ثورة أون لاين – ديب علي حسن
لم تكن سورية في يوم من الأيام خارج الاعصار , أحاط الاعداء بها وتربصوا من كل زاوية يمكنهم استغلالها والعمل على ان تكون ثغرة ومع ذلك لم ينكسر السوريون , ولم يكونوا إلا الابطال الذين يعرفون كيف يضحون ويعملون من أجل يومهم وغدهم ووطنهم المسيج بالكرامات والتضحيات.
هذه حقائق وليست شعارات , ولاهي كلام انشائي , وعليها أن تكون ماثلة أمامنا دائما وأبدا لأنها فعلا محرك وقوة وعطاء , ست سنوات والسوريون في عين الإعصار هذه المرة , متحولات كثيرة جعلت المتربصين يدفعون بكل ما لديهم للوصول إلى غايات وأهداف ظنوا أنها سهلة المنال , ست سنوات ليست عادية , ولا هي بحرب تقليدية , انما يمكن للمتابع أن يقول: إنها حرب شاملة بكل الوسائل , ومع ذلك كله تصدى السوريون لها , وحولوا مجراها , وفي سياق الفعل والمقاومة والعمل ثمة محطات كثيرة.
وثمة ما يسر ويحزن ويغضب , لكنه لايفقدنا البوصلة , قد يكون من اصدقاء وحلفاء ومقربين , وربما له خصوصيته ووقته , لكنه ليس ملزما لنا بشيء ،لأن من ضحى وقدم واستطاع أن يغير العالم كله , ولم تكن عينه إلا على الوطن والحفاظ على كرامته ومستقبله واستقلالية قراره في كل القضايا , والحفاظ على هويته ونسيجه الفريد الذي يعني الحفاظ على جوهرها وكنهها.
واليوم والنصر قد تحقق وتم إنجازه فعلا وقولا والعالم كله يعترف بهذا الانجاز ,وإن كان البعض مازال يحاول أن يعمل في الوقت الضائع , نعم , يعمل في الوقت الضائع , قد يخترق هنا وهناك , ويستثمر في اشياء كثيرة , لكن الاكثر صحة أن السوريين هم من يرسم ملامح مستقبلهم ويخططون له , يعرفون توجهاتهم وأولها : الكرامة الوطنية التي لايمكن لأحد من كان أن يخترقها أو يمسها , ومن اجلها دفع السوريون ثمنا غاليا , وهم ماضون في ذلك.
وفي ربع الساعة الأخيرة ثمة كلام وتسريبات وإشاعات لايمكن حصرها والوقوف عندها , لكن الممكن هو القدرة على تجاهلها ومن باب ما تقدم من تاريخ تضحيات الشعب السوري , فما لم يستطع أحد في العالم أن يأخذه بقوة السلاح ليس بمقدوره أن يناله في أي مفاوضات مهما كانت , انه الوقت المستقطع , واللعب كثير وكبير , ولكن النتيجة محسومة بإرادة الشعب السوري , وغير ذلك هراء لامعنى له.
عن جريدة الثورة
d.hasan09@gmail.com