حوالي 10000 طالب وطالبة في كلية الطب البشري بجامعة دمشق.. مشاريع تطويرية تشمل المخابر والمدرجات والمكتبة
ثورة أون لاين:
يصل عدد طلاب كلية الطب البشري بجامعة دمشق اليوم إلى حوالي 6000 طالب وطالبة في كافة الاختصاصات والسنوات، عدا السنة التحضيرية التي وصل عدد طلابها في هذا العام إلى 4300 طالب، وعدا طلاب جامعة حلب وجامعة الفرات الذين يتابعون تحصيلهم في الكلية وعددهم 1500طالب وطالبة.
ومع ازدياد عدد الطلاب تزداد معاناة طلاب الكلية من البنية التحتية لمخابرها العلمية التي لم يتم توسيعها منذ أكثر من 30 عاما ، وكانت عمليات التطوير والتجديد للأجهزة مستمرة كالمجاهر والأدوات المخبرية والتشريح المرضي، دون أي ترميم للبناء وتوابعه من البنى التحتية.
ترميم المخابر
مع أن هذا العدد يفوق القدرة الاستيعابية المخصصة لهذه الكلية بثلاثة أضعاف وأكثر إلا أنها تتابع مساعيها لتكون دائما رائدة في إعداد أطباء ذوي كفاءة عالية بمختلف الاختصاصات الطبية ، فقد أكد الدكتور حمود حامد عميد الكلية على وجود العديد من المشاريع المطروحة والتي سيتم العمل عليها لدعم البنية المحيطية (العلمية البحثية) للطلبة في الكلية، وفي مقدمتها مشروع ترميم البنى التحتية للمخابر وإعادة الهيكلة للمكان، مبينا أن الخطة الموضوعة لهذا العام بدعم من رئاسة الجامعة والوزارة هي القيام بترميم جميع مخابر كلية الطب البشري التي تحتاج إلى إعادة ترميم، لأن هناك قسما منها مرمم ، وقريبا سوف يتم الإعلان عن مناقصة لهذا الغرض.
مدرجات جديدة
تحتوي الكلية على مدرجات جيدة وواسعة ولكن العدد الكبير للطلبة، أدى إلى ضرورة إنشاء وإضافة مدرجات أخرى جديدة، وهو المشروع الثاني الذي يلي مشروع المخابر. والذي تعمل عليه إدارة الكلية بحسب ما أكده عميد الكلية مشيرا الى أنه تم تأمين المستلزمات الداخلية للمدرجات بشكل كامل، والفكرة هي بناء مدرج كبير فوق البناء الحالي لأن الحدائق في كلية الطب جيدة جدا ومن الصعب التضحية بأي منها أو تقليص مساحاتها.
مكتبة إضافية
وتحدث الدكتور حامد حول توسيع مكتبة الكلية والتي تأتي ضمن مساعي عمادة الكلية لتأمين جميع المتطلبات فهناك الكثير من الطلاب يفضلون الدراسة ضمن المكتبة لأنها تؤمن الماء والكهرباء والتدفئة والمكان المناسب. مبينا أن مكتبة كلية الطب متطورة وتحقق كامل الشروط العلمية للطلاب، وفيها قسم خاص يسمى المكتبة الالكترونية مجهز بالكمبيوترات ومجهز بمآخذ للنت من أجل الطلبة الذين يفضلون استخدام الكمبيوتر الشخصي. وفيها غرفة خاصة للبحث العلمي بإشراف موظفة تعمل على مساعدة الطلاب في الحصول على ما يريدون من المكتبة.
وبالإضافة إلى المكتبة الأساسية فقد تحدث عميد الكلية عن افتتاح مكتبة صيفية في الطابق الخامس، وهو مكان واسع ومناسب، تصل مساحته إلى 150 متراً مربعاً. سوف يتم تجهيزه بالكامل بما يخدم الطلبة ويساعدهم على التفوق، حيث جاءت الفكرة بعد ملاحظة وجود الكثير من الطلاب الذين يحبون الدراسة وهم يمشون، ويتمشى هؤلاء داخل المكتبة ويشوشون على زملائهم، وبالتالي افتتاح مكتبة صيفية سوف يحل هذه المشكلة ويؤمن مكانا إضافيا للطلبة لمراجعة ما درسوه، وبخاصة في ظل الظروف الحالية للكثيرين منهم ممن لا يجدون مكانا للدراسة أو القاطنين في المدينة الجامعية ، حيث الغرف مكتظة بالطلاب ، وبالتالي فنحن نؤمن لطلابنا المكان النظيف والجيد والدافئ.
