ثورة أون لاين:
سبعون سنة ونيف، يحصد الأوروبيون حقولاً حرثها الأميركيون وزرعوها حول العالم.. منذ مشروع مارشال وحتى الفوضى «البناءة» ووكيلها الحصري أوباما، مروراً بالناتو واستخداماته المتعددة..
ولا يقدمون سوى التنظير والخطابات الفارغة على طريقة الرئيس الفرنسي هولاند اليوم، ويجني الخليجيون حاصل استثمارات العقل الأميركي السياسي والتقني في آبارهم النفطية حماية وأموالاً ورفاهاً واستهلاكاً أعمى .. ولا يقدمون سوى وهابية تكفيرية وأجيالاً إرهابية، وفي سبيل هؤلاء وأولئك ارتكب الأميركيون آثاماً كثيرة بحق شعوب عديدة بدأت بتقسيم كوريا ولم تنته باحتلال فلسطين!
اعتاد العقل الأوروبي التفوق.. وحين سقط في بركة دمائه احتاج من يداويه وينهض به فاعتاد داء التفوق ودواء النهوض، واعتاد العقل الخليجي العجز.. وحين أفلس احتاج من يعينه ويقدم إليه على طبق من فضة فاعتاد داء العجز ودواء الاستهلاك!!
اليوم، جميع هؤلاء وأولئك يهاجمون دونالد ترامب وإدارته ومشاريعه وطموحاته، وينجر خلفهم الكثيرون ممن اعتادوا أن يكونوا أوغاداً.. وأيضاً الكثيرون ممن اعتادوا أن يكونوا عمياناً، ومنهم أكثرية عربية جاهلة، ما زالوا يصدقون معهد واشنطن للدراسات ووكالة السي إن إن للإعلام ؟
سبعون سنة والعقل السياسي الأميركي الخبيث دجلاً ونفاقاً يقهرنا ويسيل دمنا ونبتسم له، خاصة منذ خاطبنا أوباما من جامعة القاهرة قائلاً «السلام عليكم» وهو يقصد.. السأم عليكم؟
دونالد ترامب ليس أفضل.. لكنه بالتأكيد، لن يكون الأسوأ لأنه ليس أوباما، وصدقه الجارح خير من نفاق أسلافه القاتل.. حتى ولو كفر معهد واشنطن وكفرت السي إن إن!!
خالد الأشهب