“مواهب” الفرنسيين في صداقة الإرهابيين.. ومحاربتهم !!

ثورة اون لاين :افتتاحية الثورة بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
تتفتق الدبلوماسية الفرنسية عن «مواهب» غير مسبوقة ولا معهودة، وتقدم الطبقة السياسية الحاكمة فيها سوابق لا تجاريها طبقة سياسية أخرى

حتى لدى جزر مستعمراتها سواء في الرعونة والتسرع والاندفاع، أم في التهور حتى حدود الحماقة.‏

فلا تخرج من مغطس في السياسة، إلا لتغرق في مستنقع آسن بالعسكرة، ومن فاتها أن تُورِّطه معها في الدبلوماسية، تحاول جره بتداعيات مقامراتها، وحين تعجز وتفشل في الحالين تعيد الكرة بما هو أسوأ.‏

لا تريد تلك الطبقة أن تتعلم من دروس خيباتها وخيبات من سبقها، ولا الاستفادة من عبر وتجارب فشلها في السياسة والدبلوماسية، واليوم تضيف إلى القائمة العجز في العسكرة التي تواجه المأزق الأخطر، منذ هزيمتها في الجزائر.‏

لا ننكر على الفرنسيين أنهم في الشأن الداخلي هم أصحاب القرار، ونستطيع أن نجزم أن شوكهم النابت بين أضلعهم هم الأقدر على انتزاعه، لكن حين يتعدى الأمر الحدود يصبح للحكاية وجه آخر، ليس بمقدور أحد تجاهله، ولا حتى للفرنسيين أنفسهم حق التغاضي عنه.‏

ففرنسا الباحثة عن دور في الساحة الدولية من بوابة العسكرة، تعيد ارتكاب الأخطاء ذاتها التي كانت كارثية في السياسة، ولا يزال العالم مصدوماً من درجة عدوانيتها، ومستوى تهورها، ودونية أدائها.‏

وجاءت الحماقة الفرنسية في مالي لتضفي على المشهد مفارقات، وذهبت إلى موقع لم يكن أحد يتخيل أنه يمكن للسياسة الفرنسية أن تصل إليه، وهي مدفوعة بأطماع استعمارية استيقظت بشكلها الهمجي ووجهها التوحشي تبحث في كل الاتجاهات عما ينمي تلك الأطماع أو يحاكي ما في داخلها.‏

بينما كان الاعتقاد أن الغرق الفرنسي في مستنقع حروبها الاستعمارية سيعيد ترتيب أوراق سياستها، والانكفاء مرحلياً نحو الكفّ عن استعراض مواهبها الدبلوماسية في استضافة المرتزقة والإرهابيين الذين تحارب ما يشابههم وبعض من يتطابق معهم في مالي، وربما كان بينهم من هو أسوأ.‏

لكن كما يبدو أن شهوة الأطماع كانت أقوى من أي شيء آخر وجاءت ممزوجة بالحماقة والارتجال لتزيد الطين بلة، فتعود لتقع في الحفرة ذاتها، وفي المطب ذاته، ومن دون فوارق تذكر.‏

ربما بمقدور السياسة الفرنسية أن تجاهر بتموضعها داخل حلبة الأطماع، أو أن تعلن صراحة عن الرغبة في استعادة تقسيم كعكة النفوذ، غير أن هذا كان يتطلب على الأقل توافر سياسة وسياسيين قادرين على ترجمتها من منطق الكفاءة المطلوبة، فإذا بها تُبتلى بطبقة من السياسيين الهواة، وبعضهم متطفّل على الدبلوماسية وبدل البحث عن قارب نجاة نراها تغرق أكثر.‏

ما نقوله ليس من باب العتب على الاطلاق، لأن العتب يكون على قدر المحبة!! لكن قد يدخل في نطاق الشفقة على ما ابتليت به فرنسا من ساسة لا يفرقون بين الحقيقة والوهم، ولا يميزون بين الأطماع والمصالح، ويخلطون في علاقتهم بالمرتزقة والإرهابيين، يصادقون بعضهم كل الوقت، ويشنون حروباً بطابع استعماري على بعضهم الآخر لبعض الوقت!!‏

وما يفجع فيها فعلاً أنها تفتح الباب على سجالات وحروب تدفع البشرية ثمنها وليس فقط الفرنسيون، وإن كانوا أول من سيحصد نتائجها وتداعياتها، وأكثر من سيعاني من مخاطرها، ومن الكوارث التي ستجرّها!!‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
"تربية حلب" ترحب بقرار دمج معلمي الشمال في ملاكها شراكة في قيم المواطنة والسلام.. لقاء يجمع وزير الطوارئ وبطريرك السريان الأرثوذكس الاستثمار في البيانات أحد أعمدة التنمية معاون وزير الداخلية يبحث تأمين مقارّ جديدة للشؤون المدنية بدرعا انطلاق "مؤتمر  صناعة الإسمنت والمجبول البيتوني في سوريا 2025" محافظ دمشق: لا صلاحيات للمحافظة بإلغاء المرسوم 66 الملتقى الاقتصادي السوري - النمساوي - الألماني 2025.. يفتح باب الفرص الاستثمارية  تعزيز الصحة النفسية ضرورة  حياتية بعد الأزمات   "ملتقى تحليل البيانات".. لغة المستقبل تصنع القرار يوم توعوي للكشف المبكر عن سرطان الثدي في مستشفى حلب الجامعي أدوية ومستهلكات طبية لمستشفى الميادين الوطني  معمل إسمنت بسعة مليون طن يوفر 550 فرصة عمل  "التربية والتعليم" تطلق عملية دمج معلمي الشمال بملاك "تربية حلب"   مونديال الناشئات.. انتصارات عريضة لإسبانيا وكندا واليابان العويس: تنظيم العمل الهندسي أساس نجاح الاستثمار في مرحلة الإعمار  التحليل المالي في المصارف الإسلامية بين الأرقام والمقاصد تعاون سوري – سعودي لتطوير السكك الحديدية وتعزيز النقل المشترك شراكات استراتيجية تدعم التخطيط الحضري في دمشق تسهيل الاستثمار في سوريا بين التحديات الحكومية والمنصات الرقمية مواجهات أميركا مع الصين وروسيا إلى أين؟