ثورة أون لاين – أسعد عبود:
وفي مقطع آخر من قصيدة ممدوح عدوان نفسها:
أنت يا طلقة في الجبين… اسمك القدس أم اورشليم..
أظنها موجودة في ديوان (أقبل الزمن المستحيل).. أنا حضرت الشاعر يلقيها في أمسية شعرية في جامعة دمشق.. نهاية الستينات أو مطلع السبعينات.. لم أعد أستطيع أن أحدد.. لكنها بالتأكيد قبل 1973.. قبل حرب تشرين.. وتنسب إلى أدب الهزيمة الذي ساد الساحة الشعرية العربية بعد حرب 1967.
فيما بعد كان أدب ما بعد الهزيمة والهزائم التي قادتنا إلى كامب ديفيد وهكذا وصولاً إلى كامب الرياض حيث زعماء العرب والمسلمين يبيعون كامل القضية للرئيس الأميركي والبائع يدفع!!؟؟..
هذا هو الزمن المستحيل يا صديقي الشاعر الراحل.. واليوم جدير بنا أن نعود لأدب الهزيمة وذكريات الهزيمة، بحثاً عن الخلاص.
أصدق الشعر وأصدق الشعراء هم الذين كتبوا أدب الهزيمة.. كانوا الأجرأ إذ اعترفوا أن ثمة هزيمة كان النظام الرسمي العربي يرفض الإقرار بها.. واستمر يزيف الحقائق حتى وصلنا إلى ما نحن به اليوم..
احيلكم إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في جامعة أبو الغيط والنتائج الباهرة الصادرة عنه.. وإلى اجتماع مجلس الأمن الدولي.. هو الزمن المستحيل.. يخرس العربان البدوان على تصريح أميركا بسرقة القدس بكاملها وتثبيتها عاصمة لإسرائيل.. وترفض أوروبا.. يرفض العالم.. إنه الزمن المستحيل..
المستحيل الذي لم أكن أتوقعه، أن تحيا القضية وتعود إلى موقعها الحقيقي وبيئتها.. إلى الشارع العربي.. وإذا كانت هذه العودة حتى اليوم لم تطبق على وجدان هذا الشارع المنكوب.. فإنها على الأقل سحبتها من الأيدي التي تلاعبت بها كل تلك السنين.
هي قضية الشارع العربي وليست قضية الحكام العرب.. ولم تكن يوماً كذلك.. وهي في طريقها الطويل… الصحيح أن تعود إلى الشارع وأن تشهد الدنيا على خيانة الحكام العرب وجامعة الدول العربية للقضية.
رأيتموهم… في جامعتهم الهزء.. وأبو الغيط يجد السير ويهدد بمجلس الأمن.. أليس سلفه مع معلمه بن جاسم الذي حمل أوراق سورية إلى مجلس الأمن الدولي معلناً أنها خارجة على إجماع الجامعة القزمة طالباً تطويعها كما فعلوا مع ليبيا من قبل وأتوا بالناتو المشهود له بحب العرب ورعاية قضاياهم.. فتم لهم تدمير ليبيا..؟؟!!
رأيتموهم.. محفل للخنوع والمذلة.. أستثني منهم الوزير اللبناني جبران باسيل.. فقد قال كلمته.. وهي كلمة الشارع العربي.. أو تقترب كثيراً منه.. مرة أخرى لبنان.. حيث يستطيع بعض من الشارع العربي أن يعلن.
هذا هو الزمن المستحيل لأن تعود القضية إلى شارعها بعد عمر من التغريب.. غربها حكام العرب.. غربتها جامعة الكذب… غربها من حملها مستعجلاً في البيع والشراء فحصد الخيبة.. غربها اليسار.. غربها اليمين.. وغربها الربيع العربي متخالفاً مع الإرهاب..
أقبل الزمن المستحيل وعادت القضية المسافرة إلى قضيتها.. أو إنني أحلم.. أليس هو الزمن المستحيل..
as.abboud@gmail.com