمثالهم وأسوأ في دول عربية أخرى وفق ذات الفهم ونفس السيناريو.. أي إلى الفوضى والقتل والتخريب؟
قد يتمردون، نعم، أو ينقلبون على «ولاة أمرهم» الطغاة.. لكن، لا تتوهموا أنها يمكن أن تكون ثورة وأنهم يمكن أن يكونوا ثواراً!!