الثلاثة الأوائل
لم يعد التكريم في كلية الطب البشري يشمل الطالب الأول فقط، بل الطلاب الثلاثة الأوائل، حيث أكد عميد الكلية أن الأوائل الثلاثة من كل دفعة تخرج يقبلون في الكلية كمعيدين مباشرة، وأنهم في هذا العام وبسبب حرصهم الشديد على تكريم هؤلاء الطلبة سوف يفتح لهم المجال لاختيار الاختصاص الذي يرغبونه، مبينا أن السبب المباشر خلال السنوات الماضية لعدم قبول الأوائل يعود لاختيارهم اختصاصات غير مسموح بها في الكلية، فيحرم الأول من حقه كمعيد، وأنهم بالكلية حتما سوف يحرصون على أن يحصل الطالب على الاختصاص الذي يرغب به.
لائحة داخلية موحدة
الجديد والمهم في كليات الطب البشري بشكل عام هو وضع اللائحة الداخلية الموحدة لجميع الكليات، التي صدرت من مجلس التعليم العالي، بعد أن درست بشكل كاف وموسع منذ بداية العام، وبين حامد: أن هذه اللائحة فيها توجه خاصة للقسم السريري في السنوات الرابعة والخامسة، بحيث أصبح لهذا القسم علامات تقدر بـ 20% للفحص السريري، بعد أن كانت تعتمد على الفحص النظري فقط. بالإضافة لخطط وبرامج مناسبة لكي يستطيع جميع الطلاب الاستفادة من هذا التدريب وهو تدريب إجباري.
وتم وضع خطط للامتحان كما هو الأمر في العالم كله وفقا لنظام الأوسكي المعدل لكي لا يكون هناك ظلم أو شخصنة في تحديد مستوى أداء الطالب.
نقص الكوادر
وأشار الدكتور حامد إلى وجود عدد من المشكلات التي تعاني منها الكلية، لكن المشكلتين الأساسيتين هما الأعداد المتزايدة للطلاب والمتمثلة بإضافة الكثيرين من طلاب جامعتين إلى طلاب الجامعة، حيث شكل ذلك عبئا كبيرا تزامن مع مشكلة نقص ببعض أعضاء الهيئة التدريسية وصل إلى نسبة 30% من الكادر التدريسي ..
وبالتالي فإن عدد الطلاب ارتفع بشكل كبير وعدد الأساتذة نقص أيضا بنسبة لابأس بها.. بالإضافة إلى النقص الكبير بأعداد الموظفين بسبب مغادرتهم الكلية خلال فترة الأزمة لظروف مختلفة.
وأضاف : هذا الأمر لم يؤثر أبدا على العملية التعليمية، بل تضاعفت الجهود بشكل كبير جدا، وهناك حلول مطروحة حاليا لتلافي هذا النقص، منها قرار المسابقة الذي أصدرته وزارة التعليم العالي لقبول أعضاء هيئة تدريسية من خارج الملاك، لأي شخص من داخل ومن خارج سورية، تتوفر فيه الشروط، ومسابقة جامعة دمشق لتعيين موظفين من فئات مختلفة، بالإضافة إلى أنهم في الكلية موافقون على عودة كل من يرغب من أعضاء الهيئة التدريسية الذي اعتبر بحكم المستقيل وترك الكلية لظروف خاصة به، وحصل على الموافقات الأخرى، فالكلية للجميع والوطن للجميع.
تعويض طلاب الدراسات
يقوم طلاب الدراسات العليا بعمل طبي كامل وبشكل جيد جدا في مشافي التعليم العالي، مقابل تعويضات قليلة جدا، حول هذه المشكلة التي طرحها أمامنا طلبة الدراسات؟ يقول عميد الكلية: إن هؤلاء الطلاب يتفانون في عملهم الطبي بمساعدة مجموعة من الأساتذة يعملون معهم، ولهذا السبب فنحن نخرّج أطباء على مستوى عال جدا في جامعة دمشق تقبل شهاداتهم أينما عملوا، داخل سورية أو خارجها.
