مرسي الإخواني وعنق الزجاجة الإسلامي

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
لم يكن ينقص منظمة التعاون الإسلامي إلا أن تضيف إلى محاضر جلساتها وتاريخ قممها رئيساًَ لمؤتمرها بالعمرة الإخوانية، كي تكمل الحلقة وتواصل نحيبها على الأطلال الإسلامية شعوباً ودولاً،

وتتباكى على الحال المؤلمة، وهي تغمض عينيها عن الإرهاب الذي أنتجته عن سابق إصرار، وتشجعه علناً، ليكون الحاضر الدائم على قوائمها والخادم الأمين لأجندة الغرب وأطماعه.‏

يستطيع مرسي أن يرمي بأوراقه في السلة التي يشاء، وأن يبيع مواقف مكشوفة وتعهدات كاذبة ووعود مزيفة، وأن يوزع أحياناً التزامات خلبية ذات اليمين وذات الشمال، لكن ليس بمقدوره أن يحجب الشمس بغربال.‏

فعلى الأقل تجربة الأشهر الماضية من حكمه المهزوز لا تتيح له، وآليات التعاطي مع الشأن المصري الداخلي لا تسمح بالتغريد غرباً وشرقاً، فكيف الأمر أن يخرج إلى ما هو أبعد من قدراته، وبما يفوق استطاعته؟!‏

أما مواقفه وسلوكه وإجراءاته التي تفجّر الشارع المصري غضباً، فهي قرينة إضافية كانت تقتضي منه أن يستغل الوقت المتاح للحديث عن همومه الداخلية والخارجية في الآن ذاته والتحديات الكبرى التي تواجه مصر، وهو يضيف المزيد منها حين يقودها إلى عنق الزجاجة بوجهها الإخواني وقعرها الإسلامي.‏

كان بمقدوره أن يوفر على نفسه عناء البحث في دروس التاريخ وهو الذي ما برح يبحث عن أي طريقة لمصادرته في وجه المصريين، وكان بمقدوره أيضاً أن يعيد التدقيق في تلك الدروس التي يستعين بها، وفي مقدمتها بأن الارتهان للخارج، وتنفيذ الأجندات إرضاء لهم، والحفاظ بأي طريقة على اتفاقيات ذل، لا تتماشى بأي حال من الأحوال مع دروس التاريخ ولا مع مصالح الشعوب.‏

فقيه التاريخ تاه في دروس وعظه، لكنه لم ينس ما تقتضيه الاستدارة لتأجير ما تبقى من المنظمة للمال الخليجي والعثمانية الجديدة، حين بلع لسانه في الحديث عن الإرهاب وما يحمله الارتهان لأغراضه ووظائفه التي تعمل بالأجرة لحساب الغرب، وتنفذ ما يعجز عنه بالهيمنة والنهب والأطماع.‏

هكذا يرتهن العالم الإسلامي بوجهه الجديد لمكاشفات صادمة ليس في الدور، وإنما في الوظيفة الموكلة إليه عبر منظمته المصادرة منذ وقت طويل لحسابات الآخرين، والمقيدة بأغلال المقاسات والقامات السياسية الهزيلة الطافية على سطح الأحداث.‏

هكذا تتبدل أولوياتها دون عناء وتقودها حفنة من السياسيين الذين ارتهنوا في قرارهم ومصيرهم لتكون المنظمة ناطقة باسم الإخوانية ولتقف على الضفة الأخرى المناقضة لمصالح شعوبها، وهي تبحر بيدها في جيوب المال الخليجي وترى بعيون مستأجرة لرعاية المصالح الغربية، وتتحدث بلسان تصادق مع الصهيونية في أهدافها ووقائعها، فتصمت تواطؤاً أمام سطوة الإرهاب الذي يوغل في تقطيع أوصالها بدولها وشعوبها.‏

المفجع أنها تنتقل من طور إلى آخر والهزال السياسي يستشري لتحط رحالها في آخر المطاف في حسابات ثالوث تتعدد جبهاته وخياراته ومصادر الارتهان فيه متنقلاً بين مال خليجي وعثمانية جديدة بأفكار ورؤى إخوانية.‏

من جديد يقدم مرسي القرينة على أنه من الصعب عليه الخروج من عباءة إخوانيته، وبالمنطق نفسه كان من العسير عليه أن يقرأ التاريخ إلا بمنطق الإخوانية متجاوزاً محاولة تحجيم مصر لتكون على المقاس الإخواني، فيرنو نحو تحجيم المنظمة الإسلامية لتكون هي الأخرى على النبض الإخواني.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب