ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
في بداية الثمانينات كان في حيّنا شاب يكنى "بالأسمر" هذا الأسمر كان استعراضياً بامتياز.. ويرغب دائماً بأن يتباهى أمام أقرانه بأمور كثيرة.. حيث كان يقوم بجمع عشرات ليرات الورق "حينها كانت عملة سورية ورقية من فئة الليرة" وكان يغلفها بورقة نقدية من فئة الخمس ليرات ومن ثم ورقة من فئة العشر ليرات
وهكذا إلى أن يغلفها جميعاً "بأم الطربوش" وهي الفئة النقدية الوحيدة "الكبيرة" وهي الـ 500 ل.س…!!
حيث يقوم بوضعها بجيبه الأمامي.. فتظهر للناس كم هي متضخمة ويبرهن على ذلك عندما يقوم بمسك الرزمة أمام أقرانه فيفكرون ويعتقدون جازمين أنها كلها قطع نقدية من فئة الـ 500 ل.س..!!
وسارت الأمور على ما هي عليه فترة زمنية ليست بقليلة.. حتى كشفه أحد أصدقائه مصادفة.. ومن حينها بات يطلق
على هذا "الأسمر" بالمنفوش..!!
يبدو والله العليم أن مؤسساتنا النقدية سمعت بقصة هذا "المنفوش" وبعد دراسة ومماحكة وتمحيص قررت طرح ورقة نقدية من فئة الـ 2000 ل.س.
متذرعة بأن هذا الطرح لن يؤثر على العملة السورية.. وهي تمتاز بأمانها.. وخفة دمها.. ونقلل من كمية الأوراق النقدية المحمولة "جيباً"..!! وتقلل من الازدحام الخانق على الصرافات الآلية … و… و… الخ..!!
هنا أجزم أن "المنفوش" وأخواته وأولاد عمومته وأخواله ومن يتبعهم سوف يصابون "بالصدمة".. لعدم قدرتهم التباهي بعد الآن بكمية الأموال التي يحملونها في أكياس نايلون وفي صندوق السيارة..!!
أما المواطن المسكين سوف تقل حرارة جيوبه أكثر ويشعر بأن الهيبة ذهبت مع الريح.. وسيترحم ليل نهار على "أم طربوش"..!!