وبالتالي حتى لو كان الراتب قليلا والتعويضات قليلة، فإن هذا الطالب يحصل على علم وتدريب كبيرين جدا يكلف الدولة أموالا كثيرة، وبمقارنة بسيطة، فإن كل ما يدفعه الطالب لدينا من مرحلة التعليم الابتدائي حتى التخرج من الجامعة لا يعادل قسطاً واحداً لجامعة خاصة.
اختصاص التخدير
وأشار د. حامد إلى أن هذا الأمر مطروح ولكن لبعض الاختصاصات، التي ليس عليها إقبال مثل التخدير والإنعاش والطوارئ، فهناك نقص شديد بأطباء التخدير على مستوى سورية حيث يوجد 490 طبيب تخدير فقط.
ويعود السبب لدخل طبيب التخدير الذي مازال حتى الآن منخفضا جدا.
وحاليا توجد دراسة بتوجيه من رئاسة مجلس الوزراء من أجل وضع خطة لرفع مستوى التخدير من أطباء دراسات واختصاصيين وفنيين لتشجيع عملية الإقبال على هذا الاختصاص، حيث حددت كل الاقتراحات ، وقريبا سوف تحول إلى رئاسة مجلس الوزراء للبت بها، ووضعها ضمن قانون خاص. بحيث يتم رفع مكافآت لطلاب الدراسات العليا ورفع الرواتب للتخدير فقط.
جديد الامتحانات
وبخصوص ما تحمله امتحانات كلية الطب من جديد تحدث الدكتور حامد عن عدة محاور أولها موضوع الأسئلة المؤتمتة في الكلية التي لا يدخل فيها العامل الشخصي نهائيا، وهي عبارة عن سؤال وخمسة أجوبة، وعلى الطالب اختيار الجواب المناسب، وكل الامتحانات في الكلية تعتمد على الأتمتة.
والمحور الثاني أن هناك توجيهاً من رئاسة الجامعة بنشر سلم التصحيح إلى جانب النتائج في لوحة الإعلانات وفي المواقع.
فعندما تصدر نتيجة أي مادة سوف توضع الأسئلة والأجوبة مع النتائج بحيث يستطيع الطالب الاطلاع على سلم التصحيح وعلامته معا، ويتأكد أين أخطأ وأين أصاب، وبهذا لا يحدث أي التباس لديه.
مبينا أن هذا النوع من الاختبارات هو لتعليم الطلبة وليس فقط لاختبارهم. بخاصة في ظل وجود الأسئلة التي تباع بالمكتبات وهي محلولة بشكل خاطئ ويتعلمها الطالب بأخطائها.
وهذا سوف يطبق لأول مرة في كلية الطب هذا العام.
بالنسبة للقاعات يفيدنا حامد: أنه يوجد ضغط كبير على القاعات والمدرجات لذلك يتم استعمال قاعات المخابر وكل ما يتوفر لديهم من أمكنة. ولكن لا يوجد أي نقص بالمراقبين من ذوي الخبرة.
وتم تأمين التدفئة بشكل كامل من خلال تأمين الكهرباء، بعد التواصل مع وزارة الكهرباء لمراعاة وضع الطلبة في أيام الامتحانات بهدف إلغاء التقنين في الكلية. وعليه تعمل التدفئة من الساعة التاسعة صباحا وتستمر حتى نهاية آخر مادة.
المناهج
بهدف التخلص من التداخل والتطابق الموجود بين بعض المقررات ولكي يخف العبء عن الطالب، وحتى لايضيع في عملية البحث عن الإجابة الأكثر صحة. أصدر مجلس الكلية قرارا تم توزيعه على الأقسام ووصل إلى الأساتذة لتعديل المناهج بما يتناسب مع اللائحة الداخلية الجديدة وعدم تداخل المعلومات، بحيث كل اختصاصي يهتم بالمعلومات التي تخص قسمه فقط. فعلى سبيل المثال أستاذ الداخلية يعطي وجهة النظر الداخلية حول الحالة المرضية، والجراح يعطي الحلول الجراحية.
المصدر: عن صحيفة الثورة-ميساء الجردي