ثورة أون لاين – شهناز صبحي فاكوش : ذرّاً للرماد في العيون… يتشدقون بحبنا…
– في سورية يمارس الإرهابيون جرائم حرب حقيقية.
– وفظائع إنسانية مروعة.
– وصمة عار في جبين جميع الدول التي تدعم الإرهاب في سورية بحجة إسقاط النظام لأنها بتبني المجموعات الإرهابية تقتل الشعب السوري وتدمر الوطن سورية.
– لو كان من رغبة حقيقية وإنسانية لدى المجتمع الدولي في الحفاظ على سورية كما يدعي، لضغَطَ على الدول التي تدعم الإرهابيين والمسلحين والخارجين عن القانون، والذين يمارسون القتل والذبح وتدمير الوطن، لِكَفِّ أيديهم عنه وعدم توريد المجموعات الإرهابية إلى داخل الوطن سورية.
عندها فقط تظهر النوايا الحسنة لمن يخشَ على سورية من الضياع ويدعي أنه يريد حقن الدم السوري..
وبدل التسليح وممارسة القتل غير المباشر، يُناشِدُ الأطراف السورية جميعاً بدعوتها إلى طاولة الحوار..
حتى الحروب العالمية كانت تنتهي بالحل السياسي، فكيف في وطن مثل سورية يعشق السياسة، ويتنفسها أبناؤه مع الهواء النقي الذي تلوث اليوم بفعل دخان الحرائق التي يشعلون، وبانتشار رائحة الدم الطاهر في كل مكان وتخييم شبح الموت فوق كل البيوت.
إن من يدعم ممارسي الإرهاب على الأرض السورية لا يمكن تصنيفهم في خانة الشرفاء لأنهم لا يلتزمون بأيٍّ من ضوابط القواعد الأخلاقية فهم لا يعرفونها قطعاً ولا يشمّون ريحها لأنها رادع ضد الظلم، وهم الموصومون بالظلم بكل سلوكياتهم المنافية للإنسانية.
لكنه صمود الجيش العربي السوري والشعب الذي يدرك حقيقة استهدافه من قبل قوى الشر والظلم والإرهاب التي خربت حياته وأمنه واستقراره، فنكست حياته وغيبت إبداعه وفككت مرافق حياته، فأصبحت تحتاج من الزمن ما كان يمكّنه للنهوض بالوطن وقطع أشواط في تجاوز أزماته الاقتصادية والمالية، عبر رياح الأزمة العالمية بأعمال تنموية وطنية بجميع مرافق الحياة..
كم من الزمن اليوم يمكّننا من الوصول إلى حيث كنا اقتصادياً وإنشائياً ومعمارياً…
في ظل نواميس السياسة المتجددة التي تغير معالم الحياة السياسية الوطنية وفق المعطيات الجديدة المطروحة. وكم من الزمن والجهد نحتاج لعودة الحياة الطبيعية لأبناء هذا الوطن خاصة (الغلابة) منهم… وتأمين الاستقرار المفقود.
أما آن أوان تركنا لحالنا لنتفرغ للملمة جراحنا وبلسمة جراح الوطن وإعادة إعماره من الخراب الذي لحق به… وليلتفتوا لشعوبهم وما تفقده من حرية وديموقراطية قبل أن تتحرك الرمال من تحتهم..
دعونا وشأننا وليرسل الله لكم كما قالت الجدات (ما يلهيكم عنّا). تفاقَمَ أذاكم حتى طال النفوس والرؤوس، فتركز التفكير في كيفية التخلص من زوابع الموت الذي يعمل فينا بفضل نَفْثِكُمْ سمومكم في حياتنا. والعجب أنكم تنظرون بدمكم البارد إلى ما يحدث عندنا من على موائد اللئام وأنتم منهم، تشربون معهم الدم السوري أنخاباً تحفظون بها بقاءكم.
