ثورة أون لاين-أحمد ضوا: فقدت إسرائيل صبرها في كبح جماح عقيدتها العدوانية على مدى الأشهر المنصرمة من «الصقيع العربي» وأطاحت نزعتها العدوانية العنصرية بالقيود الأميركية الغربية، وبتمنيات شيوخ النفط المنشغلين بإنتاج دول على مقاسات مشيخاتهم «الديمقراطية» لها البقاء خلف الستار وانتظار ثمار «الربيع العربي».
لقد نسي «تجار الديمقراطية الجدد» أن إسرائيل تبني استقرارها الداخلي على قاعدة التهديد الخارجي، وأن عقيدتها العسكرية والسياسية تضع في أول سلم استراتيجياتها إبقاء الزخم على التهديد الخارجي المزعوم، كي لا تنمو وتتصاعد عوامل تفككها الاجتماعي من الداخل، ولذلك عندما استشعرت خطراً داخليا – وبالوقت ذاته مقدمات فشل مشاريع «تجار الديمقراطية» – عادت إلى طبيعتها العدوانية الإجرامية، وكانت البداية في قطاع غزة الصامد رغم الحصارالجائر من الأشقاء والأعداء على حد سواء.
أن تشن إسرائيل عدواناً على غزة أو غيرها ليس بالأمر المفاجئ إطلاقاً، وأن يتهاتف بعض رعاة «الصقيع العربي» للضغط على الشعب المقاوم في غزة كي يستكين ولا يرد على العدوان بدلاً من الضغط على إسرائيل وداعميها لوقف هذه الحرب العدوانية على شعب أعزل أيضاً. لايشكل أمراً مفاجئاً، ولكن أن يعبّر أحد أمراء مشيخات النفط المنشغل بـ «دمقرطة» الدول العربية على الطريقة الوهابية عن سخطه من المقاومة الفلسطينية، وتحميلها مسؤولية إطالة أمد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، فذلك هو العهر بعينه.
من المؤكد أن إسرائيل لا تربط وقف عدوانها على قطاع غزة برد المقاومة على هذا العدوان أو عدمه، وهي أعلنت أن لديها بنك أهداف، ولكن أولئك الساعين للضغط على المقاومة عاجزون عن فعل أي شيء تجاه إسرائيل، إلا التمني عليها الانتهاء بسرعة من انجاز بنك أهدافها، لأن الوقت غير مناسب لإشغال العالم بقضايا تشغله عن إسقاط الدولة السورية.
إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على صلة مباشرة بالحرب الكونية على سورية، والقاسم المشترك هو الفكر المقاوم المتجذر في العقيدة السورية -الفلسطينية، الرافض لمحاولات سلب الإرادة والموقف والتحول إلى أدوات – لا تملك من قرارها شيئاً – مرتهنة للخارج.
ومن هنا جاءت الضغوط على المقاومة الفلسطينية، ومحاولة إغرائها بالمال والمناصب الوهمية من مشيخات النفط، كي تستكين ولا ترد على العدوان الإسرائيلي، ولكن الحقائق والوقائع تثبت أن الحرب على غزة على ارتباط وثيق بالحرب على سورية، سواء لجهة إشغال سورية عن دعم المقاومة، ومن ثم الأمل بالقضاء عليها، أو لجهة استشعار إسرائيل قرب الانتصار السوري، وخطورة الارتهان لترهات أدوات المشروع الأميركي بإسقاط الدولة السورية.
إن وقائع المعارك على الأرض هي من سترسم النتائج والمستقبل في المنطقة، فالعدوان على غزة الذي وجدت فيه الحكومة الإسرائيلية فرصة لإحداث التحول على المستويين الداخلي والإقليمي، وكذلك تصعيد العدوان السياسي والإرهابي على سورية غير مضموني النتائج على الإطلاق. والقلق والارتباك الباديان على وجوه تجار «الديمقراطية» يحملان بين طياتهما انتصاراً كبيراً لسورية والمقاومة.
Adam.dawa@yahoo.com