ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
هل حقاً أن المشكلة الوحيدة في وزاراتنا ومؤسساتنا العامة تكمن في التفاصيل..؟! تفاصيل الخبرة والنزاهة والجدية في طريقة التعاطي..!!
على سياق المثل القائل: في التفاصيل تعشش الشياطين…!!
قلنا سابقاً…وسنكررها حالياً ومستقبلاً أن الفساد الإداري من أخطر أنواع الفساد..
وبات استئصاله يحتاج إلى عمل جراحي نوعي… وأعتقد أن مفهوم التطوير الإداري الذي روّج له منذ فترة جاء من أجل المساهمة في الحدّ من هذا الفساد المعشش في زواريب إداراتنا وأزقتها…!! السؤال هنا: أصحيح أن ليس لدينا كفاءات إدارية في مؤسساتنا العامة قادرة على النهوض والتطوير…؟!
نحن نجزم أن الكفاءات الإدارية موجودة…وبكثرة… إلا أن المشكلة المستعصية في طريقة إدارة هذه الكفاءات وتوظيفها بشكل إيجابي للمساهمة بالنهوض..!!
بمعنى أن المحسوبيات والوساطات مازالت هي الملاذ المعتمد في طريقة تعيين الكادر الإداري وحتى الفني..!! بينما هؤلاء «أقصد أنّ الجديرين في الإدارة مستبعدون بطريقة استفزازية…ومهمشون…!!
ونستطيع هنا أن نسوق مثال خريجي المعهد الوطني للإدارة العامة والذين بلغ تعدادهم بالمئات… هل يستطيع أحد من المسؤولين الإفصاح عن وضعهم…؟!
أنا شخصياً أعرف الجواب… وربما يعرفه غيري..!!
الذي جعلني أصل إلى هذه المرحلة من الاستفزاز «الإداري»… هو توكيل شركات خاصة عمرها سنوات قليلة بالإشراف على البطاقات الذكية…!!
أليس هذا استفزازاً…عندنا مؤسسات وشركات عامة عمرها أكثر من نصف قرن… لم تستطع حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر تكوين فريق إداري أو فني قادر على التصدي لمهمة بسيطة كالبطاقة الذكية…. بينما شركات خاصة عمرها سنوات استطاعت التصدي…. ؟!
هنا لا أنكر أن الشك دغدغ مشاعري… بأن المشكلة ليست بوجود كوادر بقدر ما هي إعطاء مزايا وفرص «مشبوهة»…!!