ثورة أون لاين:
أصدرت الهيئة العامة السورية للكتاب ديوان الشاعر الجاهلي عروة بن الورد من شرح أبو يوسف يعقوب بن إسحاق السكيت البغدادي وتحقيق الشاعر الراحل عبد المعين الملوحي.
وجاء في مقدمة الديوان أن عروة هو أحد الشعراء الصعاليك الذين شكلوا ظاهرة في العصر الجاهلي بعد أن فتك الظلم والحرمان بالفقراء من الناس فلم يكتف هؤلاء بالإنكار اللفظي والنقمة بل راحوا يؤلفون طبقة من المتمردين يجردون السيف دفاعاً عن حقهم وحق البؤساء فمنع عنهم المجتمع الجاهلي حقوقهم في العشيرة.
وعروة بن الورد ومن معه من الصعاليك أناس متمردون على الفوارق الطبقية والعرقية ولا سيما أن عدداً كبيراً من أمهاتهم كن سوداوات اللون لذلك سماهم بعضهم غربان العرب وأراد مجتمعهم أن يعاملهم معاملة العبيد فثاروا عليه وفرضوا حريتهم.
عروة بن الورد والصعاليك وقفوا إلى جانب أخوانهم الذي أقعدهم المرض والشيخوخة فحرموا أنفسهم القوت من أجل الآخرين وكانوا يتحلون بظاهرة الكرم والتعاطف الإنساني وبالتعاون مع الآخرين ومشاركتهم القوت والفرح والألم.
ووفق ما جاء في الكتاب كان عروة بن الورد أبا الصعاليك كما لقبوه فثار على الأغنياء الذين يكدسون الأموال ويمنعونها عن الفقراء فهجا الكثيرين منهم إضافة إلى أنه رجل كريم يرحب بالضيف أما الشخصية القيادية فتجلت عنده في حفاظه على أرواح من معه وتجنيبهم الفناء كما أن نبله ظهر في نظرته للمرأة كشريكة له في الحياة لا تختلف عن الرجل.
الكتاب الذي رسم لوحة غلافه الفنان رامز حاج حسين بأسلوب يوازي المضمون ويعبر عنه يقع في 127 صفحة من القطع الكبير رصد كل النصوص التي تعقبها التاريخ من أشعار عروة بن الورد بأسلوب مشروح ومفصل ومحقق.