مسارات

ثورة أون لاين- علي نصر الله:
في مشروع العدوان على سورية، ومنذ بداية وضعه بالتنفيذ حددت الولايات المتحدة بصفتها القيادية للمشروع مسارات العدوان، مراحله، وأدواته، وزعت الأدوار ووفرت مصادر التمويل والتسليح والمعابر والحدود، واختارت بعناية الرايات والمُسميات للتنظيمات الإرهابية، وحددت لكل منها بنك أهداف ومناطق انتشار وجبهات قتال تعمل عليها.

كل ما تقدّم تم، وصارت المعلومات المعنية بالتفاصيل، وبتفاصيل التفاصيل مُعلنة معروفة لم يُنكرها المُتورطون، بل إنّ حمد قطر فضح الكثير منها وأقرَّ بكثير مما لم يكن معلوماً للكثيرين حول العالم، وبالنتيجة سقط المشروع وتكسّرت مساراته، لا لأنه كان ضعيفاً، ولا لأن أحداً من الضالعين فيه انسحب أو اعترض، بل لأن سورية امتلكت من أسباب القوة والدعم من حلفائها ما مكّنها من إقفال مساراته وهزيمته.‏

في مسارات العدوان العملانية اعتماداً على الإرهاب التكفيري لم تدع واشنطن وأدواتها حُثالة إرهابية ولا فكراً مُتطرفاً قذراً إلا ووظفته. وفي مسارات الحرب النفسية المُرافقة للعدوان لم تترك وسيلة إلا ودفعت بها على امتداد العالم وبكل لغات الأرض لتملأ الفضاء كذباً ونفاقاً. وفي مسارات السياسة لم تُوفر مناسبة أو منبراً إلا واستخدمته.. لكنّ النتيجة التي كنّا نثق بها وتعرفونها ماثلة اليوم وتكشف بذاتها عن أوجه الفشل والعجز والهزيمة.‏

بات من الثابت أن مشروع العدوان الصهيو أميركي انتهى للفشل، وبالمقابل بات من الثابت أيضاً أن سورية أكدت انتصارها الكبير وتكتب في الأثناء – مع الحلفاء – فصله الأخير في الميدان وبالسياسة.‏

دحر الدواعش الناجز، ودحر المشتقات الإرهابية الأخرى (النصرة وسواها) كتحصيل حاصل سيقع لا ريب في ذلك، وهو القرار السوري الذي اتُخذ منذ البداية ولا بديل عنه، لعل من لم يفهم حتى الآن يفهم ويدرك ألّا مكان له على الجغرافيا السورية تركياً كان أم أميركياً، فإغلاق مسار العدوان على الأرض خيار وإقفاله قرار.‏

وإذا كانت المسارات الأخرى – جنيف أنموذجاً – ما زالت موضع رهان معسكر العدوان، فعلى مركز القيادة فيه – واشنطن – أن تعي جيداً بأنه لا حياة للمناورة التي أوحت بها وطلبت من ديميستورا أن يطرحها في مجلس الأمن مؤخراً.‏

وإذا كانت سعت سابقاً للمشاغبة على مسار أستنة، فعليها أن تعترف بعجزها عن تطويق نتائجه، وإذا ما رغبت بالتشويش على مسار سوتشي، فعليها أن تتلمس إرادة عقده ليكون مُرتكزاً وقاعدة أساسية لحوار فاعل، قبل المحاولة لتُوفر على نفسها أعباء فشل جديد!.‏

الفشل الأميركي بمسارات العدوان الإرهابية، لن يُنتج سوى فشل آخر بالمسارات الأخرى السياسية والدبلوماسية، وإنّ مسارات الحل العسكري التي هزمت مشروع العدوان على الأرض تُستكمل اليوم في أستنة وسوتشي.‏

آخر الأخبار
جذب الاستثمارات الزراعية.. اتحاد فلاحي حمص بمعرض دمشق الدولي وزير المالية: نرحب بالدعم الفني الأوروبي ونتطلع لزيارة وفد الأعمال الفرنسي رؤية جديدة في طرطوس لدعم الاستثمار وتوسيع آفاق التصدير  اعتماد المعيار المحاسبي الدولي IFRS 17 في قطاع التأمين الكويت: مواصلة الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته تجاه سوريا انتهاك للقانون الدولي مسار جديد لبناء تعليم نوعي يواكب متطلبات التنمية المجتمعية الأردن: استمرار الانتهاكات الإسرائيلية تجاه سوريا تصعيد خطير مخاطر الانتهاكات الإسرائيلية تجاه سوريا والمسؤولية الدولية عن لجمها دمشق تستعد لاستقبال زوار "معرض دمشق الدولي" بأبهى حلّة وفد اقتصادي سعودي رفيع يصل دمشق.. والمملكة ضيف شرف في معرض دمشق الدولي حلب في معرض دمشق الدولي.. عودة القلب الصناعي لسوريا إلى واجهة الاقتصاد منظمة "رحمة" تؤكد دعمها للتعليم المهني في درعا معرض دمشق الدولي .. عودة للصوت السوري في ساحة الاقتصاد العالمي صيانة وتركيب محولات كهربائية في جبلة معرض دمشق الدولي نافذة سوريا إلى العالم "المركزي" يضبط بوابة التواصل الإعلامي معرض دمشق الدولي .. رسائل ودلالات نيويورك تايمز: زيارة مشرعين أميركيين إلى سوريا لدفع إلغاء العقوبات ودعم المرحلة الانتقالية قطر تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتدعو لتحرك دولي عاجل أردوغان: تركيا ضامن لأمن الأكراد في سوريا وملاذ آمن لشعوب المنطقة