لكن إلى أي مدىً بظنكم؟؟…
الكيد مرتد للنحر بعون الله.. فإن استشرى ظلمكم فعدل الله حاضر وإن استعرت نار حقدكم فرحمة الله أوسع، ولكن غفرانه بعيد عنكم فبينكم وبينه أرواح الأبرياء، وهذا لا يبرئكم الله منه إلا إن أبرأتكم هي، لأنها حقوق الدنيا التي سيطالبكم بها ذووها يوم الله… ولا أظنكم منها براء…
لم يعد المعَوَّلُ على ضمائركم لأنها دفنت في توابيت الزمن الماضي، وقبرت في سراديب الظلام… حيث دفَنْتُمْ كل الشرائع الدولية ومواثيق احترام سيادة الأوطان، وضوابط الأخلاق في إحلال السلام في كل مكان على أرض البسيطة، حتى أصبحت أروقه الدوائر الدولية المهتمة بشؤون العالم ملاذاً للمخربين والإرهابيين، وإن كانت تمارسه بالوكالة عنهم أدواتٌ مختلفةُ الأطياف والمشارب.
حتى أصبحت خيولنا تواجه الريح العاتية، ويحاول المقامرةَ عليها كل المحافل السياسية العالمية، وأهمها الإدارة الأمريكية والمتنافسين على سدتها، وإن كان الجميع وجوهاً لعملة واحدة ولنا تجارب حافلة معهم، من يتولَّ للمرة الأولى أو في تجديد ولاية ثانية، وحتى في برامجهم الانتخابية.
فبوش الابن احتل العراق بولايته الثانية، وكلينتون فعل ما فعل بعد التجديد… وعناقيد الغضب خير شاهد. وريغن حتى كيسنجر ورايس محركي سياساتهم الخارجية مآثرهم ما زالت تعمل فينا حتى اللحظة. من كامب ديفيد إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد…
ترى ماذا ننتظر من البيت الأبيض في دخول ثانٍ لحاكمه الذي وصل في سابقة كونية إلى أروقته.. نتمنى أن يكون الصقر الأسود في البيت الأبيض أكثر حكمة من سابقيه فيعمل لأجل سلام العالم (كما صرح في غير مكان..) واحترام سيادة الشعوب في اختيار ما يناسبها في حياتها الخاصة داخل حدودها. ويمارس ما منحه إياه العالم من قدرة على التدخل في شؤون الغير ولقب الدولة العظمى. في كف أيدي العابثين بحياة الشعوب.. وتركهم لشؤونهم… آخذاً بالاعتبار (لوبي) الأقليات الذي أغلق أبواب البيت الأبيض عليه في جولة سياسية ثانية يتزعم بها ما يدعى الدول العظمى. وألا يكون كالصقر البريطاني (الطير) الذي نال من وجه الطفل المتنزه مع والدته في ملعب يفجر فيه طاقته الطفولية.. فهل لصقر البيت الأبيض الحفاظ على حياة أطفالنا وحقهم في ممارسة حياتهم الطبيعة ليلعبوا بسلام في حدائق الوطن وملاعبه…
ويتطلع بعين الحكمة التي فقدها في بعض الوقت ذووها إلى الدولة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني، لأنه المفصل الأساسي الذي تُحَارَبُ سورية اليوم بسببه من قبل قوى الشر، لأنها المنافح الوحيد الجاثي إلى جانب أهله المظلومين…
فالصهاينة المحتلون من مصلحتهم (وهم في غرقهم بغطرستهم) أن تُغَيَّبَ سورية قُدرَةً ومقدرات، بشرية وعسكرية وسياسية عن مواجهتهم، لأنها الشوكة الباقية في حلقهم. والغرب الذي لم يستطع أن يربط سورية بعجلته الاقتصادية لتصبح سوقاً استهلاكية مبتلعة في الشراكة الأوروبية، يهمه أن تتحطم مقدراتها الاقتصادية والإنمائية، وهي المكتفية ذاتياً بمعظم الاحتياجات الأساسية الحياتية بدءاً من رغيف الخبز إلى حاجات الحياة الكريمة وصفر في مديونيتها.. من مصلحتهم تحطيم كل ذلك لتصبح بحاجتهم وتمد يد العوز لهم فتصبح (بروتوناً) يدور في فلكهم..
أما من اعتبرناهم أشقاء في كل الزمن فطعنة الغدر منهم أشد وأمرّ لأنها من ذوي القربى، ينفذون مخططاً إجرامياً حفاظاً على عروش وكراسٍ لابد زائلة عند انتهاء مهامهم، كمن سبقهم رغم كل الانبطاح (وحاضر يا فندم أمرك يا بيك – ومثل ما تبغي يا طويل العمر).
ترى كم سيطوّل الخنوع من العمر لكل من يحاول تدمير سورية.
أما الأصدقاء الذين أوليناهم كل الثقة فالحديث عنهم فيه الكثير من الشجون وصدمة (حُسْنِ) الجوار… وما أوصد مدى قرنين من الزمن فتحته سورية يوماً ليكون بوابتهم للعرب، وما حسبتها بوابات تُدفِّقُ الإرهاب سيولاً وأعاصير..
كيف يمكن أن يَستتب الأمن في العالم وآخر معاقل الأمن والأمان يَبُثُّ فيها الفوضى جميع فاقديه من العابثين. كيف يمكن لشعب أن يثق بمفاصل الأمم المتحدة وما يتبعها من أروقة.. وهي ملاذ الحاقدين والإرهابيين المتسترين بمسمياتها وتأويل مواثيقها.
لو فكّرَتْ قليلاً تلك الدول التي تدعي كِبَرها وقوتها بمصالحها ومصالح شعبها، لوجدت أن الاستقرار الذي (حُسِدَتْ) سورية عليه يحتاجه العالم كله، فهو الذي يرسخ دعائم سياساتها وانضباطها، وإلا فاستفاقة شعوب العالم والعربي ضمنها سيثير شعوبها فتستشيط غيظاً وتنهض متصدية متحدية لها في زمن قريب آتٍ، يغرقها بتسونامي أو كاترينا بشري لأن ارتداد الإعصار أقوى من الإعصار ذاته. والطوفان عندما يحلّ بقوة البشر لا ينتهي إلا بإغراق المقهور للقاهر.
فما يحدث على الساحة العربية تحت عنوان الثورات والربيع العربي، بدأت تصحو شعوبه على واقع الهيمنة والأطياف التي طفت على السطح في سرقة موصوفة وفرضية إقصائية تنافي كل ما يناسب واقع حياته وعقله المنفتح في زمن العولمة..
ومن يحاول تمرير مصالحه من دول العالم عبر زرع الفوضى في الدول العربية وضمنها سورية، ومن (يبعبع) على المنابر وعلى موائد المؤامرات عليهم جميعاً إدراك أن إرادة الشعوب هي المنتصرة لكرامتها وحريتها. خاصة الشعب السوري وجيشه العظيم ضمنه الذي سيرفع صوته ويده معاً في النهاية ليقول للمعربدين أينما وجدوا ضمائركم الميتة إن لم تحصل على جرعة ترياق تعيد لها الحياة، فستكون مقبرتها الأرض السورية حيث لا صلاة جنازة إلا على الأحرار…
وستأكل الطير من أشلائكم ووحوش البراري. فتراب الشام الطاهر (شام شريف) لا يضم إلا جثامين الشهداء والشرفاء… حيث ترمى النعال ويركع الجميع ليؤدووا طقوس التحية عند تلاقي الله والبشر.
تباً لكم زمر أبي لهب وجهل…
فعطر الجوري الشامي لا ينثر إلا على أكفان الأحرار…
ولا ينبت الياسمين والقرنفل إلا عند قبور الشهداء.
ثوبوا إلى رشدكم واستقلّوا قطار التوبة عند أول محطة تصادفكم فبعد مروره لا مجال للحاق به لأنه قطار الزمن السريع.
السابق